يشهد موسم العمرة الذي ينطلق في شهر ربيع الأول من كل سنة، بمناسبة الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، حركية ملحوظة، خلال شهر رمضان المعظم، تتجلى بالخصوص في الزيادة الحاصلة في عدد الرحلات الجوية المتجهة الى البقاع المقدسة وفي الإقبال الكبير عليها. إذ بلغ عدد قاصدي بيت الله الحرام وزوّار المسجد النبوي الشريف من التونسيين. خلال الفترة الممتدة من 1 إلى 20 رمضان الجاري 12988 معتمرا، يمثلوا نسبة 60,11% من العدد الجملي لمعتمري الموسم الحالي البالغ 21604 معتمرا. هذا ما أكده السيد محمد بالحاج الرئيس المدير العام لشركة الخدمات الوطنية والاقامات في حديث خص به «الشروق». وتحدث ر.م.ع الشركة أيضا عن مختلف الأدوار التي تقوم بها الشركة لتنظيم مواسم العمرة من تسكين المعتمرين وضمان تنقلاتهم في البقاع المقدسة والحصول على التأشيرات والاحاطة بالمعتمرين اثناء أداء المناسك. السكن والنقل فبخصوص السكن والنقل في البقاع المقدسة قال السيد محمد بالحاج أن ذلك تم عن طريق استشارة شملت 26 شركة مرخصا لها بمزاولة خدمات المعتمرين وطلبنا من خلالها تقديم عروض للغرض وفق كراس شروط تضمنت المواصفات الواجب توفرها في النزل والعمارات المقترحة لاقامة المعتمرين وفي الحافلات المخصصة لنقلهم باعتبار التجارب المكتسبة في عمليات الاسكان خلال مواسم العمرة المنقضية وخصوصيات المعتمرين ومتطلباتهم. وقد وقع فتح العروض المقدمة من طرف لجنة ضمت في عضويتها ممثلين عن الأطراف المعنية بتنظيم رحلات العمرة، وتم اختيار أفضلها بعد ترتيبا تفاضليا باعتماد مقاييس محددة بصفة مسبقة وتتعلق بالناحيتين الفنية والمالية لهذه العروض. والجدير بالتأكيد أن جل الفنادق والعمارات التي تضمنها العرض الذي حصل إجماع بشأن اختياره قد خصت في مواسم سابقة لإقامة حجاج ومعتمرين تونسيين وكانت محل استحسانهم ورضاهم لقربها من الحرمين الشريفين وتوفر المرافق الضرورية وظروف الاقامة المريحة فيها. ضغط على التحويلات وتحدث السيد محمد بالحاج عن ترشيد نفقات ميزان الدفوعات بالعملة الأجنبية الخاصة بعملية العمرة فقال إنه وقع التوصل إلى تحقيق ذلك، بالاتفاق مع الشركة السعودية المتعاقد معها بخصوص سكن المعتمرين ونقلهم في البقاع المقدسة، على تسديد نسبة 80% من مستحقاتها بالدينار التونسي الموظف لتصدير سلع وطنية، علما بأن هذه النسبة تصبح 100% عند تسديد المستحقات الخاصة بالمعتمرين الزائدين عن 20000 معتمر والبالغ عدد 1604 معتمرا. ويكتسي هذا الإجراء أهمية بالغة اذ يسهم في نفس الوقت في الضغط على حجم التحويلات المنجزة بالعملة الأجنبية وفي التعريف بالمنتوج التونسي وتنمية صادراتنا. الحصول على تأشيرات العمرة أكد ر.م.ع شركة الخدمات والاقامات أن الشركة تولت القيام بالاجراءات المتصلة بالحصول على تأشيرات العمرة والمتمثلة في ارسال المعطيات المتعلقة بطالبيها الى وزارة الحج السعودية عن طريق البريد الالكتروني. وتقبل الردود الخاصة بها لتقديمها الى القسم القنصلي لسفارة المملكة العربية السعودية بتونس مرفوقة بجوازات سفر المعنيين بها. وقد ا ستوجب انجاز هذه العملية اقتناء التجهيزات المساعدة على القيام بها وتأهيل المكلفين بها، واكسابهم المهارات التقنية اللازمة، مما مكن من الحصول على التأشيرات المطلوبة في الآجال المحددة لذلك، بالرغم من كثرة عددها. وفي هذا الصدد أعرب السيد محمد بلحاج عن خالص شكره وفائق تقديره لسعادة سفير المملكة العربية السعودية بتونس، وللسيد رئيس قسمها القنصلي ولمساعديهم على الجهود الموفقة التي أنفقوها لتيسير مهمة العاملين بالشركة، والتسهيلات القيمة التي قدموها اليهم للحصول على هذه التأشيرات وما تطلبه ذلك من عمل متواصل أثناء الليل والنهار لمدة عدة أيام. تأطير وفي ما يتعلق بتأطير المعتمرين والاحاطة بهم ورعايتهم قال السيد محمد بالحاج أن الطرف السعودي المتعاقد معه تولى استقبال المعتمرين عند الوصول إلى البقاع المقدسة. ونقلهم وأمتعتهم إلى أماكن سكناهم والإشراف على راحتهم كامل مدة اقامتهم وتأكيدا لحجوزات عودتهم الى أوطانهم كلفت شركة الخدمات الوطنية والإقامات عددا من اطاراتها وأعوانها والمتعاونين معها بالإسهام في انجاز هذه العمليات ومتابعتها. وقد بلغ عدد المكلفين بتأطير المعتمرين والإحاطة بهم منذ وصولهم إلى البقاع المقدسة وحتى مغادرتهم لها 21 إطارا وعونا تابعين للشركة و89 مؤطرا ومرافقا تمت الاستعانة بخدماتهم وتولى 18 طبيا و36 ممرضا رعايتهم الصحية. وفي خاتمة الحديث لاحظ السيد محمد بلحاج بأن جملة من النقائص والسلبيات ما زالت تكتنف تنظيم رحلات العمرة بالرغم من التطور الذي تشهده من موسم الى آخر، وبأن الحرص متأكد على تجاوزها والحد منها بتظافر جهود كل الأطراف المعنية بها. أجرى الحوار محمد نجيب العليوي.