نظّم الائتلاف المواطني لمكافحة سوسة النخيل والمتكوّن من مجموعة من الجمعيات من تونس العاصمة والمدن الواحية صباح أمس السبت 15 جوان مسيرة بالعاصمة للمطالبة بالتصدي لسوسة النخيل الحمراء . توزر – الشروق : وتعتبر سوسة النخيل من أخطر الآفات الحشرية التي تهاجم النخيل وهي تعيش داخل أنفاق تصنعها بنفسها في النسيج الخشبي حيث تعتبر مأوى لتواجد الحشرة وتبيض بين 200 و300 بيضة. وتصيب هذه الحشرة الجذع الرئيسي للنخيل ويمكن أن تتسبب في موتها و تضاعفت مخاوف أهالي الجنوب مؤخرا من خطر وصولها إلى الواحات نظرا لما تمثله هذه الحشرة من تهديد حقيقي للنخيل. وللوقوف على حقيقة سوسة النخيل الحمراء وخطورتها التقت الشروق الدكتورة سماح بن شعبان باحثة بالمركز الجهوي للبحوث في الفلاحة الواحية بدقاش فأفادتنا أنّ أوّل تواجد لهذه الحشرة في بلادنا كان سنة 2011 وأصابت حوالي 12 نخلة زينة بالقصر الرئاسي وهو تاريخ أوّل اكتشافها في تونس ولم تؤخذ المسألة مأخذ الجدّ فلو تمّت المداواة و قطع النخيل المصاب ما كنّا لنصل إلى وضع كارثي و انتشارها في إقليم تونس وخاصّة في المرسى وبوسعيد والضواحي الشمالية والجنوبية وحمام الأنف ورادس ثمّ انتقلت إلى بنزرتونابل . وآخر اكتشاف لسوسة النخيل الحمراء كان خلال شهر فيفري 2019 في نابل ووقع القضاء عليها تماما كما تمت السيطرة عليها في بنزرت ولازالت الاشكاليات قائمة في تونس الكبرى وحمّام الأنف لارتفاع النخيل ووجود أشجار زينة داخل منازل لا يمكن الدخول إليها واشكاليات بين الفلاحة والبلديات ...وخلال شهر سبتمبر 2018 وقع اكتشاف حالة في زغوان وتمّ القضاء عليها ومحاصرتها وانطلقت وزارة الفلاحة في القيام بعملية جرد لأشجار الواحات عن طريق المندوبيات الجهوية وما يمكن تأكيده إلى حدّ الآن عدم وجود آفة السوسة الحمراء في واحات النخيل المنتج ببلادنا . خطّة وطنية جديدة في شهر مارس المنقضي قالت الدكتورة والباحثة سماح إنها حضرت اجتماعا في مدينة دوز بولاية قبلي بإشراف وزير الفلاحة للإعداد للإستراتيجية الوطنية للتوقي من تسرب سوسة النخيل الحمراء إلى المناطق المنتجة وهذه الخطة بلغت مراحل متقدمة وموجهة لمناطق النخيل المنتج وسترصد الدولة لها ميزانية للتوقي وستتم المصادقة عليها قريبا . ومن مكوناتها التفتيش الميداني وتحديد المواقع الجغرافية لأشجار النخيل وحملات التوعية وسيتمّ تفعيل لجان اليقظة في كلّ ولاية وتنظيم أيام ميدانية وورش عمل تدريبية للفلاحين وتشريك الجميع من مزارعين ومنظمات مهنية ومجتمع مدني والقيام بحملات تحسيسة في المؤسسات التربوية والشوارع فالنخلة لا تهمّ المتدخلين في القطاع فقط ,فهي تهمّ الجميع والمسألة وطنية والقضاء عليها أيضا مسألة وطنية وفق تعبيرها . خطورة الحشرة أطلق عليها البعض اسم «أيدز النخيل» و «العدو الخفي « ومن خصائصها العيش وسط جذع النخيل وجميع أطوارها من البيض إلى اليرقات ... تتمّ وسط جذع النخلة والتي تبدو سليمة ولا تعرف إصابتها بها إلا في المراحل الأخيرة بعد إلحاق الضرر بها ,وتصيب النخيل الأقلّ عمرا من 20 سنة وتحبّذ حشرات سوسة النخيل الحمراء العيش مع بعضها فهي تفرز « سيرومون تجمّعي» وهو عطر تفرزه فتشتمّ بعضها وتجتمع كلّها في مكان واحد للعيش مع بعضها ويبلغ عددها أحيانا 50 حشرة مجتمعة في جذع واحد والأنثى تبيض بين 200 و300 بيضة وتحبّذ نخل الزينة « نخل الكناريا « . الاجراءات الوقائية في الخطّة الوطنية تمّ التأكيد على المنع البات لنقل نخيل الزينة من الشمال إلى الجنوب وتزيين الشوارع بالنخيل المنتج في الجنوب ومنع نقل منتجات النخيل عبر الحدود الجزائرية والليبية والتحكّم في الحدود بشكل كبير والمقاومة الناجعة لتهريب المشاتل من الجزائر وليبيا ,والقيام بدورات تدريبية لفائدة الدّيوانة لتحسيسهم بخطورة هذه الآفة وللتقليل من الإصابات بأمراض النخيل تمت الدعوة إلى تنظيف النخيل والواحة فذلك يخفّض نسبة الإصابة إلى 70 % . وفي الإستراتيجية الوطنية الخاصة بالنخيل المنتج سيتمّ رصد ميزانية للتحسيس والمركز الجهوي للبحوث في الفلاحة الواحية بدقاش على ذمة الجميع من مجتمع مدني ومندوبيات وناشطين وغيرهم لتقديم كلّ المعلومات والقيام بحلقات تكوينية في الغرض فالوقاية خير من العلاج ,وأكدت الدكتورة والباحثة سماح بن شعبان على أهمية التحسيس والمراقبة المراقبة والتفتيش لمنع نقل نخل الزينة من الشمال إلى الجنوب وعبر الحدود واعتبار موضوع مكافحة ومنع تسرب سوسة النخيل الحمراء إلى واحات الجنوب مسألة وطنية. مسيرة حول سوسة النخيل بالعاصمة انطلقت امس من البلفدير مسيرة جابت شارع محمد الخامس وساحة باستور وتهدف إلى حسب تصريح عضو جمعية المنحلة للمواطنة الفاعلة بتوزر ورئيس جائزة ابن شباط من أجل مجالات واحية مستدامة سالم بن سالمة إلى تحسيس رئاسة الحكومة والسلط ودفعهم لاتخاذ خطوة جادة وإعداد خطة وطنية عاجلة لمكافحة سوسة النخيل الحمراء وحماية المنظومات الواحية ومن بين الشعارات المرفوعة في المسيرة « سوسة النخيل تنخر والسياسي يشخر « و» الحشرة الآفة والبيروقراطية القاتلة « ,ووجهت خلالها دعوة إلى مجلس نواب الشعب لإيلاء الموضوع أهمية وإلى الأحزاب لإدراجه ضمن برامجها السياسية وتمت صياغة بيان في الغرض إلى رئاسة الحكومة وستنتظم قريبا تحركات جهوية في مدن الانتاج توزروقبلي وقفصة وقابس .