أغضب أمس محمود عباس رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، حكومة تل أبيب حين استخدم عبارة «العدو الصهيوني» في سياق تنديده بمذبحة بيت لاهيا. وكان «أبو مازن» قد اغضب أول امس المقاومة الفلسطينية حين أصرّ على اعتبار الصواريخ التي تطلق على المستوطنات في قطاع غزة وفي النقب تضرّ اكثر مما تنفع. وفي الحالتين كان الرد على تصريحات عباس شديد اللهجة باعتبار أن تنديده بضربات المقاومة الصاروخية ثم وصفه للكيان الاسرائيلي بالعدو كان «غير مناسب» في نظر فصائل المقاومة كما بالنسبة الي حكومة شارون. غضب على جبهتين وفي كلمة ألقاها خلال تجمع انتخابي في خان يونس امام الآلاف من أنصار حركة «فتح»، استخدم «أبو مازن» عبارة «العدو الصهيوني» أثناء ادانته القصف الذي أوقع 7 شهداء على الأقل في بيت لاهيا شمالي خان يونس. وبعد أن ترحم على ارواح الشهداء وأكّد صعوبة استئناف المفاوضات في حال استمرار الاعتداءات الاسرائيلية، أعلن التزامه بالخط الذي سار فيه الرئيس الراحل ياسر عرفات المتمثل في ضرورة طرد المحتل الاسرائيلي. وتابع عباس الذي قلّما استخدم لهجة حادة كهذه في الحديث عن الكيان الاسرائيلي ان المحتل يقتل ويدمر لكنه لن ينجح في كسر ارادة الشعب الفلسطيني. وعقّب وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم على تصريحات مرشح حركة «فتح» لانتخابات الرئاسة بابداء انشغال تل أبيب العميق ازاء هذا النوع من التصريحات. وقال شالوم في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي عبد الله غول بالقدس المحتلة إنه يعتقد أن على محمود عباس أن لا يستخدم مثل هذه اللهجة خلال حملته الانتخابية داعيا رئيس منظمة التحرير الى ان يعمل على وضع حد لاطلاق الصواريخ والقذائف على المستوطنات في قطاع غزة والنقب بجنوب فلسطينالمحتلة. وكان «أبو مازن» قد اغضب فصائل المقاومة الفلسطينية حين اعتبر ان لا جدوى من قصف المستوطنات بالصواريخ ومدفعية الهاون. وقال ابو مازن اول امس انه لن يعتذر عن هذا الموقف الذي وصفته حركة «حماس» وفصائل اخرى بأنه «طعنة» في ظهر المقاومة الفلسطينية. وقالت سبعة فصائل ان موقف عباس هذا كان شهادة مجانية للاسرائيليين لمواصلة جرائمهم. ورأت أمس «حماس» وفصائل اخرى ممثلة في لجنة المتابعة العليا للانتفاضة ان القصف الاسرائيلي الذي أوقع عديد الشهداء في بيت لاهيا كان ردا اسرائيليا على تصريحات محمود عباس المنددة بقصف المستوطنات بالصواريخ التي كان «أبو مازن» قد قال ان معظمها لا يصيب اهدافه بل يسقط احيانا على منازل فلسطينية. رد قادم وبينما نددت قيادة السلطة الفلسطينية بمذبحة بيت لاهيا، تعهدت حركة «حماس» امس بالرد على الجريمة. وجاء في بيان لكتائب عزالدين القسام الجناح العسكري للحركة انها ستستمر في ضرب المستوطنات والمواقع العسكرية الاسرائيلية في قطاع غزة الى أن يضطر العدو الصهيوني الى الانسحاب.