عاود أمس الطيران الأمريكي قصف الفلوجة مخلفا عديد الشهداء والجرحى وصعّد اعتداءاته في الرمادي المجاورة مستهدفا المساجد في اطار تصعيد أشمل بمحافظة الأنبار التي تشهد منذ أيام مواجهات واسعة بين المقاومة العراقية والقوات الغازية. وعلى الميدان أيضا سجلت تفجيرات وعمليات خطف واغتيال وهجمات متنوعة من البصرة جنوبا الى الموصل شمالا. وبذريعة استهداف «أبو مصعب الزرقاوي» ومخابئ جماعته المفترضة، عاودت الطائرات الأمريكية الليلة قبل الماضية وفجر أمس قصف أهداف مدنية في الفلوجة مما أسفر عن استشهاد 6 عراقيين على الأقل. وفي حدود منتصف الليلة قبل الماضية بتوقيت العراق قصفت الطائرات الأمريكية مطعم «الحاج حسين» الواقع وسط المدينة والذي يعتبر أشهر مطاعم الفلوجة حيث يقدم وجبات شعبية (الكباب) يقبل على تناولها الأهالي من كل محافظة الأنبار. وأصيب المبنى المؤلف من طابق أرضي وآخر علوي بعدة صواريخ مما أدى الى تدميره بشكل كامل واستشهاد 4 من حراسه ومن العاملين فيه بينما جرح 6 آخرون على الأقل. وعلى مدى عدة ساعات قام مواطنون بإزالة ركام الاسمنت والحجارة وانتشلوا الشهداء والجرحى معبرين عن سخطهم بعد هذا القصف الذي زعم جيش الاحتلال الأمريكي أنه استهدف مكانا يجتمع فيه أتباع الزرقاوي للتخطيط لتفجيرات وعمليات خطف. ولم تكد تمضي أربع ساعات على هذه الغارة حتى أغارت الطائرات الأمريكية على منزل في العراق الشمالي الشرقي للمدينة مخلفا شهيدين على الأقل. ونقلت قناة «الجزيرة» القطرية عن صحفي عراقي أن 4 شهداء سقطوا في الغارة الثانية التي استهدفت المنزل الواقع تحديدا في الحي العسكري. وأوضح الصحفي العراقي أن معظم العائلات العراقية التي تسكن في هذا الحي نزحت عنه جرّاء القصف الأمريكي المنتظم. ومثل الغارة الأولى برّرت قوات الاحتلال قصف هذا المنزل بكونه موقعا لأنصار أبي مصعب الزرقاوي. وبحلول الليلة الماضية اشتبكت المقاومة مع وحدات من المارينز في الحي الصناعي والحي العسكري. وتدخل الطيران الأمريكي أثناء الاشتباك وألقى قنبلة ثقيلة تزن ربع طن. وجاء هذا القصف في وقت بدت فيه الأمور تسير باتجاه التوصل الى تسوية بين الوفد المفاوض عن الفلوجة وحكومة إياد علاوي. وفي الرمادي المجاورة داهمت القوات الأمريكية 7 مساجد بدعوى البحث عن مقاومين، وأظهرت صور بثتها محطات تلفزيونية عربية كيف أن الجنود الأمريكيين بعثروا أثاث بعض المساجد التي داهموها. وداهم جنود الاحتلال أيضا منازل في المدينة واعتقلوا الشيخ عبد العليم السعدي الناطق باسم هيئة علماء المسلمين بالرمادي ونجله. وخلال الليلة قبل الماضية كان عراقيان قد استشهدا بينما أصيب 5 آخرون على الأقل في مواجهات بين المقاومة وجنود الاحتلال في هذه المدينة التي هي مركز محافظة الأنبار. وكان 3 من عناصر الشرطة قد قتلوا أول أمس في الرمادي وسقط 3 شهداء آخرون وعشرات الجرحى في مدينة «هيت» الواقعة بدورها في محافظة الأنبار والتي شهدت في غضون ال48 ساعة الماضية مواجهات ضارية بين المقاومين وقوات الاحتلال. وأسقط المقاومون أول أمس مروحية «أباتشي» أمريكية في حين قصف الطيران الأمريكي مسجدا مما أدّى الى تدمير جانب منه واشتعال النيران بداخله. وإلى الغرب من الرمادي خطف مسلحون قائد الشرطة في مدينة «الرطبة» قرب الحدود مع سوريا بعدما طوقوا منزله. وعلى الطريق المؤدية الي سامرّاء قتل أمس 3 مدنيين عراقيين اثر انفجار عبوة ناسفة كانت تستهدف على الأرجح الدوريات الأمريكية أو دوريات الأمن العراقي. وقتل أمس أيضا عراقي اثر انفجار عبوة أخرى جنوبي تكريت بالتزامن مع مرور آليات أمريكية. وفي الموصل قتل مسلحون أمس عبد المجيد العنتر العضو الكردي في مجلس محافظة نينوي. وفي منطقة «أبوغريب» غربي بغداد كان مقاتلو «الجيش الاسلامي في العراق» قد فجروا أول أمس آلية أمريكية من نوع «هامر» مما أدى الى مقتل وإصابة من كان بداخلها بفعل قوة الانفجار وفق ما أظهره شريط الفيديو الذي بثته قناة «الجزيرة» القطرية. وجرح مساء أول أمس 3 جنود بلغار خلال هجوم صاروخي على قاعدتهم في كربلاء في حين جرح أمس عراقي على الأقل حين انفجرت عبوة ناسفة على مسافة 500 متر من القاعدة البريطانية الرئيسية في المدينة، وغير بعيد عن القنصلية الأمريكية.