هو محمد بن جلال الدين مكرّم بن نجيب الدين ابي الحسن علي بن احمد بن ابي القاسم بن حبقة بن محمد بن منظور بن معافى بن خميّر بن ريام بن سلطان بن كامل بن قرة بن كامل بن سرحان بن جابر بن رفاعة بن جابر بن رويفع بن ثابت بن سكن بن عدي بن حارثة الانصاري، من بني مالك، نسبته تعود الى جده السابع منظور، فعنده يقف معظم المترجمين له، ثم يرفعونه بعد منظور الى رويفع، وهو ما ذكره ابن منظور نفسه في كتابه «لسان العرب» مادة جرب» «رويفع بن ثابت هذا هو جدنا الاعلى من ا لانصار كما رأيته بخط جدي نجيب الدين والد المكرّم». ورويفع هذا الذي ينتسب اليه ابن منظور نزل مصر وولاه معاوية طرابلس وأمّره عليها سنة ست واربعين. يكنى محمد بأبي الفضل ويلقب جمال الدين، ولد سنة 630ه على اجماع المؤرخين، وقد حدد بعضهم الشهر فقال: في المحرم. كان مولده بمصر وقيل بطرابلس الغرب، وقيل ايضا في تونس حيث نشأ بها، ولعل هذا التحديد عائد الى استنباط البعض مما ورد في بعض المراجع التي تقول: «إنه خدم بديوان الانشاء بمصر وولي قضاء طرابلس». ولكن فيما ذكره ابن منظور في مقدمة كتابه «نثار الازهار» عن والده والتيفاشي نخلص الى انه ولد بمصر على الارجح. كانت طفولته مشغولة بالعلم والتحصيل على ما ذكر في مقدمة «نثار الازهار» فقد قال: «وكنت في أيام الوالد رحمه الله ارى تردد الفضلاء عليه، وتهافت الادباء عليه، ورأيت الشيخ شرف الدين احمد بن يوسف بن احمد التيفاشي العبسي في جملتهم، وأنا في سن الطفولة لا ادري ما يقولونه ولا اشاركهم فيما يلقونه، غير اني كنت اسمعه يذكر للوالد كتابا صنفه افنى فيه عمره واستغرق دهره، وأنه سماه «فصل الخطاب» وانه لم يجمع ما جمعه فيه كتاب... وكنت شديد الشوق الى الوقوف عليه...». وعلى ما كان عليه الاب والجد قبل ذلك نشأ ابن منظور نشأة تحصيل واستماع، فقد جذبته هذه الحركة العلمية التي ضج بها دار ابيه منذ ان درج، ثم يتابع ابن منظور تحصيله فيسمع من شيوخ اعلام هم: ابن المقبر ومرتضى بن حاتم وعبد الرحمان بن طفيل ويوسف بن المخيلي.