تواصل الشروق رصد تفاعلات الشخصيات الوطنية والسياسيين حول الحدث الجلل الذي شهدته بلادنا أول أمس الخميس بوفاة رئيس الجمهورية الفقيد والمغفور له بإذن الله محمد الباجي قائد السبسي. قيس سعيد .. الباجي خبرة طويلة قال الاستاذ قيس سعيد في حديث مع «الشروق» ان الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي يمثل خبرة طويلة وقدرة كبيرة على قراءة التوازنات والتعامل معها بكبيرها وصغيرها. وأضاف «اليوم الموقف يقتضي الترحم على روح الرئيس دون الخوض في مسائل تتعلق بسياساته او بمواقفه ومن المخجل حقا ان يستغل البعض هذا المصاب ليتحدث عن ختم القانون عوض ان يطلب من الله حسن الختام». وتابع «تونس بمؤسساتها يجب ان تستمر ويجب ان نعطي لمن ترأسها حقه في التكريم الذي يليق بمقامه وهو قد غادر الحياة، لا يمكن الا ان نتوجه الى الله بان بتقبله بواسع رحمته وان يلهم ذويه وكل من عرفه جميل الصبر والسلوان، والتاريخ كفيل باعطاء كل ذي حق حقه وهو اليوم بين يدي اعدل العادلين». واوضح الاستاذ قيس سعيد قائلا «يوم امس الحديث في بعض المنابر تحول الى الحديث عن ختم القانون وكان عليهم أن يعتبروا بأن لكل بداية نهاية لا أن يفكروا بهذه الجوانب القانونية والرئيس لا يزال مسجى بالمستشفى، يحضرون موكب الجنائز والدفن ولكن لا يفكرون للأسف إلا في الحياة، الا فلا يتعظون». وحول أبرز مميزات الفقيد قال «هو خلاصة خبرة طويلة وقراءة لكل التوازنات في أي قرار، يمكن ان تختلف معه ويمكن ان تعارضه ولكن بردوده تستشف دائما حضور مختلف التوازنات من أكبرها الى أدقها رحمه الله رحمة واسعة وتقبله في فسيح جنانه». بوجمعة الرميلي .. الباجي آمن بالدولة وكان شجاعا في حمايتها اعتبر الاستاذ بوجمعة الرميلي رفيق الفقيد الباجي قائد السبسي في تجربة تأسيس حركة نداء تونس ان الراحل كانت له شخصية جذابة وكان يؤمن بالدولة والدولة كانت تسكن وجدانه على حد تعبيره. وقال الرميلي في حديث مع «الشروق» أنّ الرئيس الراحل «له شخصية جذابة لان الجلوس معه فيه دائما فائدة سواء كنت معه أو ضده ويسمع الرأي المخالف حتى وان لم يطبقه وهو معروف بأنه يتخذ قراراته منفردا لكن تلك هي ديمقراطية الباجي، أحيانا نفعتنا واحيانا لا لكنه شخصية ذكية من ناحية التصرف السياسي الانفتاحي». وتابع «لم يكن من الطبيعي ان نجد دستوريا ينفتح على اليسار لم يكن مجبورا على ذلك خاصة وان الدساترة طالبوه بتجميع الدساترة لكنه أجابهم بأنه سيجمع التونسيين وليس الدساترة فقط». وأضاف الرميلي قائلا «نحن أيضا كيساريين قمنا بخطوة وقلنا حينها اليوم اما ان نختار تونس او لا تونس وعندما دخلنا في ذلك المنطق دخلنا معه وهو قام بدوره وفتح المجال للطيب البكوش وغيره، الحق ساهم في رسم صورة كانت مفيدة للبلاد والناس عثروا على تنوع في إطار الخط الوطني وخاصة انه هناك أناس طالبوا حينها بإعادة التوازن «. وحول عملية اعادة التوازن الى الساحة السياسية في تلك المرحلة قال « طبعا دخلنا معا في عملية تكوين نداء تونس وهو كان في ذلك العمر لكنه تحمل المخاطرة والسياسة ليست فيها حسابات ثابتة والحقيقة لا تظهر إلا يوم الصندوق كان شجاعا في مواجهة الصعوبات المتنوعة صعوبات الدولة التي كانت مرهقة وصعوبات تكوين النداء وسمي حزب الأزلام واليسار الاستئصالي وقيل إننا اخطر من السلفيين». وتابع الرميلي « كان شجاعا في جهة أخرى وهي انه استمات ضد قانون العزل يقال انه يدافع عن الدساترة بالعكس هو له ثقافة لا إقصائية ويعتبر انه من حق كل مواطن لم تتعلق به أحكام ان تكون حقوقه محفوظة وان لم يرغب فيه الناخب يبعده لكن طالما أننا دخلنا في عملية ديمقراطية فليدخل الجميع وهذا كان من ابرز ايجابياته وهو ما وجدناه في التنقيحات قبل ان يتوفاه الأجل فرفض الإمضاء واعتبر انه لا يمكن إقصاء أيا كان بالرغم من أننا أيضا انزعجنا لكن لا يمكن ان نقصي أيا كان والميدان هو الفيصل وليس قانونا لا دستوريا وربما الناس فهموا فيما بعد مقاصد الرئيس». وحول اللقاءات مع الرئيس في مرحلة التاسيس او خلال رئاسته قال محدثنا «الاجتماعات معه كانت شيقة وهو صاحب نكتة كنا نستمتع بجلساتنا معه أسبوعيا ويوميا في بعض الأحيان وهو ربما استمتع بلقاءاتنا لم نكن متفقين دائما لكن كانت علاقة أخوية واحتراما متبادلا خاصة بالنسبة لي على الأقل كنا نحترم بعضنا بالرغم من اختلافنا وربما هو أيضا رأى انه ليست لي مطالب خاصة فقط كنت أساعد حزبنا الذي أردنا منه ان يحقق انجازا ونجحنا في ذلك والتوازن لم ينته بسبب النهضة وانما بسببنا نحن عندما قسمنا نداء تونس». وأضاف «هو له ثقافة رجل الدولة وهي تسكن وجدانه وعقله لأنه مر بتجربة مع بورقيبة وكان شاهدا على بناء الدولة والدليل هو عندما جاء ووجد صعوبات مع الأمن تجرأ على ان ينتقده وكان يعلم ان الأمن لن يحمل عليه ضغينة لأنهم أبناؤه فهو من كون وبعث مدرسة الحرس الوطني، هو كان يعرف تونس بكل تفاصيلها كبيته وكان ذلك امتيازه الذي لا نملكه لكنه تصرف بمنطق الدولة وكان يحترمها ولم يتلاعب بها وقد برهن في كثير من المناسبات على ذلك». وتابع الرميلي قائلا «هناك أمر آخر اكتشفناه جميعا أحيانا كنت أتساءل كيف يفعل ليبدع في السياسة لكن هو كان وكأنه يتصرف بالفطرة السبب هو انه براغماتي وليس مؤدلج دخل الساحة فوجد الإسلام السياسي موجودا فلم يطرح فكرة القضاء عليه وتعامل معه كمعطى ثابت هناك من يقول ان الباجي سلم في مقولة خطان متوازيان هذا لم يحصل كل طرف حافظ على خصوصيته يبقى ان الشعب ارجع النهضة الثانية بعد ان كانت الأولى وموازين القوى تغيرت لكن ليس بشكل كبير وإنما كان هناك تقارب». سليم الرياحي .. الباجي أسس الجمهورية الحقيقية اعتبر رئيس حزب الاتحاد الوطني الحر سليم الرياحي في حديث مع «الشروق» ان الرئيس الراحل هو زعيم وطني من الدرجة الأولى وهو مؤسس «الجمهورية الحقيقية» . وقال الرياحي «السيد الرئيس الباجي قائد السبسي هو باختصار شخص عظيم وزعيم وطني من الدرجة الأولى لم يتمكن من انجاز ما كان يفكر فيه من كثرة الانتهازيين والخونة المحيطين به لكن اعتبره هو مؤسس الجمهورية الحقيقية التي بنيت بديمقراطية».وأضاف «الجمهورية الحقيقية بمعالمها ومؤسساتها بناها الباجي قائد السبسي بعد الثورة هو رجل عظيم خذله الناس الذين منحهم ثقته وإلا لكان يمكنه ان يقدم الكثير لتونس رحمه الله ومشكلنا أن أكثر الشعوب لا يعرفون قيمة الناس إلا بعد مغادرتهم والتقييم يحصل في وقت لاحق». وحول أبرز ما ميز الرئيس الراحل حسب ما عايشه هو شخصيا معه من أحداث ونقاشات قال «حواراتي القادمة ستكون فيها تفاصيل من مواقف الباجي قائد السبسي التي اعرفها شخصيا أكثر حتى من المقربين منه ومواقفه التي كنا نناقشها معه، الباجي كان يعرف تونس والوطن ولاعلاقة له بالتوريث ولا هم يحزنون كل ذلك لم يكن موجودا وسيكتشف التونسيون ذلك ومن اشتغلوا على ذلك أدعو لهم بالهداية». وتابع «اليوم هو تركها بين أيدي أمينة وبنى مؤسسات بطريقة صحيحة جعلتنا نتجاوز مرحلة الخطر الأعمار بيد الله لكن الله أراد ان يأخذه بعد ان نتجاوز المرحلة الصعبة ونكون قادرين على تمرير السلطة بسلاسة ولعل آخر تضحيات الباجي هي تلك ونحمد الله عليها رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه وسيذكره التاريخ زعيما وطنيا آمن بتونس وخدمها حتى آخر رمق». الغنوشي ..السبسي متفرّدٌ ورجل غير عادي دعا رئيس حركة النهضة الأستاذ راشد الغنوشي إلى ضرورة التمسك بالوحدة الوطنية. وبين أنّ رئيس الدولة لم يقم بإقصاء حركة النهضة رغم الضغوطات التي تعرض لها مشيرا إلى أن الفقيد كان رجلا محنكا وذكيا . واعتبر أنّ المؤتمر العاشر بملعب رادس هي الصورة التي ستبقى لي من الرئيس الراحل مشيرا إلى أنه كان مشهدا لا ينسى من مشاهد التوافق . وتابع قائلا " أقول للتونسيين البلاد في يد أمينة ". وأفاد رئيس حركة النهضة الأستاذ راشد الغنوشي بأن رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي وضع تونس على الطريق الصحيح لمواصلة المسار الانتخابي. وبين أن لقاء باريس كان انطلاقة لمسار جديد حيث وضع اللقاء حدا للعلاقة المتوترة بين النهضة ونداء تونس مشيرا إلى أنه بفضل حنكته قام الباجي قائد السبسي بعد لقاء باريس بتشريك النهضة في الحكم وتفادى بذلك الصدام الممكن بين الحزبين. وقال معدّدا مناقب الفقيد الباجي قايد السبسي، "مصابنا في فقدان الرئيس الباجي كبير.. وأنا فقدت صديقا يصعب تعويضه.. فهو متفرّد في جيله يجمع بين السياسة والثقافة والفكر"، وفق تعبيره، متابعا بأنه "رجل نادر جمع بين السياسة والثقافة.. وهو من الزعماء..ويصعب تعويضه". واعتبر الأستاذ الغنوشي الرئيس الراحل رجلا غير عادي واصفا إياه ب"العمدة" والأساس في بناء الدولة التونسية من خلال تقلّده عدة مسؤوليات حكومية قبل الثورة ومواصلة عطائه بعد الثورة، حيث كان أول رئيس حكومة ديمقراطية وقاد أول انتخابات وكان آخر شيء قام به قبل وفاته دعوة الناخبين للانتخابات واضعا تونس على سكة الديمقراطية. وحول علاقته بالرئيس الراحل، قال الأستاذ الغنوشي "كانت البداية بالتنافر قبل ان تتحول إلى علاقة صداقة عميقة". وأضاف أنه المؤسس الأكبر لنهج التّوافق الذي أنقذ البلاد بعد لقاء جمعهما في 15 أوت 2013 في باريس، أطلق على اثره الباجي قايد السبسي حركة نداء تونس لمنافسة النهضة. محسن حسن (وزير سابق) .. سي الباجي أعاد للدولة هيبتها وللدبلوماسية بريقها الله أكبر الله أكبر وانا لله وانا اليه راجعون، رحم الله رئيسنا وزعيمنا الأستاذ محمد الباجي قائد السبسي، أحد بناة الدولة الحديثة وأهم مؤسسي المسار الديمقراطي لتونس ما بعد الثورة ... رحم الله سي الباجي رجل التوافقات وراعي الوحدة الوطنية، الذي أعاد للدولة هيبتها وللدبلوماسية التونسية بريقها. فقيد تونس العزيز، سيذكره التاريخ بكل خير لما قدمه لبلدنا من جهود ومواقف مشرفة وإسهاماته الهامة في بناء تونس الحديثة وتكريس قيم الجمهورية. شخصيا معرفتي بالسيد الرئيس رحمه الله وطيب ثراه، تعود إلي الحوار الوطني سنة 2013 حيث شاركت في كل مراحله وخبرت حنكة الرجل ووطنيته وقدرته على إدارة أزمة كادت تأتى على الأخضر واليابس. الدورة الثانية للإنتخابات الرئاسية لسنة 2014 كانت لي فرصة للتعرف بعمق على فقيد تونس، زرته في بيته ثم في مقر حزب نداء تونس قبل انتمائي إليه وتأكدت أن الرجل إستثنائي بكل المقاييس، راكم خبرات لأكثر من نصف قرن مكنته من تصدر المشهد السياسي بعد غياب قارب العقدين. تعييني على رأس وزارة التجارة في بداية 2016 مكنني من شرف مقابلة السيد الرئيس رحمه الله مرات عدة لعل أهمها لقاء قبل بداية رمضان 2016 أطلعته خلاله على إستعدادات الوزارة للشهر المعظم، كان لقاء وديا إلى أبعد الحدود، تجاوز العمل الحكومي ليشمل الواقع السياسي،كان سعيدا جدا لما أقوم به على رأس الوزارة فى فترة قصيرة وكان رحمه الله على إطلاع كبير بكل ما يتعلق بعمل الوزارة ... ما أثار انتباهي خلال اللقاء ما يتمتع به الفقيد من قوة بديهة ومن تسلسل في الأفكار وقوة تركيز على مواضيع الساعة. لن أنسى تشجيع فقيد تونس العزيز لشخصي المتواضع كلما سنحت الفرصة سواء بصفتي الحزبية أو كمتتبع للشأن الاقتصادي أو كوزير للتجارة، سي الباجي رحمه الله مدرسة سياسية بكل المعاني الإيجابية، قدم الكثير لوطنه في أحلك الظروف وساهم في إرساء مسار ديمقراطي بدون إقصاء ولا تمييز. قالوا عن الباجي جعيدان : لن ننساك يا باجي قال النائب رياض جعيدان في رثاء الباجي «الله يرحمك سي الباجي ويسكنك فراديس جنانه. سيذكر التاريخ انك كنت اول رئيس منتخب للجمهورية الثانية وكنت أكبر المدافعين عن حرية التعبير عامة ومنتقديك خاصة.. كنت التقيتك منذ أيام لقاء الوداع الأخير وتحاورنا تقريبا في اغلب مواضيع الساعة كفشل الطبقة السياسية الحالية بأحزابها الحاكمة والمعارضة وتجاوبك مع مقترحنا لقانون متعلق بالأخلاقيات السياسية وندمك على بعض الخيارات فيما يخص الأشخاص او التوجهات ..لن ننساك سيادة الرئيس وستكون الجامعة مهداة لروحكم الطاهرة...» العلويني : ترجل الفارس ورجل الدولة قال النائب سهيل العلويني عن وفاة الباجي «ترجل الفارس رجل الدولة أول رئيس منتخب من الشعب وفي عيد الجمهورية التي كان احد أعمدتها الصلبة، سي الباجي العين تدمع وإنَّا لمحزونون على فراقك ولن نقول الا ما يرضي الله إنَّا لله وإنَّا اليه راجعون، تعازي لعائلته زوجته ابنائه وبناته واحفاده والى عائلته السياسية الموسعة والى كل الشعب التونسي، رحمه الله واسكنه فراديس جنانه ورزقنا وأهله وذويه جميل الصبر والسلوان حفظ الله بلدنا تونس الذي كان يعشقه من كل سوء.» البرقاوي :شاهد عيان على ميلاد دولة الاستقلال قال النائب صلاح البرقاوي عن رحيل الباجي «رحم الله الباجي قايد السبسي..البركة في تونس...رحل الرئيس الباجي قايد السبسي وأحيل ملف أفعاله السياسية إلى قضاء التاريخ. فليتخاصم في ذلك المتخاصمون، ولو بعد حين. لكن مما لن يختلف فيه إثنان:أنه خدم الدولة في مواقع مختلفة لأكثر من ستين عاما. وكان شاهدا على ميلاد دولة الاستقلال وعلى انتقالها من التسلط الى مرحلة السعي الى الديموقراطية - أنه في عهد رئاسته للحكومة استعادت البلاد بفضله الكثير من هدوئها، وشهدت أول انتخابات على درجة مقبولة من النزاهة والشفافية في 2011…». الحطاب :الزعماء لا يموتون قالت النائبة أنس الحطاب عن وفاة الباجي «بجبوج الغالي كان لي شرف تسليمك بطاقة انخراطك في حزبك نداء تونس الذي أسسته من أجل تونس. سنظل صامدين ثابتين أوفياء كما عهدتنا وسنواصل الرسالة كما اردتها. حقك دين في رقبتنا. الزعماء لا يموتون. المسدي : خروج مهيب يتمناه كل السياسيين قالت النائبة فاطمة المسدي عن وفاة الباجي «ستسير نساء تونس في جنازتك، ستنعاك المليون امراة اللواني انتخبتك ورغم الغضب ستبكيك. سندعو للم شمل الوطنيين كما اردت. سنعمل على لم شمل الندائيين يا اب النداء. سنحاسب الخونة والمنافقين ولن نسمح للعملاء ان يضعون يدهم على نعشك، كانو ينتظرون خروجك من الباب الصغير فكان خروجك مهيبا يتمناه كل السياسيين. فبحيث سنواصل الرسالة». اعداد:سرحان الشيخاوي