من سنة إلى سنة يثبت معرض صفاقس لكتاب الطفل ريادته ونضجه على مختلف الأصعدة، الوطنية والعربية والدولية على حدّ سواء. ومن دورة الى دورة تزداد قدم هذا المنجز الثقافي العملاق رسوخا على الساحة الثقافية العالمية. لقد لمست المجهود الممتاز لجمعية معرض صفاقس الدولي لكتاب الطفل لدى زيارتي للمعرض في دورته الأخيرة، حيث كنت مع مفاجئة سارة تتمثل في برمجة جناح خاص بكتاب الطفل الكفيف والذي أشرفت عليه جمعية الأصابع الحالمة وهي مؤسسة فرنسية تهتم بصناعة الكتب المجسمة للرسوم والصور والخرائط الخاصة بالأطفال فاقدي البصر كليا أو جزئيا، ولم تكتف جمعية معرض صفاقس ببرمجة هذا الجناح فحسب بل عمدت الى استدعاء معاهد النور للمكفوفين التونسية من أولياءومربين وتلاميذ قصد تعريفهم بهذه الطريقة المبتكرة في معالجة الصورة والرسم والخريطة والمجسمات الخاصة بكتب الطفل عموما، وكانت فرصة لمسؤولي هذه المعاهد لربط الصلة مع هذه الجمعية الفرنسية قصد النهوض بالكتاب الموجه للطفل الكفيف في تونس. ولقد مكنت هذه الفرصة أيضا من برمجة لقاء تكويني لثلة من المدرسين في مدارس المكفوفين خلال عطلة الربيع القادم للتمكن من اكتساب مهارات في صنع الكتاب المجسم، وسيتبعه لقاءتكويني أخير في فرنسا خلال شهر جويلية القادم بورشات جمعية الأصابع الحالمة لينتهي البرنامج ببعث ورشة أو مصنع تونسي مختص في تجسيم الصور والرسوم والخرائط بكتاب الطفل الكفيف. والملفت للانتباه أن هذه الجمعية قد أنجزت عدة إصدارات للطفل الكفيف بفرنسا تعرفه من خلالها على ملامح الحضارة التونسية والعربية الاسلامية. كل هذه الانتظارات تقف خلفها جمعية معرض صفاقس الدولي لكتاب الطفل مشكورة مع الاشارة الى أن البعثة الثقافية الفرنسية بصفاقس ستكون المشرفة على مختلف اللقاءات التكوينية بالتعاون الوثيق مع وزارة التربية والتكوين. لقد كانت الدورة الأخيرة لمعرض صفاقس الدولي لكتاب الطفل، دورة ممتازة على جميع الأصعدة، فقد بلغ عدد الزوار ما يقارب 86000 زائر، كما تنوعت المشاركات لتبلغ 53 مشاركا من تونس وبعض الدول الصديقة والشقيقة مثل فرنسا والأردن ومصر وليبيا وسويسرا والامارات وسوريا ولبنان والسعودية إلى جانب روسيا والصين والسويد. ومما أكسب المعرض كل هذا التنوع والثراء هو مساهمات فعالة عاضدت مجهودات جمعية معرض صفاقس الدولي لكتاب الطفل مثل وزارة الثقافة والمحافظة على التراث وولاية صفاقس وبلديتها ومؤسسة الاذاعة والتلفزة التونسية وشركة التأمين وإعادة التأمين ستار، والبنك القومي الفلاحي الى جانب الادارة الجهوية للتربية والتكوين بصفاقس، والمعهد السويدي والمعهد الفرنسي للتعاون والمعهد العالي للتنشيط الشبابي والثقافي، والمنظمة التونسية للطفل والمركز الثقافي الروسي واتحاد الفنانين التشكيليين ومجلة قوس قزح. الدورة الثانية عشرة للمعرض في تزامن مدروس مع عطلة الربيع المدرسية تنطلق فعاليات معرض صفاقس الدولي لكتاب الطفل، وهو توقيت يمنح الفرصة لجمهور التلاميذ والمربين والأولياء لزيارة المعرض الذي ستعطى إشارة افتتاحه يوم 22 مارس ليتواصل الى الثاني من شهر أفريل 2005 حيث سيصل عدد المشاركين من العارضين زهاء الستون مشاركا حسب الرقم المسجل بموقع جمعية المعرض الدولي لكتاب الطفل من تونس ومن الدول الصديقة والشقيقة وسوف تتوزع المعروضات بين الكتب والمجلات واللعب والبرمجيات التربوية والمحتويات الرقمية علاوة على منشورات ووثائق الجمعيات والمنظمات والمراكز الثقافية التونسية والدولية. وسف يشعّ المعرض كالعادة على مدينة صفاقس التي ستتحول الى ميدان فسيح يحتضن أحلام الصغار وتطلعات الكبار. الأنشطة الموازية للمعرض حفل الافتتاح يكون بساحة المعرض عبر قنوات تنشيطية وفنية يوم 22 مارس 2005، في حين يحتضن المسرح البلدي حفل توزيع جوائز المسابقة الوطنية للإبداع للأطفال وذلك مرافقة مع تنشيط يؤمنه كورال إذاعة صفاقس. ويكون لجمهور الأطفال الزائرين للمعرض لقاء أدبي أول مع الكاتب علي الحوسي ثم لقاء ثان مع الكاتب الهاشمي بن صوف وذلك بقاعة كامل الكيلاني بفضاء المعرض. كما تحتضن هذه القاعة كذلك فترات استماع الى حكايات كلاسيكية يلقيها على جمهور الأطفال رواد المعرض كل من السيدة منى نور الدين والفنانين جميل الجودي والبشير الدريسي. كما عملت الجمعية مشكورة على تنويع الأنشطة المقامة على هامش المعرض من خلال برمجة عروض مسرحية موجه للطفل من ذلك أن قاعة المسرح البلدي بصفاقس ستحتضن عرضا مسرحيا بعنوان لماذا لا تغني النملة من إنتاج شركة نواقيس بالقيروان، كما يعرض على نفس الركح عمل مسرحي ثان تحت عنوان «العندليب والوردة» من إنتاج المركز الوطني لفن العرائس.