مكتب الساحل (الشروق) في إطار الاحتفال بتأسيسها نظمت غرفة التكنولوجيا والبرمجيات والإلكترونيك بسوسة مؤخرا ندوة تحت عنوان «الاستثمار اللاّمادي والاقتصاد الرقمي» بحضور شكري بن حسن الوزير لدى رئيس الحكومة المكلف بالاقتصاد الاجتماعي والتضامني ومحمد معروف وزير تكنولوجيا الاتصال والاقتصاد الرقمي ووالي سوسة عادل الشليوي. وأكّد بن حسن في كلمته أهمية موضوع الندوة باعتبار «هذا القطاع ذا قيمة مضافة عالية ويندرج ضمن توجهات الحكومة الحالية باعتبار أن قطاع تكنولوجيا المعلومات قاطرة للرفع من القدرة التنافسية للاقصاد الوطني وهو خيار إستراتيجي» حسب قوله، كما عرج بن حسن على أهمية ودور الاقتصاد الاجتماعي والتضامني قائلا «يمثل هذا المجال منوالا اقتصاديا جديدا قادرا على تحرير محركات النمو والحد من حجم التفاوت والفوارق الاجتماعية وإدماج شرائح واسعة من المجتمع في الدورة الاقتصادية وهو يمثل دعامة ثالثة للاقتصاد الوطني إلى جانب القطاعين العمومي والخاص وله دور مهم أيضا في دعم مجالات الاقتصاد الرقمي بما يوفره هذا النمط الاقتصادي من ليونة في التصرف وخاصة من تسهيلات وحوافز للشباب وكذلك محدودية في المخاطرة عند بعث المشاريع الجديدة سواء في إطار التعاونيات أو تعاضديات أو جمعيات أو المقاولات الاجتماعية». وأضاف الوزير أنّ «مشروع القانون المنظم للاقتصاد الاجتماعي والتضامني والذي سيعرض قريبا على مجلس الوزراء سيمثّل فرصة سانحة لمزيد بعث مشاريع شبابية ضمن هذا المنوال الاقتصادي المستحدث على غرار بعث مؤسسات «ستارت آب»، المتخصصة في الاقتصاد الرقمي والاستثمار اللامادي من خلال ما سيوفره من حوافز لفائدة الشباب وما يطرحه من آليات جديدة في التصرف، كما لا يجب أن يقتصر التحول الرقمي على الأعمال والاستهلاك بل يجب كذلك أن يخدم الاقتصاد الاجتماعي لذا دعونا نفتح أعيننا وندرك الحقل الاستثنائي المولود من التحالف بين الرقمية والاجتماعية». هدفنا ريادة تونس إفريقيّا وأكّد وزير تكنولوجيا الاتصال والاقتصاد الرقمي محمد معروف في مداخلته تواصل المكتسبات في المجال التكنولوجي والرقمي واستمراريتها منذ الاستقلال قائلا «نحن نبني على لحظة 14 جانفي بالاستئناس بما وقع تحقيقه قبل ذلك من مقومات ونطمح اليوم بأن تكون لتونس مكانة متميزة في الخريطة العالمية الرقمية وهدفنا الاستراتيجي أن نكون رائدين في مجال الاقتصاد الرقمي على المستوى الإفريقي». واعتبر معروف أنّ «البنية التحتية هي الأساس لهذا الاقتصاد لذلك نسعى إلى تحسينها وتركيز العديد من الأشياء إلى جانب العمل على تشبيك الإدارات رقميا، وبدأنا في تحقيق تقدما في الإدارة الرقمية على مستوى الوزارات من خلال التراسل الإلكتروني وتخلصانا من العديد من الأوراق كانت تضيع في البهو وبين وزارة وأخرى فاليوم هناك ست وزارات تتعامل بالتراسل الإلكتروني وفي نهاية سنة 2019 ستصبح كل الوزارات تتعامل بهذه الصيغة كما نشتغل على تنفيذ الخدمات الموجهة للمواطنين رقميا منها المعرف الوطني الوحيد وأصبح لنا سجل لهذا المعرّف وبدأ يشتغل وانطلقت بعض المصالح في استعماله منها الصناديق الاجتماعية وتخليص المواطن من كم كبير من الوثائق». وأضاف معروف «سنمنع على الإدارات تسلم وثائق من المواطن في وقت يمكن لها أن تتسلمها بطريقة مباشرة بفضل المعرف الوطني إلى جانب توظيف مشاريع ومنظومات أخرى رقمية تسهل العمل الإداري ومن أهمها منظومة صندوق التأمين على المرض بتمكين المواطن من بطاقة ذاتية تجعله لا يحتاج للذهاب ل «الكنام» للتعويض بل كل الخدمات ستتم بطريق إلكترونية ابتداءا من شهر أفريل وفي نهاية السنة ستصبح كل المنظومة تدار بصفة إلكترونية، وبالنسبة للجانب الاقتصادي فالمسؤولية مجتمعية على الجميع الانخراط فيها ولنا مقاربة في التشجيع على الاستثمار في هذا المجال بتوفير العديد من الامتيازات والمشاريع مع الحرص على إيجاد مصادر تمويل». كفاءات وطنية تنتظر الدعم والتشجيع وقد أثث فعاليات هذه الندوات نخبة من الكفاءات الوطنية من خلال ندوات قيمة رسخت قيمتهم العلمية والمهارية حيث خصص الأستاذ نبيل كريدان مداخلته لدور التكنولوجيا في بعث فرص العمل وتمحورت مداخلة الدكتور أحمد معلال على مشاريع البحث والابتكار مركزا على الدعم الأوروبي الكبير لهذه المشاريع وكانت مداخلة الدكتور لطفي النابلي تخص البنية التحتية لوضع أسس التجارة والصناعة اللامادية، وركز الأستاذ قيس بالحاج مداخلته على دور وأهمية القطاع التكنولوجي وأهمية استثمار الكفاءات البشرية في هذا المجال. مشاريع واتفاقيات شراكة نوعية وتضمنت فعاليات الندوة أيضا تقديم بعض المشاريع من طرف بعض مؤسسات التعليم العالي بالتعاون مع غرفة التكنولوجيا والبرمجيات والإلكترونيك بسوسة منجزة من طرف الطلبة منها كرسي متحرك ذكي، نظارات ذكية، إلى جانب إمضاء اتفاقيات شراكة بين الغرفة وعدة مؤسسات جامعية وصفها رئيس الغرفة قيس بالحاج بالنوعية مثل إدراج شهادة الماجستير تخص الإلكترونيك إلى جانب اتفاقيات شراكة بين مؤسسات جامعية وشرِكات خاصة في الميدان التكنولوجي.