رقية هي الثانية في ترتيب بنات الرسول صلى الله عليه وسلم من خديجة أسلمت في صدر الإسلام، وجاهدت جهادا كبيرا وناضلت، وشاهدت مكائد الكفار والمشركين لرسول الله. وتزوجها عتبة بن أبي لهب، ثم أمره أبوه وأمه بطلاقها نكاية في رسول الله وطلاق أختها (أم كلثوم) من عتيبة ابنَي أبي لهب حيث قال أبوهما لكل منهما (رأسي من رأسك حرام إن لم تطلق ابنة محمد) ثم تزوجت رقية من عثمان بن عفان رضي الله عنها وجاهدا معا في مكة حتى هاجرا إلى الحبشة الهجرة الأولى ثم عادت إلى مكة حيث اشتد إيذاء المشركين للمسلمين فعادت إلى الحبشة مرة ثانية. وظلت رقية في الحبشة سنوات طوال حتى توفيت أمها بمكة دون أن تراها. فعادت مرة أخرى إلى مكة وجاهدت المشركين مع أبيها وأخواتها وقد اشتد إيذاؤهم لهم وخاصة بعد وفاة خديجة رضي الله عنها، وأبو طالب عمه صلى الله عليه وسلم فلما أذن النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين بالهجرة إلى المدينة هاجرت مع زوجها وصبرت على فقد أبنائها حيث توفى ابنها وهو ما يزال طفلا صغيرا حينما نقره ديك في عينه. ظلت رقية راضية بقضاء ربها - صابرة حتى توفيت والنبي صلى الله عليه وسلم عائد من بدر الكبرى ودفنت بالبقيع.