تعرف بعض أنهج وأزقة المدينة العتيقة، او المدينة العربي بالعاصمة خلال شهر رمضان اقبالا كبيرا للتسوق وخاصة خلال النصف الثاني منه وهو ما يخلق حالة ازدحام وفوضى يستغلها في كثير المرات بعض الشبان للسرقة والنشل، لكن المتهم في هذه القضية كهل تجاوز الخمسين من عمره، ألقي عليه القبض لتعمده سرقة امرأة. في خضم التدافع وفي نهج من أنهج المدينة العتيقة كانت امرأة، وهي المتضررة في قضية الحال، تجوب المحلات بحثا عن اشياء قد تشتريها استعدادا للعيد وكان يسير خلفها كهل قد لا يشتبه في أمره ظاهريا، فاقترب منها وكان في كل مرة يتعمد دفعها، لايهامها بأن الامر عادي و ان مردّ ذلك هو حالة التدافع داخل السوق، واثناء ذلك اخذ شفرة حلاقة اعدها للغرض وتعمد احداث شرخ في أسفل الحافظة النسائية التي كانت تحملها المتضررة، وكان في كل مرة يسقط منها شيئا، الى ان سقطت بعض الأوراق المالية التي كانت تحملها معها، لاشتراء بعض مستلزمات العيد سواء لها او لعائلتها، وكان المتهم في هذه القضية يتعقب اثرها ويستولي على كل ما سقط من حافظتها، الا ان ضحيته تفطنت للامر خاصة بعدما شعرت بفراغها، فالتفتت الى خلفها لتلاحظ انسحاب الشخص الذي كان يمشي خلفها طيلة رحلتها، نحو الاتجاه المعاكس، وبعد ان تأكدت من تعرضها لعملية السرقة، أطلقت عقيرتها للصياح مشيرة للكهل السارق، وكان ان تصادف صراخها مع مرور بعض اعوان الامن في دورية عادية داخل الاسواق فألقوا القبض على المشتبه فيه ليعثروا لديه على أشياء نسوية ومبلغ مالي كان على ذمة المتضررة فتم اقتياده الى مركز الشرطة، وتم استنطاقه ليعترف بما نسب اليه، كما تمكنت المرأة من التعرف عليه وعلى ممتلكاتها التي استحوذ عليها، وتمت احالته بعد ذلك على أنظار النيابة العمومية التي وجهت اليه تهمة السرقة، واصدرت بشأنه بطاقة ايداع بالسجن واحالته بحسب لائحة الاتهام على أنظار الدائرة الجناحية بالمحكمة الابتدائية بتونس، اذ وبمثولها امامها تراجع عن أقواله التي ادلى بها لدى أعوان الامن، وصرح امام هيئة المحكمة بان كل ما في الامر هو نشوب خلاف بينه وبين المدعية حول جهاز هاتف جوال سقط منه فأرادت الاستحواذ عليه لكنه قام بدفعها، الامر الذي جعلها تطلق عقيرتها للصياح طلبا للنجدة وعندما تجمع الناس ادّعت بأنه أراد سرقتها. الا أنّ المحكمة رأت وجها لادانته والقضاء ضده بالسجن.