لا حديث في الشارع التونسي إلاّ عن البداية السيئة للمنتخب الوطني في كأس افريقيا. ويعيش الجمهور حالة من الغليان بفعل «الفَلسفة» الغريبة للمدرّب الفرنسي «ألان جيراس». وفي هذا السياق وضعنا المُغامرة الافريقية للمنتخب في «مخبر» المُحلّل الفني واللاعب الدولي السابق سمير السليمي الذي أكد أن فريقنا «يُعاني» لكن الأمل قائم. نبدأ بموضوع السّاعة وهو مشاركة المنتخب في «كَان» مصر. فكيف تُقيّم الأداء بعد التعادلين المُتتالين أمام أنغولاومالي؟ النتيجة كانت صَادمة بما أنّنا انتظرنا بداية مثالية في الكأس الافريقية قياسا بالتحضيرات الكبيرة التي قام بها فريق «ألان جيراس» على امتداد عشرين يوما أويزيد. وقد أظهر فريقنا استعدادات جيّدة في المباريات الودية أمام العراق وكرواتيا وبورندي. وأكد فريقنا أنّه جَاهز (على الورق) لكسب التّحدي في النهائيات. وكانت الأماني كبيرة في ظلّ التفاؤل الذي اتّسمت به خِطابات اللاعبين والمدرب الفرنسي «ألان جيراس» حيث أجمعوا على أن سقف الطّموحات مُرتفع وتعهّدوا ببلوغ المربّع الذهبي. لكن مع انطلاق ال»كَان» وجدنا «شبحا» لذلك المنتخب المتألق في الدويات وهذا السيناريو يذكّرنا نوع ما بما عِشناه في مونديال 2018 . هُناك شبه إجماع على أن خيارات «ألان جيراس» كانت خارج الموضوع فهل أنّك تتبنّى هذا الموقف الناقد لمدربنا الوطني؟ من المعروف أن «ألان جيراس» اكتسب خبرات واسعة بفضل تجاربه السابقة في الغابونومالي والسينغال كما أنه تسلّم المنتخب منذ عدة أشهر وخاض معنا جملة من اللقاءات الرسمية والودية. ومن هذا المنطلق فإننا كنا ننتظر أن يُحسن توظيف هذه الخبرات ليحقّق بداية قوية في كأس افريقيا غير أنه فاجأ الجميع وظهر فريقنا بوجه شاحب. وقد اتّسمت خياراته بالكثير من الفوضوية وهذه الحقيقة الدامغة وقفنا عليها في لقاء أنغولا حيث تلاعب الرجل بمراكز اللاعبين وألح على تشريك بعض عناصرنا في مراكز لا تَتوافق مع مُؤهلاتها الفنية. وقد أثّرت هذه الفوضى في تناغم المجموعة وساهمت في تكبيل الأرجل لنخرج بتعادل في طعم الهزيمة. وهُناك تحسن طفيف في مباراة مالي لكن الحصيلة العامة تُعتبر هزيلة سواء من حيث الأداء أوالنتيجة. والأمل كلّه أن ننجح في التدارك خلال الجولة الختامية من الدور الأوّل وتبدو الفرصة سانحة لتعديل الأوتار واستعادة الروح من بوّابة المباراة المُرتقبة يوم غد ضدّ موريتانيا. يُواجه يوسف المساكني ووهبي الخزري انتقادات لاذعة بسبب مردودهما الباهت والذي يتعارض مع ثِقلهما الكروي ودورهما القيادي في الفريق. فهل من تعليق في هذا الموضوع؟ الحقيقة أن أداء المساكني والخزري لم يرتق إلى المستوى المأمول وكنّا ننتظر منهما لمسة فارقة في تشكيلة المنتخب قياسا بالمؤهلات العريضة لهذا الثنائي وبالنظر أيضا بالخبرات التي راكمها هاذان النجمان مع الفريق الوطني. في سياق مُتّصل بالمِنطقة الأمامية أثار تجاهل بسّام الصّرارفي جدلا لا ينتهي فهل أن مُحترف «نيس» يستحق هذا «التَعاطف الشعبي»؟ بسّام لاعب مهاري وقد كان بوسعه إفادة المنتخب في بعض الفترات من مُواجهتي أنغولاومالي. والحقيقة أن الجدل الدائر حول عدم تشريك الصرارفي يتحمّله المدرب لأنه فشل في احتواء لاعبيه وتسبّب من حيث لا يعلم في انفجار البعض منهم لشعورهم بالظّلم. يتساءل الكثيرون عن الدّور الحقيقي للمُساعدين وفيهم الكنزاري وبن بلقاسم والبوسعيدي. فهل تضع المُعاونين في خَانة المسؤولين عن هذه البداية السيئة في ال»كَان»؟ الثابت أن «جيراس» هو المسؤول الأوّل والأخير عن التشكيلة والتغييرات التي تطرح بدورها عدّة نقاط استفهامية. ومن الضروري طبعا أن يتخلّى المعاونون عن السلبية ويفرضوا كلمتهم على المدرب. بعيدا عن الفريق الوطني أيّ المنتخبات العربية أوالإفريقية نالت إعجابك؟ إنه دون شك الفريق الجزائري الذي جمع بين الأداء والنتيجة وقد أظهر الأشقاء روحا عالية ورغبة كبيرة في النجاح. ولا جدال أيضا حول اللّمسة الفنية للمدرب جمال بلماضي الذي برهن عن بصمته الفارقة في التشكيلة الجزائرية وهذا ما افتقدناه للأسف مع «جيراس». نَختم الحوار بالتَعريج على الأوضاع الحَالية في «باب الجديد» فكيف تَنظر إلى واقع النادي الإفريقي؟ الأوضاع لا تُطمئن ولن نبالغ في شيء إذا قلنا إن النادي يواجه المجهول في ظل «الإستقالة» التامّة للرئيس عبد السلام اليونسي بدل أن ينفتح على الجميع بحثا عن الحلول الكفيلة بإنقاذ الجمعية. الإفريقي مُهدّد بخسارة عدد من لاعبيه كما أن الحديقة «يُحاصرها» الدخلاء. ومن المفروض أن يتحمل الرئيس مسؤولياته ويبادر بتصحيح المسار وتنظيف محيط الفريق من أصحاب المصالح. وفي صورة تعذّر عليه ذلك فإنه من الأفضل أن يترك الكرسي لمن تتوفّر فيه الشروط اللاّزمة للعبور بالفريق إلى برّ الأمان.