صنفت منظمة الصحة العالمية المتحور الجديد لفيروس كوفيد19 الذي رصد بجنوب إفريقيابال "مقلق"، وأطلقت عليه اسم "أوميكرون"، فيما سارعت عديد الدول إلى غلق حدودها وفرض بعض القيود على السفر، بينما دعا الرئيس الأمريكي "جو بايدن" إلى إزالة قيود الملكية الفكرية عن اللقاحات لكي تكون متاحة في كل أنحاء العالم. فبعد " هدنة " ليست بالمطولة مع الفيروس ، وبعد انفراج مؤقت كان وراءه التلقيح الذي بلغ ال54 بالمائة في الدول الأوروبية ولم يتجاوز ال 5.6 فقط في البلدان الفقيرة ، يعود الرعب إلى العالم من أقاصي القارة الإفريقية وتحديدا من موطن نيلسون مانديلا جنوب افريقيا التي لم تتخط ال24 بالمائة في نسبة التلقيح ليظهر فيروس أوميكرون"، كخامس فيروس مقلق بعد "دلتا" و"ألفا" و"بيتا" و"غاما ".. غموض طبي كبير يلف المتحور الجديد من فيروس كورونا ، وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية أن فهم مستوى انتقاله وشدة خطورته يحتاج إلى "أسابيع عدة"، فيما يشير بعض الخبراء إلى انه أكثر شراسة بالمقارنة مع متحور دلتا الخطير وقد تكون له قدرة أكبر على اختراق أجزاء من جهاز المناعة لدينا مع السرعة في الانتشار . ومن باب الاستباق ، سارعت بعض الدول إلى الحجر الصحي وحظر الرحلات إلى جنوب أفريقيا ، فيما حظرت بريطانيا مؤقتا الرحلات الجوية القادمة من جنوب أفريقيا لا من أفريقيا الجنوبية فقط ، بل من ناميبيا وبوتسوانا وزيمبابوي وليسوتو وإيسواتيني . هذه الدول الإفريقية لا تربطنا بها علاقات نشيطة تذكر تجارية كانت أو ديبلوماسية أو اقتصادية ، لكن في المقابل تربطنا علاقات أكثر تطورا بدول أفريقية هي في الواقع أقرب إلينا جغرافيا ، وعلاقاتنا بهذه الدول وخاصة منها دول جنوب الصحراء تقوم اليوم على هجرة عدد من شبابها ونسائها وأطفالها نحو تونس التي يعيش فيها اليوم عدد كبير منهم قد يقارب ال80 الفا أو حتى أكثر في غياب الإحصائيات الرسمية التي تكشف عن عددهم الحقيقي . هؤلاء لا نعرف عنهم الشيء الكثير، لا من حيث تنقلاتهم وتحركاتهم السابقة ، ولا أصلهم الحقيقي في بعض الأحيان ، هم يقيمون بيننا ك " أقلية " بعضهم ينتظر الفرصة السامحة للعبور نحو أوروبا ، والبعض الآخر استقر بيننا للعمل والعيش في ظروف ورغم صعوبتها وشظفها في بعض الأحيان ، لكنها ربما أفضل من الظروف التي دفعت بهم إلى الهجرة غير الشرعية وما تعنيه من خطورة السفر وابتزاز تجار البشر واستغلال البعض لوضعياتهم بصور وأشكال متعددة. عددهم يتنامى ويتكاثر يوميا ، وأقسام الولادات تكشف عن تزايد أعدادهم اليوم وفي المستقبل ، جيل " أفريقي " جديد يولد هنا في تونس ، ولا يتمتع بأدنى الحقوق أقلها الرعاية الصحية والدراسة .. تونس، تغمض اليوم عينها عن هذه "الأقلية" فلا هي قادرة على إرجاعهم إلى مواطنهم الأصلية ، ولا هي مستعدة إلى إدماجهم والاستفادة منهم في دورتها الاقتصادية ..أقلية مهمشة تستوجب الاهتمام واتخاذ القرار الصائب في شأنها ..لكن قبل ذلك اتخاذ القرار الصائب نحو المتحور الجديد من فيروس كورونا حتى لا نعيد تجربة فاشلة في التعامل مع الوباء جعلتنا نتصدر ثاني أكبر نسبة في العالم في عدد الوفيات.. راشد شعور