جرت ظهر أمس محادثة ثانية بين الرئيس زين العابدين بن علي والرئيس تابو مبيكي رئيس جنوب إفريقيا كانت مناسبة للقيام باستعراض للمسائل ذات الاهتمام المشترك ثنائيا وإقليميا ودوليا. وبين الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيسين استعرضا آفاق مزيد دعم التعاون بين البلدين في ضوء الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين ونتائج الملتقى الثالث لرجال الأعمال الذي أفضى إلى عدة اتفاقيات تعاون بين الهياكل المعنية. وأكد الرئيسان زين العابدين بن علي وتابو مبيكي على تكثيف حجم المبادلات التجارية وذلك خاصة عن طريق الربط الجوي بين البلدين علاوة على تكثيف التبادل الثقافي والتعاون الفني في مجال الصحة والخدمات الطبية. كما أكد رئيسا البلدين على مواصلة دعم التشاور والتنسيق بينهما وعلى أهمية إقامة علاقات شراكة سياسية واقتصادية لما فيه المصلحة المشتركة وبما يعود بالنفع على التعاون الإفريقي متعدد الأطراف. وعبر الرئيس زين العابدين بن علي في ذات الإطار عن حرص تونس على مزيد الارتقاء بالعمل الإفريقي المشترك من خلال دعمها المتواصل للاتحاد الإفريقي كما أبرز سيادة الرئىس الأهمية التي يكتسيها دخول الصندوق العالمي للتضامن حيز العمل الفعلي للمساهمة في معالجة جذور الأزمات التي تشهدها القارة الإفريقية. كما تم التطرق في هذه المحادثة إلى القمة العالمية لمجتمع المعلومات في مرحلتها الثانية ا لتي تلتئم بتونس سنة 2005 وأهمية المشاركة المكثفة للبلدان الإفريقية في هذه التظاهرة العالمية باعتبار الدور الفاعل لتكنولوجيات الاتصال الحديثة في تعزيز مقومات التطور والنماء. وكانت المستجدات الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط وتطورات الوضع في العراق محل متابعة متجددة من قبل الرئيسين زين العابدين بن علي وتابو مبيكي اللذين أعربا عن بالغ انشغالهما بما تشهده هذه المنطقة من تطورات خطيرة ودعيا إلى ضرورة التعجيل بوضع حد للعنف والاعتداءات التي تستهدف الأبرياء تجنبا لمزيد التوترات وانعكاساتها الخطيرة على السلم والأمن الدوليين. وقد عبر الرئىس تابو مبيكي في ختام هذه المحادثات عن شكره وتقديره للرئيس زين العابدين بن علي على الفرصة التي أتاحها له لزيارة تونس والوقوف على معالم تطورها مثمنا نجاحاتها وما لمسه فيها من إنجازات وإصلاحات جديرة بالتقدير والمتابعة كنموذج ناجح يحتذى به وتوجه بدعوة لرئيس الدولة للقيام بزيارة إلى جنوب إفريقيا وقد رحب سيادة الرئيس بهذه الدعوة على أن يحدد موعد الزيارة في وقت لاحق.