«ليلة الحساب» أو «هنادي وعبد الودود» هو عنوان العمل المسرحي الجديد للممثل والمخرج المسرحي عبد الحميد بن قياس، بعد «قرنيطة» وعدد من المسرحيات التي أنجزها في إطار المسرح الوطني وخارجه مع فرق خاصة... وقدم بن ياس العرض الاول للعمل الجديد في غضون الاسبوع قبل الماضي على مسرح المركز الثقافي الجامعي حسين بوزيان، بالعاصمة. وسيقدم في الايام القريبة القادمة سلسلة من العروض في المبيتات الجامعية. وحول هذا العمل الجديد كان «للشروق» حديث مع المخرج عبد الحميد بن ياس. *لماذا «هنادي وعبد الودود» والحال أن الشخصيات في المسرحية تونسية؟ شخصيتا «هنادي» و»عبد الودود» تونسيتان، وليستا مصريتين كما قد يعتقد البعض... ففي شخصية «عبد الودود» هناك حنين وودّ الى الماضي. أما شخصية «هنادي» ففيها ما يعرف في العامية ب «التهنيد»... فهي شخصية انتهازية وبراغماتية على عكس «عبد الودود» الذي مازال يؤمن بالقيم والمبادئ الانسانية... وتتناول المسرحية عموما، وعنوانها في الاصل «ليلة الحساب» رحلة زوجين، تعارفا في الجامعة حيث تحابّا وأنجبا في السر... ولكن بعد الزواج تحدث الازمة، أزمة المثقف في صراعه مع المفاهيم الجديدة للزوجة في نظرتها الى الحياة... *هل يعني هذا أن هناك صراعا حتى داخل الجيل القديم نفسه؟ هذا ما تحاول المسرحية كشفه، إذ في نفس جيل الجامعة القديم هناك أزمة وصراع... صراع المفاهيم والنظريات القديمة، ولغة العصر الجديدة... * اعتمدت في المسرحية لغة أو تقنيات الدراما التلفزية مثل السيناريو والحوار لماذا هذا الخيار أو التوجه؟! صحيح اعتمدنا لغة السيناريو والحوار، واشتركت في كتابتهما مع المسرحي كمال العلاوي، في محاولة لتقديم مقاربة فنية مختلفة تتمثل في تلفزة المسرح... فالمتفرج على المسرحية، شعر وكأنه سيشاهد شريطا تلفزيا ممسرحا، أومسرحية على الشاشة... وهذه المقاربة موجودة بالخصوص في الاخراج... *شرّكت في المسرحية كذلك، وجهين من التلفزة هما: جمال ساسي ولمياء العامري، هل نفهم من هذا أنك تود استغلال التلفزة كذلك لترويج المسرحية؟ لا... لو كنت أفكر في استغلال التلفزة، لأنجزت عملا بمفردي أي «وان مان شو»، وكنت جنيت به الكثير مثلما يفعل البعض. *لماذا خيّرت في هذا العمل الاقتصار على الاخراج فقط، بدل التمثيل والاخراج كما في مسرحية «قرنيطة»؟ أولا، لاسباب صحية... ثانيا لا أريد أن أكون «الطائر الذي يغني، وجناحه يرد عليه»... في هذا العمل خيّرت الاقتصار على الكتابة والدراماتورجيا، والاخراج... *اعتمدت في المسرحية كذلك، لون الكوميديا هل اخترت ذلك لغاية استقطاب أكبر عدد ممكن من المتفرجين، خصوصا وأن الكوميديا هي اللون الاكثر رواجا في الساحة اليوم؟ مسرحية «ليلة الحساب» ليست كوميديا الهدف منها إضحاك الناس... موليير لم يكن يضحك... فواجع الناس، هي التي تضحك... المأساة اليوم في العالم، هي التي أصبحت تضحك... نحن في الوطن العربي، بكينا كثيرا، وأظن أن الوقت قد حان لكي نضحك على أنفسنا... صحيح هناك من يختار الكوميديا استسهالا للمسرح، ولكن الكوميديا أعمق بكثير... «براشت» كتب الكوميديا... هناك خطأ فادح في تونس، في قراءة الكوميديا... الكوميديا، ليست مجموعة مواقف أو سكاتشات... *قلت ان أول سلسلة عروض للمسرحية، ستقدمها في المبيتات الجامعية... لماذا اخترت الفضاء الطلابي بالتحديد؟ لان المسرحية تحكي عن الجيل القديم من الطلبة، وأود أن يطلع الجيل الجديد عن قضايا وأفكار الجيل القديم من زملائهم...