كشفت دراسة طبية امريكية ان نوعا نادرا من الالتهاب الرئوي اصاب عددا من جنود الاحتلال الامريكي بالعراق وتسبب في مصرع جنديين. وأضافت الدراسة التي نشرتها مجلة الجمعية الطبية الامريكية انه تم تشخيص الالتهاب الرئوي الحاد «تناذر لوفلر» (تسرب شديد للكريات البيضاء المتأثرة بالايوزين الموجودة في قلة الدم») لدى 18 جنديا امريكيا في العراق بين مارس من العام الماضي ومارس الماضي.. وذكرت الدراسة ذاتها ان جنديين امريكيين توفيا اثر اصابتهما بهذا المرض النادر الذي يتسم بأعراض مثل قصور في التنفس ومشكلات في الرئة. وقد اجرى الطبيب اندرو شور من مركز الجيش الطبي في واشنطن تحقيقا حول هذه الحالات المرضية التي اصابت 18 جنديا من اصل 183 الف عسكري منتشرين في العراق. واوضحت مصادر طبية اشرفت على اعداد هذه الدراسة ان هذا المرض يمكن الخلط بينه وبين انواع أخرى من الالتهاب الرئوي. وحسب ذات المصادر فإن معظم المرضى (89 بالمائة) كانوا من بين الذكور مع متوسط عمر يتراوح بين 19 و47 عاما. وأكدت المصادر الطبية ان جميع المصابين بالالتهاب الرئوي الحاد كانوا من «المدخنين».. لكن المصادر لم تحدد في هذا الصدد المصدر الذي كان وراء هذا المرض الحاد الذي «فتك» بالعديد من الجنود الامريكيين. من جهة أخرى افاد تقرير للمعهد الطبي الامريكي للأكاديميات الوطنية ان الاصابات بسرطان الرئة التي رصدت لدى عدد من قدامى حرب الخليج عام 1991 قد تكون مرتبطة باستنشاق مواد كيميائية منبعثة على الارجح من آبار النفط والمحروقات المستخدمة لإطلاق الصواريخ... غير ان التقرير لم يربط بين هذه المواد الخطيرة والاضطرابات التي يعاني منها الجنود القدامى والتي اطلق عليها اسم «أعراض حرب الخليج». ويستند التقرير ذاته الى معطيات مستمدة من دراسات حول البيئة اظهرت ان التعرض الى مثل هذه المواد يمكن ان يزيد من مخاطر الاصابة بسرطان الرئة.. ويعد هذا المرض النادر واحدا بين عدة امراض اصابت الجنود الامريكيين في العراق منها انواع من الالتهابات الرئوية. ولم يقدّم الجيش الامريكي اي احصاءات حول العدد الجملي لمرضاه بالعراق لكن تقارير صحفية كانت قالت ان المئات من الجنود اصيبوا بالتهابات رئوية متفاوتة الخطورة من دون ان ترد اي اشارات الى هذا المرض النادر الذي كشفت عنه الدراسة الطبية. والى جانب الامراض البدنية يعاني آلاف الجنود الامريكيين من امراض نفسية وعقلية خصوصا بسبب اهوال الحرب في العراق.