(الشروق) مكتب الساحل كان جمهور الفن الطربي موفى الأسبوع الماضي على موعد مع فرقة «سلاطين الطرب» السورية بإدارة بشير بيج في إطار الدورة 61 لمهرجان سوسة الدولي بمسرح الهواء الطلق «سيدي الظاهر» . محمد حمامي، حسام لبناني وعامر عجمي ثلاثة أصوات برتبة حناجر ذهبية لم تأمّن أداء الأغاني المبرجة فحسب بل أخذت الجمهور - الذي كان حاضرا بعدد أكثر من المتوسط - إلى مشاعر وصلت المتعة فيها حد الإنتشاء أرجعتهم إلى أجواء الشام وإلى سحر القدود الحلبية وإلى مدرسة صباح فخري و شيوخ الموشحات بدءا ب» فوق النخل»،»قدك المياس»،»»خمرةالحب»،»قل للمليحة»،»إبعثلي جواب»،»يا مال الشام»،» فتفاعل الحاضرون إنصاتا وتصفيقا وبالآهات عاكسين تعطشهم لمثل هذا المضمون من العروض الموسيقية في ظل إختلاط الحابل بالنابل والتلوث السمعي المحيط بنا وفي كل الأوقات ،وأعطت الفرقة الموسيقية المصاحبة المتكونة من 12 عازفا بقيادة عازف القانون والمشرف الفني غسان عموري بعدا آخر لهذه النصوص المغناة محافظة على تاريخيتها ورمزيتها فأبدعوا في العزف وخاصة على مستوى الإنسجام التام مع المطربين،وإن زاد حضور الراقصين خلفية رمزية لبعض الأغاني فإن تعدد حضورهم وتكرر حراكاتهمخلق نوع من الروتينية في العرض وقلص من دور المطربين وأثر سلبا خاصة على متعة السمع مما يستوجب دراسة حضورهم بعيدا عن توظيفهم كمجرد»ديكور» ،والتقت «الشروق» بعد العرض بمدير فرقة «سلاطين الطرب» بشير أحمد بيدج وطرحنا عليه سؤال حول إن كان إلى جانب دور الفرقة في إحياء التراث العربي دورا أيضا في المساهمة في إخراج هذا الموروث الغنائي من الصبغة «الفولكلورية الجافة» والمناسباتية من جهة و القيام أيضا بدور إبداعي من خلال السعي لإنتاجات أخرى تبقى للجيل القادم مثلما ترك لنا الجيل الماضي هذا الموروث الموسيقي المتميز ؟ فأجابقائلا « الأستاذ صباح فخري هو الذي نقل لنا القدود الحلبية،والجمهور خاصة في المهرجانات الصيفية يميل للأغاني المعروفة وقد أدينا في دار الأوبرا وأماكن أخرى أغاني من التراث الغير مطروق إضافة إلى محاولات في التهذيب الموسيقي بمعنى الخلفيات الموسيقية التي تصاحب القدود والموشحات وهذه الأشياء نقوم بها خارج سوريا ولكن عن تجربة المتفرج يريد أن يسمع للأستاذ صباح فخري وأنا مع التجديد وإنتاج أغان جديدة للفرقة وسنسعى إلى ذلك «، وحول غياب العنصر الشبابي والنسائي والإقتصار في الغناء على الأصوات الرجالية أضاف مدير الفرقة « سبق للفرقة أن شرّكت أصواتا نسائية ومنهن تونسيات مثل بسمة جابر ونسرين الدريدي وإنشاء الله في المستقبل سيكون معنا عنصر نسائي من سوريا وتطعيم الفرقة بشبان آخرين».