إنّ شرعنا منع أتباعه من أمور صيانة لهم ورحمة بهم، فمما حرّم على المسلمين عامة وعلى الصائمين خاصة، الغيبة والنميمة والكذب والعمل به، والسفه والعدوان، كما قال ص : «من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس للّه حاجة في أن يدع طعامه وشرابه». رواه البخاري. وقال ص: «إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث يومئذ ولا يجهل» رواه الإمام أحمد وابن ماجة وصححه الألباني، والرفث هو: الكلام الفاحش، قال الإمام أحمد رحمه اللّه: ينبغ للصائم أن يتعاهد صومه من لسانه، ولا يماري، ويصون صومه، كانوا إذا صاموا، قعدوا في المسجد، وقالوا نحفظ صومنا، ولا نغاب أحدا. كما يحرم على الصائم تقبيل الزوجة إن ظن إنزال مني، أو أن يتدرج به الأمر الى الجماع فهذا طرف مما يحرم على الصائم، أما ما يستحب له فمنه: كثرة قراءة القرآن، وذكر اللّه عزّ وجلّ وبذل الصدقة للمحتاجين من الفقراء والمساكين، والرد الحسن لمن شتمه أو سبّه، كما قال ص: «فإن سابّه أحد أو قاتله أحد فليقل إني امرؤ صائم). رواه الإمام أحمد وصححه الألباني. كما يسن للصائم السحور، للحديث (تسحّروا فإنّ في السحور بركة). رواه البخاري ومسلم، وتأخير السحور مستحب أيضا، لقول زيد بن ثابت: (تسحرنا مع النبي ص، ثم قمنا إلى الصّلاة). متفق عليه. ويستحب الفطر على رطب فإن لم يجد الرطب فعلى تمر، فإن لم يجد فعلى ماء، لحديث أنس رضي اللّه عنه قال: (كان رسول اللّه ص يفطر قبل أن يصلي على رطبات فإن لم تكن رطبات فتمرات فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من ماء) رواه الترمذي، كما يستحب للصائم تعجيل الفطر لقوله ص: (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر). متفق عليه. ويسن للصائم الدعاء عند فطره، ومما ورد: (ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء اللّه تعالى). أخرجه أبو داود. أما ما يكره للصائم، فمنه تذوق الطعام بلا حاجة ولا عذر، لما فيه من تعريض الصوم للفساد، وأما إن احتاج لتذوق الطعام فلا بأس. وينبغي للصائم أن يعرف جملة من أحكام القضاء، فمن أفطر أياما من رمضان لعذر شرعي فإنه يلزمه قضاؤه لقوله تعالى: {ومَنْ كانَ مَريضا أو علَى سفَر فعدّة منْ أيّام أخَر} (البقرة: 185). ويستحب أن يسارع في قضاء ما أفطره لعذر من رمضان، لأن ذلك أبرأ لذمة العبد، لكن يجوز له تأخير القضاء، كما قالت عائشة رضي اللّه عنها «كان يكون على الصوم من رمضان، فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان، لمكان رسول ص» متفق عليه، لكن يجب عليه الانتهاء من صيام ما عليه من أيام قبل دخول رمضان الثاني. ومن أفطر أياما من رمضان لعذر كمرض مثلا واستمر عذره حتى مات فلا شيء عليه، لأن اللّه تعالى أوجب عليه عدة من أيام أخر، وهو لم يتمكن من القضاء لاستمرار العذر فلا شيء عليه، أما من تمكن من القضاء فلم يقض حتى مات، فإن لوليه أن يصوم عنه، لقول النبي ص: «من مات وعليه صيام، صام عنه وليه» رواه البخاري ومسلم، والولي هو وارثه أو قريبه. ويجوز للمسلم أن يصوم التطوع قبل أن يقضي ما عليه من رمضان وإن كان الأولى أن يبدأ بالقضاء.