بساحة 3 أوت بالمنستير وقبالة زاوية الكحلية تنتصب زاوية سيدي منصور التي تتركب من سقيفة وخمس غرف صغيرة اضافة الى مقام الولي الصالح الذي يتبرك أهالي المنستير به ويخلدون ذكراه بأغنية شعبية مطلعها: «عند بي منصور خليت عقلي ويذا راد الله ان شاء الله يولّي». يغطي ضريح هذا الولي صندوق كبير رفعت فوقه «صناجق» ولوحات نقش عليها اسم الله ونبيه محمد اضافة الى آيات من القرآن الكريم. ويؤكد العارفون بتاريخ الزاوية انها كانت محرسا وبها مدفع بالواجعة المشرفة على البحر، ومما يؤشر لهذا التوجه وجودها فوق ربوة تطل على البحر. وقيل ان محيطها كان مقبرة لعائلة بيزيد. تؤدي هذه الزاوية نفس الوظيفة التي تؤديها زاوية الامام المازري الا ان الفرق بين الوليين الصالحين هو أن زاوية الامام المازري تشهد اقبالا كبيرا من كل الجهات في حين تقتصر زيارات سيدي منصور على أهالي مدينة المنستير الاصليين الذين يأتون لاقامة الولائم ولتنظيم الحفلات العائلية واشتهر سيدي منصور بورعه وتقواه وكراماته. وزاوية سيدي منصور من الزوايا القلائل التي بقيت تلعب دورا عقائديا، وتؤكد المعطيات التاريخية ان عدد الزوايا في المنستير فاق في السابق عدد المساجد حيث تفيد بعض الاحصائيات ان عددها بلغ 29 من بينها 3 فحسب تقوم بوظائفها العقائدية وهي مقام الامام المازري وزاويتي سيدي عبد الغني وسيدي منصور وزاويتان ذات أهمية أثرية وتاريخية وثقافية وهما رباط سيدي ذويب ورباط السيدة، وتوجد بالمدينة 4 زوايا تؤدي وظائف أخرى وهي زوايا مسعود الخزرجي سيدي عبد السلام سيدي بوطارة وللا لطيفة في حين أهملت بقية الزوايا من بينها زوايا سيدي الحياص سيدي الجندوبي سيدي عبد الرحمان سيدي نصر سيدي المحارب سيدي عمر مخلوف سيدي بن القروية وسيدي الغدامسي.