«لا أريد أن أتحدث عنكم أو أن أحدثكم عن نفسي ولا أريد أن أدخل الناخب في دوامة الترتيب الوهمي لأحزاب المعارضة الوطنية وأرفض لأسباب مبدئية أن نحتكر الحديث باسم الديمقراطية لأننا لسنا من الذين ينامون سنوات ويدعون المبادرة مباشرة قبل المحطات الانتخابية». هذا ما أكده مساء أمس الاول السيد محمد بوشيحة في الاجتماع الانتخابي الذي نظمه حزب الوحدة الشعبية بالعاصمة بمناسبة اختتام الحملة الانتخابية وحضره الكثير من مناضلي وأنصار ورؤساء قائمات وكوادر حزب الوحدة الشعبية الى جانب أعضاء قيادته. وأضاف بوشيحة أمام الحاضرين في الاجتماع «ان من يسلك هذا السلوك لا يمكن ان يكون ديمقراطيا وليس اطلاقا مرشحا جديا كما يدعي». وقال «إن هذه الادعاءات هي وليدة عقلية أحادية وتخفي استخفافا بالناخبين وبالمنخرطين في العمل السياسي». وأضاف «نقول لهؤلاء جميعا نحن نرفض الادعاء ونسعى دائما للتطور لأننا نقف عند نقاط ضعفنا من اجل تلافيها وهذا ما يجعلنا نتقدم ونتطور». وقال بوشيحة أمام أنصاره ومناضلي حزبه «إننا لا نخفي الارتياح الذي يغمرنا لأننا قد حققنا هدفا أساسيا من أهداف مشاركتنا في الانتخابات الرئاسية والتشريعية ألا وهو جعل حزب الوحدة الشعبية مكونا من مكونات الحياة السياسية في تونس ورقما لا يمكن تخطيه في المستقبل السياسي والاجتماعي لبلادنا». وتطرق محمد بوشيحة» في خطابه الى الوضع في العراق وفلسطين وقال اننا واضحون في ادانة السياسات الأمريكية وان حزب الوحدة الشعبية يرفض أي شكل من أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني ونحن لا نرى سبيلا الا تبني ثقافة المقاومة والمقاطعة للكيان الصهيوني ولأمريكا التي ندين بشدة احتلالها للعراق وما ترتكبه في حق أبنائه من جرائم حرب. حياد وسجل بوشيحة مرشح حزب الوحدة الشعبية للانتخابات الرئاسية ما اعتبره نقطة ايجابية تتمثل في ما أبدته الادارة من الحرص على ملازمة الحياد وما تجسد في سلوكها من تدخل سريع وناجع كلما أشرنا الى ما نرى فيه تجاوزا أو اخلالا بالقانون واحقاقا للحق فإن ملاحظاتنا كانت قليلة لأن كل الأحزاب المشاركة بما فيها الحزب الحاكم قد أبدت حرصا على احترام بقية المنافسين. وفي خطاب اختتام الحملة الانتخابية لحزبه أكد بوشيحة قائلا : «إننا لا نعارض من اجل المعارضة تماما كما أننا لا نساند من خلال المعارضة». وأضاف «إننا نعارض وفق رؤية واضحة أساسها ادراكنا ان بناء الديمقراطية يستوجب ايجاد أرضية ويحتاج الى حيز زمني توضع خلاله القوانين وتبنى المؤسسات وتتغير فيه الذهنيات حتى تتوفر ظروف قبول الاختلاف والاعداد للتحول الديمقراطي، ونحن نؤمن ان هناك ايجابيات ومكاسب قد تحققت في العشرية الاخيرة وننظر للمناخ الانتخابي الحالي بوصفه مؤشرا على ان اصلاحات سياسية ستعيشها بلادنا في الفترة القادمة. كما خصص بوشيحة حيزا هاما من خطابه للأعلام داعليا الى الارتقاء بالمشهد الاعلامي. اشتراكية وبيّن بوشحية اعتزاز حزبه بأنه الحزب السياسي الوحيد الذي بقي متمسكا بالخيار الاشتراكي وتمسكنا بالاشتراكية ليس مجرد تمسك بشعار بل هو في صلب نضالنا من اجل «التقدم للجميع» لأننا نؤمن أن الاشتراكية هي المدخل لبناء مجتمع عال متوازن ومنفتح على المستقبل بثقة وعزم على رفع التحديات. وأضاف اننا نؤكد تمسكنا بالقطاع العام وندافع عن المؤسسات التي لم تشملها الخوصصة وخاصة منها الشركات ذات الدور الاجتماعي. وقال بوشيحة إننا نعتبر أنفسنا ورثة التيار الاصلاحي المستنير وبقدر ما نقف اجلالا للطاهر الحداد ومحمد علي الحامي فإننا نكرّس كل جهودنا للدفاع عن الحقوق المكتسبة للعمال وندعو الى تطويرها ونعتبر أنفسنا مجندين للدفاع عن حق العمل وعن الحقوق النقابية. وأكد بوشيحة على أن ترشح حزبه للانتخابات الرئاسية لا يحمل رهانا في مستوى النتيجة كما هو الشأن في التجارب الديمقراطية التي استكملت شروط بنائها وأضحت المؤسسات السياسية تتمتع باستقلالية تسمح لها بأن تضمن الاستمرارية حتى وان تغيرت الاحزاب وتداولت على المناصب والمسؤوليات. وأضاف «إن بلوغ مرحلة اكتمال المسار الديمقراطي هو الغاية السامية التي نناضل من أجلها..»