الكاف (الشروق) احتضنت الساحة الأولمبية بحي الدير بمدينة الكاف وعلى مدى ثلاثة أيام الدورة الثانية للملتقى الدولي لمسرح الشارع بمشاركة فرق شبابية من تونس وخارجها في مسار تفاعلي تم القطع فيه مع طرق الحكي التقليدية . وقد رأت اللجنة المنظمة للمهرجان من المندوبية الجهوية للشباب والرياضة أن يلتئم هذا الملتقى الفني تحت شعار « مسرح الشارع إبداع وانفتاح « وسط إقبال لعدد كبير من الزوار وتوافد الجمهور على العروض المسرحية التي قدمتها فرق شبابية من ولاية الكاف وبنزرت ومنوبة وتونس والقصرين والقيروان وقفصة وقابس ومدنين وباجة ومشاركات دولية من ليبيا والجزائر في ظروف بسيطة جدا نالت استحسان الحاضرين . وأفاد شكري الفرشيشي (المنسق العام للتظاهرة) بأن العروض الجهوية والوطنية والدولية التي تم تقديمها تلتقي في محاكاة قضايا الواقع والشباب والمرأة الكادحة بطرق تعبير سلمية وأساليب فنية تتماشى وانتظارات المتلقى ومدى تعبير المشاهد المسرحية عن هواجسه وانفعالاته وميولاته الذاتية والموضوعية على غرار عرض « دموع السؤال « من إبداع دار الشباب بالمضيلة من ولاية قفصة الذي تم التطرق فيه إلى حادثة نساء السبالة والمأساة التي خلفتها إثر حادث مرور دموي وما نجم عنه من انكسار نفسي واجتماعي للأطفال والشباب والكادحين من أبناء المنطقة المهمشة والمفقرة . وقد كانت الجائزة الأولى من نصيب دار الشباب أجيم جربة بعرض «وراء البلايك»والجائزة الثانية لدار الشباب المحجوبة من ولاية الكاف من خلال عرض «فوضى» مع إسناد جائزة أحسن ممثل للشاب سيف العلواني من ليبيا . وأضاف الفرشيشي أن هذه التظاهرة الثقافية الشبابية عرفت انفتاحا في دورتها الحالية على كل الجهات مع تسجيل مشاركات دولية من ليبيا والجزائر بدعم ذاتي ، مع العمل على ترسيخها وانفتاحها على أوساط ثقافية أخرى لتكون مناسبة للالتقاء بين المبدعين ورواد مسرح الشارع من بلدان عربية ولم لا من بلدان العالم في الدورات القادمة من أجل التأسيس لمسار ثقافي بديل يعتمد مسرح الشارع كآلية لمحاكاة مشاغل الناس وهمومهم وبثّ الأمل فيهم من خلال لوحات فنية مسرحية تقوم بالأساس على اللعب الدرامي الارتجالي لإقحام المتفرّج كفاعل في اللوحة أوالمشهد حسب ما تتطلبه الوضعية الدرامية للعرض . وأكد الفرشيشي على نزاهة لجنة التحكيم التي تابعت كل العروض باهتمام نافيا أي تدخل من أي طرف في شؤون اللجنة وذلك بالقطع مع الطرق التقليدية لتنظيم المهرجانات والعروض المسرحية في فضاءات مغلقة مبرزا أن تقديم بعض العروض من هذه التظاهرة داخل القاعة المغطاة هونتيجة للتقلبات الجوية لا غير .