استمر توافد قوارب المهاجرين إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية خلال الساعات الماضية ليتجاوز الأرقام القياسية المسجلة لهذا العام، ووصل أكثر من 5 آلاف شخص، بينهم نساء وأطفال وقصر. فيما توفي طفل رضيع غرقا أثناء تنفيذ خفر السواحل الإيطالي لعملية إنقاذ قبالة سواحل الجزيرة. شهدت جزيرة لامبيدوزا الإيطالية خلال ال24 ساعة الماضية، توافد أرقام قياسية من المهاجرين مع وصول أكثر من خمسة آلاف شخص على متن حوالي 100 قارب انطلاقا من سواحل شمال أفريقيا. فيما كانت آخر الأرقام القياسية لهذا العام تعود إلى شهر أوت الماضي، مع وصول 2,172 مهاجرا على متن 65 قاربا. وهذا الصباح وصل عدد المهاجرين في مركز استقبال الجزيرة إلى أكثر من 6 آلاف شخص، بينهم عائلات وأطفال وقصر غير مصحوبين بذويهم. وأكدت وكالة الأنباء الإيطالية "أنسا"، وصول 5 آلاف و112 مهاجرا خلال الليلة الماضية. عمليات نقل شدد مدير منظمة "الصليب الأحمر الدولية" روزاريو فالاسترو على أهمية إيجاد حلول "لحالة الطوارئ"، قائلا "قبل أيام كان هناك أكثر من 4 آلاف شخص وكنا نتحدث عن الأرقام القياسية، اليوم نتحدث عن أرقام عدد الوافدين". مع تحسن الأحوال الجوية غالبا ما تتزايد عمليات العبور إلى الجزيرة، حيث تعتبر بوابة دخول أساسية لقوارب المهاجرين التي تبحر من سواحل ليبيا وتونس. وتعمل عادة السلطات الإيطالية على استقبال الوافدين في مركز الجزيرة الوحيد، ومن أجل تخفيف العبء عن المنطقة تنقلهم إلى البر الرئيسي أو إلى جزر أخرى. وأكد المسؤول في منظمة "الصليب الأحمر" على أهمية نقل المهاجرين، قائلا "نحن ندير عمليات الاستقبال، مع التركيز بشكل خاص على الفئات الأكثر هشاشة، لكن من الواضح أن عملية النقل من الجزيرة، والتي سمحت لنا حتى الآن بإبقاء الوضع تحت السيطرة، يجب أن تستمر خلال هذه الساعات". ولا تزال مجموعات من الوافدين الجدد تنتظر في موانئ الجزيرة المختلفة، فيما قالت محافظة أجريجينتو إنها ستنقل 880 شخصا بحلول نهاية اليوم. وفاة رضيع غرقا ولم تخل عمليات العبور من الحوادث المأساوية، إذ أشارت وسائل إعلام محلية إلى وفاة طفل رضيع يبلغ من العمر خمسة أشهر غرقا بعدما انقلب القارب الذي كان على متنه برفقة حوالي 46 شخصا. وأوردت صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية رواية مأساوية للحادث الذي وقع حوالي الساعة الرابعة من فجر اليوم الأربعاء، وأشارت إلى أنه حين تنفيذ خفر السواحل عملية الإنقاذ، "انتهى الأمر ببعض الأشخاص في الماء، بما في ذلك طفل يبلغ من العمر خمسة أشهر"، وروت الصدمة التي تعرضت لها والدة الطفل التي تتحدر من غينيا ولا تبلغ من العمر سوى 17 عاما، واصفة حالتها المأساوية وتشبثها بجثة الرضيع بعد الوفاة. ونقلت السلطات الجثة إلى مشرحة بلدة كالا بيسانا، بينما كانت والدة الطفل في مرفأ إمبرياكولا. تضاعف أعداد الوافدين ولا تزال هناك توقعات بتوافد قوارب جديدة من المهاجرين، في حين أشارت السلطات المحلية إلى أن عدد المهاجرين في الجزيرة حاليا يبلغ 6 آلاف و792 شخصا. ومنذ بداية العام الجاري، وصل حوالي 118,500 مهاجر بالقوارب إلى إيطاليا، وفقا لبيانات وزارة الداخلية، وهو ما يقرب من ضعف العدد المسجل في نفس الفترة من عام 2022 والذي بلغ 64,529. وفي تصريحات لعمدة لامبيدوزا مساء أمس الثلاثاء، فيليبو مانينو، قال إن الجزيرة لا تستطيع الصمود في وجه هذه "الموجة الصادمة". إجراءات فرنسية وألمانية ومن ناحية أخرى، تعمل فرنسا على تشديد مراقبتها على حدودها مع إيطاليا، في أعقاب التزايد المتواصل لتوافد المهاجرين. إذ يسعى كثير من هؤلاء لمواصلة رحلتهم إلى فرنسا عن طريق جبال الألب الحدودية بين البلدين. كما يسعى بعض الوافدين إلى التوجه فيما بعد إلى ألمانيا، لكن الحكومة الألمانية اتخذت قرارا بتعليق اتفاقها مع إيطاليا، معتبرة أن روما لا تحترم التزاماتها بموجب قواعد دبلن للاتحاد الأوروبي. واليوم الأربعاء، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية في برلين إنه بموجب خطة التضامن الطوعية للاتحاد الأوروبي، تعهدت ألمانيا بمساعدة الدول الأعضاء التي تعاني بشكل خاص من أعداد المهاجرين من خلال استقبال 3500 شخص. لكن إيطاليا توقفت "لبعض الوقت" عن استقبال الأشخاص الذين يجدر إعادتهم من ألمانيا بموجب قواعد دبلن، التي تتطلب معالجة طلبات اللجوء في البلد الذي طلب فيه الشخص اللجوء لأول مرة. ووفقا للمتحدث الرسمي، ينطبق ذلك على أكثر من 12,400 شخص، لم يُنقل سوى 10 منهم فقط إلى إيطاليا. الأولى الأخبار
