نظرت الدائرة الجنائية بابتدائية صفاقس اول امس الاثنين في جريمة قتل تعود الى صائفة 2003 وذهب ضحيتها كهل في الاربعين من عمره، وقد وجهت التهمة فيه الى استاذة تعليم ثانوي ومبدعة معروفة في مجال «الكوريغرافيا» وقد ارجأت الهيئة المنتصبة اعادة النظر في هذه القضية الى يوم 13 فيفري المقبل بطلب من لسان الدفاع. قضية الحال جدت في بداية شهر جويلية من سنة 2003 وكنا قد نشرنا في وقت سابق البعض من تفاصيلها وذهب ضحيتها والد بنتين عثر عليه مقتولا وملفوفا في «زربية» داخل شقة استاذة رياضة متزوجة ومعروفة في الاوساط الفنية والابداعية بتعاطيها لفن الرسم و»الكوريغرافيا»، وهي صاحبة الشقة وقاعة الرياضة التي عثر فيها على جثة الهالك بعد يومين من وفاته حسب ما اكده تقرير الطبيب الشرعي وقتها. إنكار وقد اصرت صاحبة الشقة التي تم جلبها وقت الجريمة من احدى المدن الساحلية على براءتها في كل مراحل البحث بالرغم من توفر بعض القرائن التي تدينها والتي من اجلها خضعت المتهمة للتحقيقات بحالة إيقاف وقد حضرت اول امس الاثنين بقاعة الجلسة على الحالة تلك رفقة احد المتهمين بالمشاركة في القتل وهو ممرض اتضح انه كان يرافقها ليلة الجريمة. ولئن اصرت المتهمة على الانكار، الا ان تقرير الطبيب الشرعي يفيد ان الجاني او الجناة نكّلوا بجسم الضحية وهو ما يستفاد من الطعنات العديدة التي استقرت في اماكن مختلفة من جسده والتي فاقت ال 30 طعنة، حتى ان نصل السكين الذي تم اعتمادها في الجريمة طال وجنة القتيل واطراف يده اليسرى وهو ما يستفاد منه ان الهالك قاوم المتهم او المتهمين. وقد بيّنت التحريات المجراة على اثر اكتشاف الجريمة ان المتهمة تحمل آثار عنف لكن هذه الآثار بررتها المختصة في «الكوريغرافيا» برواية غريبة مفادها ان بعض الاشخاص المجهولين الملثّمين اقتحموا شقتها وقاعتها التي تعتمدها في تدريب رياض «الأيروبيك» واعتدوا على الهالك بعد ان شدوا وثاقه كما اعتدوا عليها بالعنف الشديد. تضارب وفي رواية ثانية، افادت المتهمة ان آثار العنف التي كانت واضحة على جبينها ويدها اليسرى ليست الا نتيجة بعض الجروح الناجمة عن حادث منزلي كان بسبب سقوط جزء من بلور الثلاجة عليها، وهي روايات يبدو انها لم تقنع الجهات الأمنية والعدلية التي اذنت بإيقافها لمزيد التحري. وقد بيّنت ذات التحريات ان المتهمة كانت ليلة الواقعة مع احد الممرضين المتهم الثاني في هذه القضية وقد اقتنت من محل تجاري بعض المواد المطهرة وبعض الاكياس البلاستيكية المعدة لجمع ورفع القمامة وأوصلتها الى شقتها رفقة الشريك الذي يصرّ على انه لم يدخل الشقة بل اكتفى بانتظارها في مدرج العمارة الواقعة بقلب مدينة صفاقس. المتهمة التي حضرت اول امس بحالة ايقاف رفقة الممرض لم تظهر عليها علامات الندم، بل كانت متماسكة، وقد خيّرت الظهور سافرة امام هيئة المحكمة التي ارجأت النظر في القضية مجددا في جلسة يوم 13 فيفري بطلب من لسان الدفاع.