شهد الحقل البترولي «بئر ليتيم» الواقع على مشارف مدينة صفاقس حادث حريق هائل أدى الى هلاك شخص مع تسجيل 4 حالات حرق متفاوتة الخطورة. ولئن لم تتضح بعد أسباب الحريق المصحوب ببعض الانفجارات التي عادة ما تحدثها المحروقات الا ان ما توفر ل»الشروق» من معلومات يفيد ان النيران اشتعلت فجأة بالبئر لترتفع ألسنتها عاليا بمفعول «بقايا» المحروقات الموجودة داخل الأنابيب التي ربما اندلعت بسبب شرارة نار لم يتضح بعد مصدرها. فالحقل البترولي «بئر ليتيم» ليس في طور الانتاج وأغلب أنابيبه تآكلت بمفعول الزمن مما استوجب صيانتها والتخلص من القديم منها لتغييره بالجديد وهو ما انطلقت الشركة المستغلة في انجازه في هذا الفترة. تدخلات سريعة وتفيد مصادرنا أن ألسنة النيران التي فاجأت العمال عند القيام بعملهم في الصيانة لم تحل دون مساعيهم رغم خطورة الموقف لإطفائها، لكن مجهوداتهم لم تكلل بالنجاح التام، وكانت اللحظات التي وصلت فيها سيارات الحماية المدنية بصفاقس في وقت قياسي للغاية رغم بعد المسافة 8 كل تقريبا ليتمكن الاعوان من اطفاء النيران وتطويق مخاطر الحريق كليا. وتشير مصادرنا الى ان إدارة الحماية المدنية بصفاقس سخّرت لحريق بئر ليتيم البترولي 4 سيارات اطفاء واحدة منها مجهزة بأحدث التقنيات التي عادة ما تعتمد في الحرائق الضخمة، كما سخرت الادارة 3 سيارات اسعاف واحدة منها تابعة للتدخل الطبي الاستعجالي، وقد أمكن لأعوان الحماية مرفوقين برجال الامن والحرس والطاقم الطبي السيطرة على الموقف قبل ان تتجاوز النيران محيط الأنابيب وربما تطال أشجار الغابات. وتؤكد مصادرنا ان العمال الذين من بينهم واحد فقد حياته حرقا استبسلوا لإطفاء النيران قبل وصول الحماية وهو ما سهل عمل أعوان الحماية لاحقا ليتمكنوا من السيطرة كليا على النيران في وقت اتجهت عناية المسعفين بالعمال الذين تم نقلهم على جناح السرعة للمستشفى الجهوي بصفاقسس الا أن مشيئة الرحمان شاءت ان يلقى أحدهم حتفه في حين يقيم البقية وعددهم 4 داخل الأقسام الطبية المخصصة للحروق الخطيرة. وتفيد مصادرنا من داخل المستشفى الجامعي بصفاقس ان حالة بعض العمال في تحسن على ان البعض الآخر مازالت حالتهم تنذر بالخطورة نتيجة الحروق العديدة التي تعرضوا لها. سحب سوداء ويروي شاهد عيان ل»الشروق» ان منطقة «بئر ليتيم» في لحظة الكارثة غطتها سحب من الدخان الاسود كما ارتفعت فيها ألسنة اللهب عاليا، لكن سرعة تدخل أعوان الحماية المدنية بصفاقس وحرفيتهم في التدخل كانت وراء تطويق تبعات هذا الحريق الذي يعتبر الاول من نوعه في حقولنا البترولية. مصدر مسؤول من الحماية المدنية بصفاقس أكد ل»الشروق» ان تبعات الحريق المحتملة تم تطويقها كليا، فبعد عمليات «التبريد» المعتمدة في مثل هذه الحالات مع الأنابيب البترولية تم تخصيص فريق لمراقبة اي طارئ قد يطرأ لسبب أو لآخر ويكون وراء اشتعال النيران من جديد في المحروقات. هذا ونشير الى ان الجهات الأمنية بصفاقس تكفلت بالابحاث في هذه الحادثة ومن غير المستبعد ان يتوصل المحققون الى كشف كل الملابسات والأسباب الحقيقية وراء هذه الفاجعة التي ولئن لم تتسبب في خسائر مادية تذكر الا انها كانت سببا في وفاة شخص مع الاحتفاظ بأربعة داخل أقسام المستشفى الجامعي بصفاقس.