قال مسؤولون في الإدارة الأمريكية إن عمليات عسكرية واسعة يخطط لها الجيش الأمريكي ضد معاقل المقاومة العراقية قد أجّلت إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية في الثاني من نوفمبر القادم وهي انتخابات يبدو أن أحداث العراق تحكمها وتشكل عقدتها. وبرّر المسؤولون ذاتهم هذا التأجيل بأنه يأتي خشية أن تؤدّي هذه العمليات إلى سقوط عدد كبير من الجنود الأمريكيين الأمر الذي قد يؤثر على الناخبين في الولاياتالمتحدة. وكانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قد أعلنت في وقت سابق أنها تستعد لإعطاء أوامر للجيش الأمريكي للسيطرة على نحو 30 مدينة عراقية خلال الفترة القليلة القادمة. وقال مسؤولون أمريكيون إن هذا الأمر قد حسم نهائيا لكن بعد الانتخابات الأمريكية القادمة. تأجيل.. فقط ونقلت صحيفة لوس أنجلس تايمز في عددها أمس الأول عن مسؤولين في إدارة الرئيس جورج بوش قولهم إن العمليات العسكرية التي يخطّط لها الجيش الأمريكي ضدّ معاقل المقاومة العراقية قد أجلت إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر القادم وذلك خشية أن تؤثر هذه العمليات الكبيرة على مسار الانتخابات. وتحدث مسؤول أمريكي بلهجة شديدة في هذا الصدد قائلا إنه بعد الانتهاء من الانتخابات الأمريكية فسترون توجها صلبا مضيفا أن الجيش الأمريكي لم يعلق عملياته في العراق بسبب الانتخابات غير انه يتجنب مدخلا أكثر قسوة... وقال مسؤول كبير على صلة بالخطط العسكرية طالبا عدم الكشف عن اسمه إن تحركا كبيرا سيتم على الأرض بمجرّد انتهاء الانتخابات الأمريكية وزوال التأثير السياسي للهجمات واسعة النطاق في العراق. وأشار المسؤول ذاته إلى أن أي تأخير أكثر من ذلك للسيطرة على المدن العراقية المسببة للإزعاج قد يؤثر سلبا على الانتخابات العراقية نفسها في جانفي المقبل... وذكرت مصادر أمريكية متطابقة في هذا الصدد أن النجاحات العسكرية التي تم إحرازها ضدّ المقاومين في مدن عراقية مثل سامراء وتل عفر «شجعت» القادة العسكريين الأمريكيين في العراق على تنفيذ المزيد من الهجمات الواسعة على مدن أخرى مثل الرمادي والفلوجة. وبررت المصادر ذاتها تأجيل العمليات العسكرية التي قد تبدأ بالرمادي والفلوجة بسبب مخاوف من أن تؤدي هذه العمليات إلى سقوط عدد كبير في صفوف الجنود الأمريكيين بالعراق. مخاوف.. أمريكية وحسب هذه المصادر فإن سقوط عدد كبير في صفوف الجنود الأمريكيين قبل الانتخابات الأمريكية قد يكون له تأثير واضح على مسار الانتخابات الأمر الذي قد يضعف حظوظ الرئيس جورج بوش للترشح لفترة رئاسية ثانية... ويقول مسؤولون في «البنتاغون» إنهم يرون فائدة كبرى في تأجيل العمليات العسكرية على «المتمردين» في «المثلث السني» خصوصا إلى الشمال والغرب من بغداد. ويرون أن هذا «التأني» قد يعطي الفرصة للمفاوضين السياسيين لإحراز تقدّم والهجمات الجوية على الفلوجة لإضعاف المقاومين فيها... وفي هذا السياق قال مسؤول أمريكي إن الهجمات الجوية تحقق تأثيرا أكبر مما كان متوقعا... ولذلك فإن «البنتاغون» لا يرى مبرّرا للاستعجال في الاندافع بالمئات من الدبابات في هذا الوقت بالذات... وتقول صحيفة «لوس أنجلس تايمز» من جهتها إن العسكريين الأمريكيين في حاجة إلى الحصول على موافقة من رئيس الحكومة العراقية المؤقتة إياد علاوي الذي يفكر هو الآخر في مستقبله السياسي.