الكوفة هي احدى أهم مدن العالم الاسلامي التي اختطها المسلمون منذ بداية الفتح الاسلامي، وقد أسسها القائد العربي سعد بن أبي وقاص سنة (17 ه 38 م) في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وتبرز الاهمية التأريخية للكوفة كونها المدينة التي اتخذها الامام علي بن أبي طالب عاصمة للدولة الاسلامية عام 36 ه 657م). ويعتبر المسجد الجامع في الكوفة ثاني أقدم المساجد الجامعة في العراق بعد جامع البصرة الذي شيد خلال العصر الاسلامي الاول، والمسجد الشاخص الآن أقيم محل مسجد المدينة الرئيسي الذي أشارت التنقيات الى أنه كان مربعا تقريبا ويدعمه حاليا (28) برجا نصف دائري. ويزدحم مسجد الكوفة بالعديد من الاروقة، ومقامات الاولياء، ومنبر الامام علي بن أبي طالب، ومصلاه الذي استشهد فيه وهو يصلي صلاة الصبح، يجاوره مرقدا مسلم بن عقيل بن أبي طالب وهاني بن عروة رضي الله عنه المستقلين ببناية خاصة ذات طابع متميز، والى جانبهما يقوم صحن خاص بهما يتصل بصحن المسجد الجامع. وهناك الى جانب هذا وذاك، مرقد ميثم التمار، وقصر الامارة (أو دار الامارة) الذي اتخذه الامراء الامويون والعباسيون مركزا لادارة حكمهم ويعتبر من المباني الاسلامية المبكرة في العراق. لقد نال المسجد الجامع في الكوفة رعاية كبيرة في ترميم وصيانة المراقد التي يحتضنها، وفي إعادة بناء سوره القديم. وبعد... فقضاء الكوفة يقع في محافظة النجف ويبعد عن مركز مدينة النجف الاشرف مسافة (15) كم وعن مدينة بغداد (171) كم.