«الشروق» مكتب الساحل: رغم حملة المقاطعة التي شنها البعض على صفحة الفايسبوك الموجهة الى الجمهور بعدم متابعة عرض لطفي العبدلي في المسرح البلدي بسوسة مساء الأحد. وهناك حتى من نادى بوقفة احتجاجية أمام المسرح إلا أن العرض كان بشبابيك مغلقة. حيث غص المسرح بالجماهير والعديد تابعوه وقوفا. وجّه العبدلي آخر العرض رسالة إلى أمينة السطا صحبة الجمهور الحاضر عبر فيديو مباشر على صفحته الخاصة بأن حملتها فشلت قائلا «يا بوتوكس هاي سوسة هاي القاعة فارغة شوف...»، حيث أكّد لنا مصدر من فريق العبدلي أن أمينة السطا كانت طرفا أساسيا في هذه الحملة صحبة أحد المقربين من أحد المستشارين للرئيس الراحل الباجي قايد السبسي فيما أكّد العبدلي في لقاء مع «الشروق» أن «الحملة ممنهجة. وهي ذات طابع سياسي من طرف أنصار الزبيدي على خلفية ما صرحت به بإعلاني مناصرتي للأستاذ قيس سعيد. وأمينة سطا من الذين دعوا الجمهور إلى مقاطعة عرضي» حسب قوله. وأضاف العبدلي «من أعلنوا هذه الحملة لا يمثلون جهة سوسة. والدليل هذا الجمهور الغفير الذي حضر». والعرض كان تحت حراسة أمنية مشددة بعد تردّد أخبار بأن هناك مجموعة ستأتي للاعتداء على العبدلي تحسبا لأي طارئ بعد التهديدات التي انتشرت على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي. ولكن مرّ العرض بصفة عادية وفق تنظيم محكم كالعادة من الشركة المنظمة. وامتد العرض لأول مرة قرابة الساعتين والنصف وفي كل مرة يطلب العبدلي من الجمهور قائلا «انزيدو؟» فيجيب بالقبول فيرد العبدلي «انزيدو شماتة في أمينة سطا». وكان الحضور من كل الفئات العمرية من الجنسين. ونبههم العبدلي من البداية الى توجه مضمون العرض قائلا «هذه مسرحية جديدة ليست مثل المسرحية السابقة التي قالوا إنها مليئة بالكلام البذيء. وإني نضجت وكبرت الآن. ولكن أريد أن أقول لهم هذه المسرحية أكثر من الأخرى و»أنْتَنْ» أكثر جرأة فأعلمكم من الآن خاصة العائلات المحترمة». وتوجه إلى إحدى السيدات قائلا «يا حاجة قالولك على المسرحية قالولك أنا اشكون؟»، كان مدخلا بدأ به العبدلي سلسلة من المواقف المسرحية والارتجالات تندرج ضمن ما يعرف بنوعية «الستاند آب» مؤكّدا في تهكم «لا أحد يجد حجة قانونية على ما أقوله على الركح لأني أقول أشياء الجمهور يفهمها بنية أخرى. فأنا «نقول كلام ناقص موش زايد ومخك الخامج هو إلي يزيد» حسب تعبيره. وأضاف «هذه اللعبة المسرحية، المسرح ذكاء ويلزم الشخص يعرف كيفاش يقول الكلام...». ولم يخل النص المنطوق كالعادة من كلمات وإيحاءات جنسية وأخرى بالتصريح يراهن عليها العبدلي في كل عرض وتلاقي تفاعلا كبيرا من الجمهور الحاضر في كل مرة إلى جانب نقد ساخر للواقع الاجتماعي من ظاهرة الكبت الجنسي الذي يعيشه المجتمع وتصرفات الشباب والعلاقات العائلية والحياة الأسرية ومواضيع سياسية واجتماعية. وتحدث عن حياة الفنان في فترة الشهرة انطلاقا من تجربته. وكعادته أدرج العبدلي بعض أحداث الساعة والشخصيات التي أثارت جدلا مثل محمد بوغلاب واصفا إياه ب»هكِلّي يبكي» ولطفي العماري ومايا الكسوري الذين شبههم جميعا ب «الأربعة إلّي لحقو بالجُرّة». كما تعرض لقيس سعيد مقلدا صوته «لقد اتصل بي بالهاتف وشكرني وقلت له راك داهم على جبل بقادومة» حسب تعبيره. وأضاف العبدلي «أعلم الجميع أني لست طامعا في أي شيء ولا أريد شيئا، عبرت عن موقفي من قيس سعيّد بكل حرية وتلقائية. وهو الأنسب لبلادنا». كما تحدث العبدلي عن عائلته قائلا «أنا حريص على عدم الكشف عن عائلتي وحياتي الخاصة. ولكن سأذكر لكم كيف تعرفت على زوجتي وكيف أتعامل مع أطفالي... أنا مستواي باك إلا أربعة وفخور بذلك. والمسرح لا يشترط مستوى تعليميا بقدر ما هو كفاءة ركحية تشترط المعرفة بالمجال النفسي والسوسيولوجي والأنتروبولوجي الاجتماعي». مدة ساعتين ونصف من الضحك المستمر ومن التفاعل الكبير عكسه الجمهور الحاضر. وهي مظاهر تعود بها العبدلي طيلة أكثر من عشر سنوات في عروض كلها بشبابيك مغلقة محققا عدة أرقام قياسية وإن اختلف البعض حول مضمون ما يقدمه فإن العديد يجمعون على موهبته الكوميدية وقدرته على شد الجمهور من أول العرض إلى آخره دون ملل وجعله يكرر مشاهدته مرات أخرى. وعرّج العبدلي على ما يقوم به قائلا «هناك من يصف عرضي بمجموعة من النكت المربوطة بسلك. فأسأل هؤلاء لماذا لا تقومون بذلك. وتحققون مثل هذا النجاح؟». وقدم بعد نهاية العرض مجموعة من شباب سوسة لوحة عملاقة تحمل صورة العبدلي. وتضمنت إمضاءات من عشرات الشباب والمواطنين يعلنون فيها تضامنهم وحبهم للطفي العبدلي مرحّبا به في سوسة. تصرف أثر في العبدلي وجعله يعتبر أن عرضه استثنائي بكل المقاييس.