امراة معنفة كل 45 دقيقة منذ بداية الحجر الصحي الشامل ... العنف يتضاعف 7 مرات... قرابة 4 آلاف مكالمة هاتفية تلقتها وزارة المراة على رقمها الأخضر 1899. تونس الشروق: ارقام مفزعة للعنف المسلط ضد الزوجة منذ بداية الحجر الصحي بعد ان أضحت وجها لوجه مع جلادها . «ماتسكتش» قبل الحجر الصحي كانت المقهى هي المكان الذي يتوجه اليه الكثير من الرجال بعد الانتهاء من العمل حيث يقضي ساعات طويلة في اللعب والحديث الى أصدقائه ويعود منها لتناول العشاء والنوم بينما المراة تهتم بشؤون المنزل ومراجعة دروس الأبناء وتحولت هذه الممارسات اليومية الى عادة لدى الرجل تقبلتها المراة تفاديا لمشاكل إضافية خاصة بعد ضغط يوم كامل بين العمل ومتطلبات المنزل والاسرة . ومنذ بداية الحجر الصحي وجد نفسه امام زوجة وأبناء ووسط مكان مغلق فلم يستوعب الامر وهو الهارب من مسؤولياته قبل بداية الحجر الصحي الى المقهى واصبح يبحث في ظل الفراغ عن شيء يفرغ من خلاله شحنة الغضب والقلق عوض ان يستغل الفرصة للنقاش في مسائل تهم الاسرة وتربية الأبناء او يقرأ كتابا اويساعد المراة ومع تجديد فترات الحجر الصحي انضاف الضغط المادي خاصة لدى الفئات المرتبطة بالعمل اليومي كما لاننفي ان المراة التي ضاق صدرها لم تعد قادرة كما السابق على الصبر على أي تجاوز في حقها ساهم في تاجيج الأوضاع بينهما وزاد في منسوب العنف ضدها بجميع اشكاله وخاصة الجسدي وأكدت وزارة المراة بارقامها الأخيرة ان العنف المسلط عليها من الزوج يمثل نسبة 78 بالمائة. ومهما يكن من امر فان العنف المسلط ضد المراة لامبرر له وضحية العنف لايمكن ان تصمت عن ذلك وفي هذا الاطار رفعت وزارة المراة شعار:" ماتسكتش صوتك مسموع " وموش كان الكورونا وباء حتى العنف وباء". وفي سياق متصل وتحت شعار :" بلغ على العنف ماتسكتس" اتفقت رئيسة الاتحاد الوطني للمراة التونسية راضية الجربي مع العميد شوقي الطبيب رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد على وضع الرقم الأخضر المجاني 80102222 على ذمة الاتحاد بغرض المساهمة في تطويق ظاهرة العنف المسلط على النساء والأطفال على ان تتكفل الهيئة بمتابعة البلاغات ذات العلاقة بالفساد واحالة باقي البلاغات على الاتحاد لمواصلة المتابعة طبق الإجراءات المعمول بها من طرف الاتحاد اما بالارشاد القانوني والقضائي او التعهد بإحالة بعضها الى المختصين في الإحاطة النفسية المتعلقة بالخلافات الاسرية. لمكافحة العنف ممثلات وممثلو المجتمع المدني توجهوا برسالة مفتوحة لوزيرة المراة والاسرة والطفولة أسماء السحيري تدعو الى ضرورة اتخاذ الإجراءات العاجلة وردا على الرسالة أعلنت الوزيرة عن برنامج عمل الوزارة وأولوياتها خلال الفترة القادمة ويتمثل أهمها في التنسيق مع وزارة الداخلية للعمل على إعادة توجيه الاعتمادات المالية للوحدات المختصة بالبحث في جرائم العنف ضد النساء لتحسين ظروف عملهم ولمواصلة الدورات التكوينية من أجل تدعيم دورهم كمتدخلين أساسيين في تحقيق أهداف القانون عدد 58كما دعت الى إضافة الاستثناء المتعلق بعدم تعليق اجراءات التقاضي بالنسبة لقضايا العنف المسلط على النساء للاستثناءات الخاصة بالقضايا المستعجلة والموجودة بمرسوم تعليق اجراءات التقاضي خلال فترة الحجر الصحي وذلك بعد التشاور والتنسيق مع وزيرة العدل لإيجاد حلول لتطبيق آلية إبعاد المعنف عن الضحية وفي سياق الإجراءات أيضا سيتم التنسيق مع الديوان الوطني للعمران البشري لإيجاد حلول سريعة لمشاكل الصحية الانجايبة والجنسية خلال هذه الفترة والتكثيف من الحضور الاعلامي للتنديد بالعنف المسلط على النساء وإعلام الضحايا بالخدمات الموجودة لفائدتهن خاصة في الأوقات التي تكون فيها نسب المشاركة كبيرة وإرساء برامج تلفزية وإذاعية لتقديم الاحاطة النفسية والاجتماعية والنصائح حول كيفية التعامل داخل الأسرة. أرقام ودلالات 78.8 % هي نسبة المعنفات اللاتي يتراوح سنهن بين 20 و40 سنة 3276 مكالمة في 3 أسابيع فقط تلقاها الرقم الأخضر الذي وضعته وزارة المراة على ذمة المعنفات 7.5 مرات هي نسبة تضاعف العنف المسلط على المراة في فترة الحجر الصحي الشامل مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية 872 حالة عنف سجلتها وزارة المراة من خلال المكالمات التي تلقتها بالرقم الأخضر 1899 الى غاية نصف افريل. 128 فرقة تتنقل وتمنع العنف عن الضحية راضية الجربي ل«الشروق» عنف لم نر له مثيلا قالت راضية الجربي رئيسة الاتحاد الوطني للمراة التونسية في حديثها ل الشروق بان العنف المسلط ضد المراة منذ بداية الحجر الصحي لم نعرف له مثيلا لامن حيث العدد ولا من حيث الوحشية وهو لايتعلق بالزوج فقط بل من اشخاص مقربين من العائلة . وأضافت ان الاتحاد يعمل على الإحاطة النفسية والقانونية للنساء المعنفات ويعمل بالتعاون مع هيئة مكافحة الفساد على التصدي لهذه الظاهرة وذكرت ان الاتحاد ونياباته في الجهات يتلقون يوميا كما هائلا من المكالمات الهاتفية من المعنفات بلغت 120 مكالمة في أسبوع واحد بالقيروان ووضع على ذمتهن اخصائيين للاحاطة النفسية والقانونية. وخلصت الى القول بان بعض النساء وقع طردهن من المنزل في أوقات متاخرة من الليل وعند اللجوء الى مراكز الامن قيل لهن:" ماعنا مانعملولك كورونا"
