اقتضت حكمة اللّه تعالى أن يحدث التغيير والتبديل في كل شيء وفق سنة ثابتة وقد اقتضت هذه السنة أن تتبدل محتوى خلايا جسم الانسان كل ستة أشهر وبعض الأنسجة تتجدد خلاياها في فترات قصيرة تعد بالأيام ونتيجة للتجدد تهرم خلايا ثم تموت وتنشأ أخرى وهكذا وتصل اعداد الخلايا التي تموت في الثانية الواحدة في جسم الانسان إلى 125 مليون خلية وأكثر من هذا العدد يتجدد يوميا في سن النمو ومثله في وسط العمر ثم تقل عدد الخلايا المتجددة مع تقدم السن. وعن علاقة الصيام الاسلامي وتجدد الخلايا يقول الدكتور عبد الباسط محمد سيد استاذ الكيمياء الحيوية وعضو هيئة الاعجاز العلمي للقرآن والسنة المعروف أن الأحماض الأمينية هي التي تشكل البنية الأساسية في الخلايا ففي الصيام الاسلامي تتجمع هذه الأحماض القادمة من الغذاء مع الأحماض الناتجة عن عملية الهدم في الكبد. ويحدث فيها تحول داخلي واسع النطاق ويتم اعادة توزيعها بعد عملية التحول الداخلي ودمجها في جزئيات أخرى ليتم تصنيع كل أنواع البروتينات الخلوية وبروتين البلازما والهرمونات. أما أثناء التجويع (وهي الحرمان المطلق من الغذاء لفترات طويلة) فتتحول معظم الأحماض الأمينية القادمة من العضلات إلى غلوكوز الدم. وقد يستعمل جزء منها لتركيب البروتين أو يتم أكسدته لانتاج الطاقة. وهكذا نرى أنه أثناء الصيام الاسلامي يحدث تبدل وتحول واسع النطاق داخل الأحماض الأمينية المتجمعة من الغذاء وعمليات الهدم للخلايا بعد خلطها واعادة تشكيلها ثم توزيعها حسب احتياجات خلايا الجسم، وهذا يتيح لبنات جديدة للخلايا ترمم بناءها وترفع كفاءتها الوظيفية مما يعود على الجسم البشري بالصحة والعافية.