توزر (الشروق) ميلود بن علي بن مبروك من مواليد سنة 1940 أصيل معتمدية حامة الجريد بولاية توزر يعتبر فترة ستينيات وسبعينيات القرن الماضي زمنا جميلا ببساطة العيش وعلاقات اجتماعية يسودها التفاهم والانسجام . ففي تلك الفترة قال محدّثنا كان مصدرهم الوحيد لمعرفة حلول شهر رمضان وانتهائه الشّيخ وهو العمدة حاليا حيث يتمّ اعلامه من قبل الحاكم في توزر بالأمر فيقوم هذا الأخير بتكليف عامل يشتغل في خطة برّاح بإعلام العموم وتدقّ الطّبول في مختلف الشوارع كامل الليلة تأكيدا للخبر ويلتقي الصائمون أثناء الافطار والسحور حول موائد أكلاتها بسيطة وصحية خالية من المواد الكيميائية فمائدة الافطار تتكوّن من التّمر والحليب أو اللّبن والحساء أو التشيشة والسّحور من الكسكسي بخضر الواحة أو التّمر والحليب وتتسحّر أغلب النساء بعجين التّمر المعروف محليّا باسم «العبّود» ومياه شربنا من عيون عذبة جفّت بانقضاء الزمن الجميل ومنها عين النشوع وعين حفّة وعين سيدي عثمان وعين الشيخ ...ولسهراتنا نكهة خاصّة تعكس الودّ والانسجام بيننا ففي الليل يلتقي الرجال في رحبة الحومة وتنتظم سهرة متنوعة يتمّ خلالها سرد الخرافات وإعداد الشاي وتتخللها عروض ايقاعية بالطبل مصحوبة برقص الشيوخ ويتواصل السّهر إلى غاية موعد السّحور للبعض وإلى حدود منتصف الليل للبعض الآخر في حين تسهر النساء في أحد المنازل فتقضين الوقت في الغناء وتجاذب الحديث وسرد الحكايات ولليلة القدر أهميتها فالجميع ينتظرها لعلها تحقّق أحلامهم ففيها حسب قوله ينفتح باب العرش فالكلّ يترقّب « سيدي القدري « فعند ظهوره تبرق السماء بضياء سرعان ما يختفي وصاحب الحظّ السعيد من يتمكّن من مخاطبته طالبا منه تحقيق أمنيته لحظة انفتاح باب العرش ولعيد الفطر ذكرياته أجملها طواف الأطفال الأحياء صباح يوم العيد وعند وصولهم أمام كلّ منزل ينشدون « إفّيلة إفّيلتين على رحمة الوالدين « وفي صورة الاستجابة لطلبهم يردّدون « هذا حوش سيدنا يعطينا ويزيدنا « وأنهى الشيخ ميلود بن علي كلامه بالتحسّر على زمانه قائلا « زماننا جميل و بسيط وزمانكم معقّد ومرهق «.