إنّ إخضاع الفلاحة للقوانين الاقتصاديّة ومبدأ الرّبح والإنتاج والإنتاجيّة كمعيار وحيد هو إعلان لموتها وموت المزارعين وموت المجالات الزراعية والطبيعيّة وموت التربة وموت الريف وإخلائه من متساكنيه وهو يعرّض سكان الرّيف والمدينة على حدّ سواء إلى مخاطر التسمّم والأمراض. أقرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة وخلال مؤتمرها الأخير الذي عُقد في مستهل ماي 2007 بأن الزراعة العضوية قادرة على توفير الغذاء لكل مواطني المعمورة. يضيف هذا الإعلان بأن الزراعة العضوية لا تتسبب في اخلال في التوازن البيئي كما أنها تمثل أنجع الوسائل لمقاومة ظاهرة سخونة المناخ. يعلق السيد Dominique GUILLET مدير مؤسسة «كوكوبلي» المختصة في البذور الأصلية وغير المحورة جينيا على هذا الحدث السعيد فيقول :»إما أن منظمة الأغذية والزراعة قد فقدت صوابها بحيث غامر خبراؤها بالإصداع بالحقيقة التي تتعارض مع مصالح معظم البلدان الصناعية وفي هذه الحال يتحتم على غالبية البلدان الأعضاء (189 دولة عضوة) أن توقف تمويلها لهذه المنظمة التي تشغل 3600 موظفا في كل أرجاء العالم وإما أن منظمة الأغذية والزراعة على حق في ما أعلنته وهذا يعني أنه على مدى 60 عام كذبت علينا مؤسسات الكيمياء والبذور والصناعات الغذائية بتواطؤ مع الأوساط الإدارية المسؤولة». لقد أدى ذلك إلى تخريب للمحيط وترويج غذاء مشحون بالسموم والمواد المضرة بالصحة تسبب في : - تسميم البشرية والحيوانات بآلاف الأنواع من المبيدات - تلويث الطبقات الجوفية ومجاري المياه - القضاء على الجزء الأعظم من التنوع البيولوجي - إنتاج غذاء خالي من المواد المغذية - تعميم انعدام الأمن الغذائي خصوصا في بلدان الجنوب وفي البلدان الفقيرة - القضاء على المزارعين الصغار - القضاء على الغابات الاستوائية لإعدادها للزراعات الأحادية - استنزاف مصادر المياه - تلويث الهواء بكميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون في هذه الحالة من سنحاكم ومن سيحاكم؟ في انتظار الرد سنتعرض بدقة لما جاء في تقرير منظمة الأغذية والزراعة: «منافع الفلاحة العضوية جمة ولا يمكن حصرها. فهذه الزراعة التي لا تخلّ بالمحيط تسمح بتوفير الغذاء لكل سكان الأرض وهذا الغذاء سليم وغني بالمواد المغذية وخالي من السموم كما تسمح الفلاحة العضوية أيضا بالاقتصاد في الماء والحد من انجراف التربة ومن الاحتفاظ بالجزء الأهم من مياه الأمطار والحفاظ على التنوع البيولوجي وتنوع مصادر الغذاء والحفاظ على النوعيات التقليدية والأصلية من البذور والنباتات التي تمتاز بمقاومتها لشتى الآفات وبقدرتها على التأقلم مع متغيرات المناخ وتقلباته كما تسمح بتطوير المبادلات في محيطات ومجالات محدودة وبذلك تضمن الأمن الغذائي وتحافظ على المزارعين الصغار وتشجيع الزراعة التقليدية للغابات وبالتالي رعايتها كما تساهم في الحد من ظاهرة سخونة المناخ بتجنب المغذيات الكيميائية والمبيدات وبتركيز الفحم في التربة وبذلك تدعم المواد العضوية ......». (يتبع)