افتتح مساء امس الاول بالمسرح البلدي بالعاصمة مهرجان المدينة في دورته الثانية والعشرين، بعرض غنائي تونسي، وحضور جماهيري غفير من اوفياء المهرجان. حفل الافتتاح كان مع المطربة درصاف الحمداني في عرض غنائي يحملعنوان «كلثوميات» وذلك تكريما لكوكب الشرق أم كلثوم. على امتداد اكثر من ساعتين قدمت الفنانة درصاف مجموعة من الاغاني التي شكلت داية أم كلثوم، اي تلك التي قدمتها في الثلاثينات والاربعينات. اكثر من عشر اغان قدمت في السهرة اضافة الى ثلاث معزوفات بامضاء سامي وفاضل شوّا وأمين البزري. من خلال هذا البرنامج الغنائي الذي اقترحته ابرزت درصاف ما تتمتع به من ذوق رفيع وذكاء في الاختيار حيث تجنبت اكثر ما يمكن تقديم الاعمال المألوفة وجنحت الى الاغاني التي لا تسمع الا نادرا مثل «يا لي جفاك المنام» و»يا بهجت العيد» لمحمد القصبجي، او «شرّف حبيب القلب» لداوود حسن و»فين ياليالي الهنا» لزكريا احمد. لكن هذا لم يمنعها من تقديم اغان يعرفها الجمهور جيدا مثل «حقبلو بكره» و»افرح يا قلبي» لرياض السنباطي.. المطربة درصاف الحمداني ابرزت من خلال هذا العرض ما تتمتع به من خصال فنية وطاقات صوتية ودقّة في الأداء لكن هذا لا يمنع من القول انه كان بامكانها النجاح اكثر لو اختارت برنامجا غنائيا لمطربة اخرى مثل ليلى مراد او اسمهان باعتبار ان طبيعة صوتها واداءها اقرب الى هاتين المطربتين اكثر منها الى ام كلثوم. هذه الملاحظة لا تقلل من شيء من قيمة الفنانة درصاف الحمداني التي تعتبر من الاصوات الجيدة والجدية في تونس.