تناقلت وكالات الانباء مساء أول أمس الجمعة خبرا يتعلق بقصف أمريكي مكثف على القافلة التي تنقل الصحفيين الفرنسيين المحتجزين في بغداد منذ أسابيع بعد أن أطلق سراحهما اثر وساطات متعددة. القصف الامريكي على القافلة أسفر عن مقتل ستة أشخاص من حراسهما والسؤال الكبير الذي لا تخفى اجابته على أحد هو لماذا استهدفت القوات الامريكية الصحفيين الفرنسيين؟ فعلى حدّ علمنا لم يحملا سلاحا ضد التواجد الامريكي في العراق ولم يتورطا في عمليات تفجير وبالتالي فهما ليسا من المطلوبين لا للجيش الامريكي ولا لقوات التحالف ولا شرطة أياد علاوي فلماذا هذا الاستهداف؟ ان الادارة الامريكية تخاف من الاعلام ولأنها تدرك أن الصحفيين الفرنسيين سينشران غسيلها في العراق وسيكشفان للعالم بالصورة والكلمة فظائع الحرب الصليبية الجديدة على العراق سعت لقتلهما لانها تريد جريمة بلا شهود! وليست هذه المرة الاولى التي تستهدف فيها الولاياتالمتحدةالامريكية وأجهزتها الامنية والاستخبارية الصحفيين الشرفاء اذ أن خوفها من الشهود وحرصها على أن ترتكب جرائمها في الظلام وفي غفلة عن العالم يدفعها لقتل الصحفيين الفرنسيين كما قتلت في السابق وفي العراق تحديدا طارق أيّوب وكما قتلت آخرين من رجال الاعلام عربا وغير عرب. فهذه هي أمريكا نصيرة حقوق الانسان وحرية الاعلام والمبشرة بالديمقراطية التي تدخلت باسمها لقتل الابرياء في العراق كما تدخّلت قبل سنوات في الشيلي لاغتيال سلفادور أليندي وكما ستتدخل في أماكن اخرى من العالم لقتل الابرياء وتقويض الانظمة الشرعية وتخريب مكاسب الشعود الصغيرة! فمتى يستيقظ الضمير الامريكي ومتى تتخلى الادارة الامريكية عن سياستها العدوانية ضد الشعوب العربية خاصة؟! لا أحد يعرف متى سيحدث هذا، ولكن الأكيد أن أمريكا لا تحتاج الى شهود لارتكاب جرائمها لأنها تدرك قبل غيرها أن حصيلة الفضائح والمجازر التي سيكشفها الصحفيان الفرنسيان قد تكون احدى الاوراق الأساسية في حرب الانتخابات الامريكية!