تدفقت جموع حجاج بيت اللّه الحرام مع اشراقة صباح أمس الثلاثاء الثامن من شهر ذي الحجة على منى لقضاء يوم التروية بها اقتداء بالهادي المصطفى نبينا محمد صلى اللّه عليه وسلم. وقد اتسم تدفق مواكب ضيوف بيت اللّه الحرام بالهدوء والسكينة وارتفعت أصواتهم بالتلبية «لبيك اللّهم لبيك.. لبيك لا شريك لا لبيك.. ان الحمد والنعمة لك والملك.. لا شريك لك» متجهين إلى اللّه قلبا وقالبا تلهج ألسنتهم على اختلاف لغاتهم بتلبية نداء الخالق جل جلاله وبذكره تعالى استجابة لأمر الحق في قوله تعالى: {وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق}. وقد تميّزت رحلة الحجيج في مرحلتها الأولى من التصعيد من مكةالمكرمة إلى مني باليسر حيث رغم الكثافة الكبيرة في اعداد السيارات والمشاة وذلك بفضل اللّه تبارك وتعالى ثم بفضل ما هيأته لهم حكومة المملكة العربية السعودية بتوجيهات ومتابعة شخصية من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني من امكانات في مختلف المجالات وفي مقدمتها شبكة الطرق السريعة الحديثة بما اشتملت عليه من انفاق وجسور خصص بعضها للمشاة والبعض الآخر للسيارات. وقد تابع صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية ورئيس لجنة الحج العليا وصاحب السمو الملكي الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز أمير منطقة مكةالمكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية وجميع المسؤولين في الجهات ذات العلاقة بخدمة الحجيج عملية تصعيد الحجاج إلى منى وواصلا تعليماتهما للجهات المعنية ببذل أقصى الجهود لتوفير ما يحقق لضيوف بيت اللّه الحرام أداء مناسكهم في مزيد من اليسر والأمن والامان. كما يسهم أفراد قوى الأمن في تعزيز جهود رجال المرور في تنظيم حركة التصعيد وارشاد ضيوف الرحمان ومساعدتهم والحفاظ على أمنهم وسلامتهم. ووفقا للتقارير الميدانية فإن حركة السير تتم بمزيد من السهولة واليسر وذلك يعود إلى توفيق اللّه عز وجل ثم إلى دقة التنظيم ورحابة الطرق التي تربط بين مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة وتعددها واستخدام التقنية الحديثة في تصميمها وما أضيف لها من مشروعات جديدة هذا العام سواء في مجال المواصلات أو الانفاق أو الجسور أو الخدمات. وقد يسرت الطرق والانفاق المخصصة للمشاة انسيابا ملحوظا في الحركة المرورية. وقد لوحظت توفر جميع الخدمات التموينية والصحية والارشادية على مختلف الطرق المؤدية إلى منى. واكتملت في منى جميع الخدمات والتسهيلات لضيوف الرحمان وفق ما هو مخطط له فأقيمت عشرات المستشفيات التابعة لوزارة الصحة والخدمات الطبية بالحرس الوطني والقوات المسلحة وقوى الأمن الداخلي وجمعية الهلال الأحمر السعودي وكذلك المستوصفات والمراكز الصحية. كما أقيمت مراكز الاتصالات التي تربط الحاج بأهله وذويه في مختلف أنحاء العالم عبر الاتصالات الهاتفية والبريدية والبرقية والتلكسية. وهيأت المحلات التجارية التي تم تزويدها بجميع احتياجات ضيوف الرحمان من المواد الغذائية والتموينية واتخذت المخابر استعداداتها لتوفير الاحتياجات المتوقعة من الخبز. وجرى توفير كميات المياه اللازمة بواسطة الخزانات المنتشرة في منى وفي جميع أنحاء المشاعر المقدسة إلى جانب انتشار البرادات والمياه الصحية.