يمثل الإجتماع الثلاثي الذي انعقد خلال اليومين الماضيين في العاصمة السورية دمشق بين وزير الدفاع السوري عبد الله أيوب ،ورئيس اركان الجيش العراقي عثمان الغانمي ،ونظيره رئيس اركان القوات المسلحة الايرانية اللواء محمد الباقري ، نقلة نوعية في التعاون الثلاثي بين هذه الدول في مواجهة المخاطر المحدقة بهم . فهذه البلدان تلتقي في تحديات مشتركة تهدد استقرارها ، وفي مقدمتها خطر التدخلات الامريكية في شؤونها الداخلية. فالعراق يمر بظروف أمنية وعسكرية غير مسبوقة بسبب انتشار الإرهاب بعد الغزو الامريكي عام 2003 ،وما خلفه من فوضى سهلت ظهور التنظيمات المتطرفة ، أما ايران فهي كذلك مستهدفة بشكل مباشر بسبب الحصار الامريكي المستمر منذ سنوات ،فضلا عن فرض عقوبات متتالية بسبب الملف النووي . ونفس الشيء بالنسبة لسوريا التي تتعرض لحرب هوجاء تقودها واشنطن بهدف اسقاط النظام وتفكيك البلاد ودعم ما تسميهم المعارضة لإغراق البلاد في صراعات اهلية لم تهدأ منذ سنة 2011 . اذن هذه الدول الثلاث هم ضحايا بدرجات متفاوتة لسياسات امريكية تستهدف استقرارهم وتهدد تواجدهم ،ويبدو أن الاجتماع الذي احتضنته دمشق قد سلط الضوء على هذه التهديدات . أولى الخطوات التي تم تدارسها خلال هذا الاجتماع النادر ،الذي يبدو أنه عقد بعلم الطرف الروسي ،هي تعزيز التحالفات الامنية بين هذه الاطراف ، وبحث تشكيل قوة عسكرية بهدف التصدي للمخاطر الامريكية ،حيث سرّبت بعض التقارير تكوين تحالف يضم 200 ألف مقاتل لمواجهة أي عدوان خارجي وطرد القوات الأجنية من المنطقة . ويبدو أن الاجتماع الثلاثي السوري الايراني العراقي يحمل في طياته رسالة مهمة الى الولاياتالمتحدةالامريكية مفادها أن هذا التحالف الاستراتيجي قوي وعميق وقادر على الوقوف في وجه اي مخاطر محتملة . في نفس الاطار يمثل هذا الاجتماع رسالة اخرى الى الكيان الصهيوني ،مفادها أن هذا الثلاثي قرر توحيد صفوفه من أجل مواجهة التمدد الاسرائيلي في المنطقة ،خاصة بعد تهديدات رئيس حكومة الاحتلال الاخيرة ضد ايران . سورياوايران والعراق قرروا اليوم تشكيل تحالف جديد في ظل الازمات المحدقة بهم في المنطقة ، ويبدو أن نتائج هذا التحالف قد تبوح بأسرارها خلال الفترة المقبلة ،وقد تكون أولى خطواتها توحيد جهود التصدي للعربدة الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة .