من السهرات الثابتة في كل دورات المهرجانات الرمضانية، سهرات القدود الحلبية والمواويل التي اكتشفها الجمهور التونسي من خلال بعض رموز هذا الفن، مثل الفنان الكبير صباح فخري، ومحمد أديب الدايخ والصابوني... الملفت للانتباه اليوم هو «تفريخ» الفرق المختصة في هذا المجال، وكانت البداية بشيوخ الطرب، ثم جاءت فرقة سلاطين الطرب، وتفرعت عن هذين المجموعتين فرق أخرى منها «شيوخ سلاطين الطرب»، و»فرقة القدود الحلبية»... وغيرها. «تفريخ» المجموعات الطربية، أثر بشكل سلبي على طبيعة العروض ومضامينها، وانحرفت هذه المجموعات عن دورها الاصلي، وتحولت المسألة الى مجرد «عربون» لا يختلف عن العروض التجارية الاخرى. نفس المواويل وذات الموشحات نسمعها عند هذه المجموعة أو تلك، هو ذات الانتاجات التي استمعنا اليها واستمتعنا بها في عروض الدايخ والصابوني وصباح فخري. نقول نفس الانتاجات، مع الفارق طبعا في الاداء وجمال الصوت وقوته والحرفية في الغناء. المؤسف هو ان هذه الاعمال التي انحرفت بشكل واضح عن العمل الفني الصحيح، مازالت تجد الرواج في مهرجاناتنا، مع أنه بالامكان العثور على أعمال وأصوات سورية أكثر جدية من الفرق التي نشاهدها في مسارحنا.