إفطار جماعي مشترك بين أنصار الفريقين، وصور "سيلفي" للتاريخ لمباراة ربع نهاية كأس جمهورية الجزائر لكرة القدم، وتبادل أقمصة سوداء وخضراء، بأخرى حمراء وبيضاء.. هي الأجواء الأخوية التي سادت قبل اللقاء بين اتحاد عنابة وبين ضيفه شبيبة قسنطينة. لكن تحولت من النقيض إلى النقيض .. تراشق بالشماريخ ومناوشات وتحطيم للسيارات. بعد خسار فريقهم بكاس #الجزائر 2-0 ، جمهور فريق اتحاد عنابة يقوم بتكسير سيارات جمهور فريق شباب قسنطينة.#الديربي@rimi_amir pic.twitter.com/98u7yOBGAC — برنامج الديربي || ALDERBY SHOW (@ALDERBYSHOW) March 30, 2024 تنقل مناصرو "السنافر"، كما يُلقب فريق شبيبة قسنطينة (المركز الشرقي للجزائر)، إلى ولاية عنابة (الشمال الشرقي للجزائر)، من أجل حضور مباراة في إطار ربع نهاية كأس الجمهورية 2023-2024 . ولأن شبيبة قسنطينة تحتل المرتبة الثانية في بطولة كرة القدم المحترف للموسم الجاري، فإنَّ الأنصار شغوفون بحضور مباريات فريقهم، وهوما جعلهم يتنقلون بالآلاف إلى الجارة الشمالية عنابة. واستقبل سكان عنابة، المعروفون بحبهم لكرة القدم، أنصار شبيبة قسنطينة، بحفاوة لدى تنقلهم خاصة وأن المباراة جرت سهرة رمضان، حيث شارك العنابيون ضيوفهم القسنطينيين وجبة إفطارهم، وأخذوا صورا مشتركة وانطلقت المباراة في أجواء أخوية. لكن تلك الأجواء تحوَّلت من النقيض إلى النقيض مع سيرورة المباراة. إذ انطلقت بمناوشات داخل المدرجات وتراشق بالشماريخ الحارقة، والإلقاء بها نحو أرضية الميدان، وقبل نهاية المباراة خرج بعض أنصار فريق عنابة وحطموا عددا من سيارات أنصار الفريق الخصم ودخل آخرون في مناوشات استدعت تدخلا من مصالح الأمن لإنهاء الاحتقان. وانتشرت مقاطع فيديو على نطاق واسع على منصات التواصل الاجتماعي، تبادل فيها أنصار الفريقين التهم حول من تسبب في الاحتقان أولا. لكن المؤكد أنها مباراة شهدت عنفا كبيرا، على غرار كثير من مباريات كرة القدم في الجزائر خلال الموسم الجاري 2023-2024. ومع ذلك سجل أنصار من الفريقين فيديوهات مشتركة، من أجل الدعوة إلى التهدئة، وحتى لا تتعقد الأوضاع أكثر، مؤكدين أنّ مسؤولية ما حدث تقع على عاتق الفاعلين الذين لا يمثلون سكان الولايتين. وعَلّق مغني "الراب" الشهير لطفي "دوبل كانون"، وهو من ولاية عنابة، على الأحداث التي شهدتها المباراة، قائلا إنه "فرح كثيرا للأجواء التي سبقت اللقاء، وتنقل أنصار الفريق الضيف لمختلف أحياء الولاية"، وأبدى تأسفه للأحداث التي وقعت بعد ذلك "بغض النظر عن المخطئ بين أنصار الفريقين، لكن كان على السلطات المحلية المدنية والأمنية، أن تُحكم التنظيم لكي لا تقع تجاوزات، سواء بإدخال الشماريخ الممنوعة قانونا إلى الملعب، أو بتحطيم السيارات خارجا". أما الناشط يوسف عبد السميع، فانتقد بدوره الأحداث التي وقعت بين أنصار الفريقين، ودعا بدوره الجهات الوصية عن كرة القدم في الجزائر، إلى "توقيف هذه المهازل"، مضيفا بأنه "لا رابح من أنصار الطرفين لا الظالم ولا المظلوم". ودعا آخرون إلى التسريع بإجراء تعديل على لافتات ترقيم السيارات، وسحب رقم الولاية منه، لكونه ساهم في التعرف على الهوية الجغرافية لأصحابها وبالتالي استهدافها. الأخبار