كانت العائلات في مدينة صفاقس تتأهب لاستقبال شهر رمضان المعظم بدخول شهر شعبان وكان السمر العائلي خلال هذه الفترة يتمحور حول مواضيع تتعلق بالشهر الفضيل ومصاريفه وسهراته وغيرها من المسائل ويتم قبل حلول الشهر الفضيل التزود بأواني جديدة للطبخ فضلا عن القيام ب"قصدرة" القديمة المصنوعة من النحاس والحديد وكانت الأسواق في صفاقس خلال هذه الأيام المباركة تشهد حركة تزود كبيرة من قبل تجار المواد الغذائية قصد توفير حاجيات زبائنهم من التوابل والحلويات كالشامية والسميد والفارينة والسكر والمكسرات وغيرها رغم أن عددا من هذه المواد تنتج على المستوى العائلي وكانت المرأة الصفاقسية تصنع الخبز خلال شهر رمضان في بيتها وتتفنن في اعداده كالمبسوط و الخبز الأسمر و خبز الشعير أو الجرادق وخبز السميد و الطابونة وترتبط صناعة الخبز أساسا بمادتي الفارينة والسميد وكان توزيع هاتين المادتين في صفاقس والجنوب عامة يمر زمن الاستعمار بصعوبات كبيرة خاصة وأن إنتاج القمح والشعير يعد مزدهرا في الوسط والشمال أكثر من غيره من المناطق فضلا عن التوزيع الجغرافي للمطاحن التي كانت متواجدة أساسا بتونس والساحل نظرا لهذه الصعوبات وفي فترة الحرب العالمية الأولى تم تكوين لجنة لتتكفل بجمع الفارينة والسميد وتوزيعها على أربعة مجموعات تتألف من أصحاب المخابز و وصانعي العجائن الغذائية والتجار بالتفصيل وصانعي الفطائر ومن الأكلات الرمضانية التي لا تغيب عن مائدة الصفاقسية شربة السمك ( الصبارص في وقتو) والتشيش بالأخطبوط الطازج أو المجفف ( قرنيط طري أو شايح ) و التشيش هو الشعير المدشوش و تقوم الاسر بتخزين القرنيط الشايح بعد صيده ودقه ( ضربه ضربا شديدا ) ثم تعريضه للشمس. وكذلك البازين في وجبة السحور وهو شبيه بالثريد ,اعتادت ربات البيوت على طبخه على الحطب اضافة الى العجة والسفنج وتتناول جمعها بالعسل الطبيعي