يعاني ملايين الأشخاص في العالم من قصور وظيفة القلب. ينتج عن هذا الاضطراب ضيق تنفّس وخزب أو وذمة oedème وحالة من الوهن الحادّ. في بعض الحالات ينتج قصور وظيفة القلب عن الإصابة بالجلطة القلبيّة. لكن في أغلب الأحيان ينتج عن أسباب لا تبدو جليّة منذ الوهلة الأولى خصوصا بالنسبة لأمراض عضلة القلب. حسب الإحصائيّات المتوفّرة لدينا 15 مليون شخصا في العالم يعانون من هذا المرض وقد تضاعف هذا العدد ثلاث مرّات خلال العقود الأخيرة. يعدّ انتشار هذا المرض إلى معرفة محدودة لأسبابها الحقيقيّة وصولا إلى جهلها التامّ. يكتفي الطب المتعارف بعلاج العلامات والأعراض الناتجة عن قصور وظيفة القلب. يقوم الطّبيب بوصف أدوية مثل تلك المدرّة للبول للتخلّص من الماء المتراكم في أجزاء الجسم نتيجة لعجز القلب عن القيام بعمليّة ضخّ الدمّ كما يجب. إنّ جهل الأسباب الحقيقيّة لقصور وظيفة القلب يفسّر إلى حدّ بعيد التطوّر السلبي لهذا المرض. فبعد 5 سنين من تشخيص المرض 50 بالمائة فقط من المصابين بالمرض يظلّون على قيد الحياة. بالنسبة لجزء هامّ من هؤلاء المصابين يظلّ زرع القلب الخلاص الوحيد ولكن أغلبهم يموت قبل أن يخضع لهذه العمليّة الجراحيّة. أمّا المقاربة الطبيعية فهي تبرز لنا الأسباب الكامنة وراء قصور وظيفة القلب وأساليب الوقاية ووسائل العلاج المكمّل. فالسّبب الرّئيسي لقصور وظيفة القلب يكمن في النقص المزمن في الفيتامينات والمغذيّات الأساسيّة التي توفّر الطّاقة البيولوجيّة لملايين خلايا عضلة القلب وهذه الأخيرة هي المسؤولة عن تقلّص وانقباض عضلة القلب وعن ضخّ طبيعي للدمّ. فالنقص في الفيتامينات والمغذيات الأساسيّة الأخرى يتسبّب في إضعاف قدرات هذه الخلايا وبالتالي عضلة القلب على ضخّ الدمّ وهذا ما يفسّر ضيق التنفّس وتراكم السّوائل في الأنسجة أو الخزب والشّعور بالوهن. لقد أثبتت دراسات علميّة وسريريّة التّأثير الإيجابي لمادّة الكارنييتين أو القرنيتين و»الكوانزيم ك10» Coenzyme Q10 ومغذيّات الخلايا الأساسيّة الأخرى على وظيفة عضلة القلب وقدرتها على ضخّ الدّم. هذه المادة الأخيرة ينصح بها للوهلة الأولى في اليابان وبلدان أسيا والبلدان الإسكندنافية. فهي المادة الأولى الحامية للقلب خصوصا بعد الإصابة بالجلطة القلبية. لقد حقّقت المغذيات الأساسيّة للخلايا الأشخاص المصابين بقصور وظيفة القلب على نجاحات باهرة بما أنّ ملايين خلايا جدران الشّرايين تحصل في هذه الحالة على «الوقود البيولوجي» الذي يضمن أداءها لوظيفتها على أحسن حال.