تونس الشروق: لم تتوقف مهمة مخبر التحاليل الجرثومية بمستشفى شارل نيكول -الذي يعدّ مخبرا مرجعيا على المستوى الإقليمي في تحليل الفيروسات -عند القيام بتحاليل حول فيروس سارس كوفيد 2 (كورونا) لمتابعة الحالة الوبائية بل إنه سعى منذ الأيام الأولى من شهر مارس الى اعداد دراسة حول الفيروس مساهمة منه في المجهودات العلمية العالمية للتقصي حول الفيروس وفهمه وبالتالي التوصل الى لقاح له وعلاج ضد. وقد انتقلت الدكتورة عواطف موسي الى المانيا للاطلاع على التجربة الألمانية في هذا المجال. ثم أعلن المخبر بداية شهر افريل عن توصله الى التركيبة الجينية للفيروس من خلال التقطيع الجيني لثلاث عينات تم رفعها من ثلاثة مصابين وتم اختيار العينات وفقا لمدى تخثر الفيروس في الخلايا واتضح للباحثين في المخبر ان الفيروس المنتشر في تونس شبيه بالفيروس المنتشر في الولاياتالمتحدةالامريكية وان تقطيعه الجيني اثبت انه ينتج حوالي 30 الف نسخة بعد دخوله للخلية بجسم المصاب. ويعتزم المخبر مزيد التقطيع الجيني للفيروس اذ سيوفر ذلك مزيدا من التفاصيل حول طبيعة الفيروس المنتشر في البلاد ومدى تطوره وتغير تركيبته خاصة بعد ثبوت انّ تأثيراته لا تظهر فقط من خلال التهاب حاد في الرئتين بل هو يؤثر أيضا على الجهاز العصبي للإنسان وعلى الدورة الدموية في العروق وهو ما نتج عنه أحيانا الموت المفاجئ للمصاب. ومن المنتظر ان يعزز مخبر معهد باستور مجهودات المخبر المرجعي بشارل نيكول للقيام بمهمة التقطيع الجيني والبحث العلمي حول الفيروس وفقا لما تحصلت عليه "الشروق" من معطيات من مصادر موثوقة. وهكذا يكون الذكاء التونسي احد العناصر الأساسية الفاعلة في هذه الحرب على فيروس كورونا بل المنصة الرئيسية للمقاتلين بدأ بمخابر البحث المرجعية وصولا الى مدارس الهندسة ووحدات البحث والمخابر العلمية في الجامعات.