برّأت مؤخرا الدائرة الجنائية بمحكمة قفصة الابتدائية ساحة طبيب بالصحة العمومية من جريمة قتل زوجته وأم ابنائه الثلاثة حرقا خلال ديسمبر 2003 بمدينة قفصة. وقد سبق ل «الشروق» ان تابعت هذه القضية منذ انطلاقها ونشرت جميع مستجداتها وتذكيرا بها نشير الى ان الزوج عاد ليلة الواقعة الى منزله فوقع خلاف بينه وبين زوجته (33 سنة). وفي الاثناء اقدمت الزوجة على سكب مادة «الدليون» على نفسها كما امسكت بولاّعة بيدها وهددت بحرق نفسها وفق ما اكده الزوج وعديد الشهود. وقد حاول الزوج منعها من ذلك على حد تأكيده لكن النار اشتعلت في جسدها. وحاول الزوج حسب روايته انقاذ زوجته فلفها بغطاء ووضعها تحت الماء مما خلف له بعض الحروق على مستوى اليد. اثر ذلك تم نقل المصابة الى المستشفى حيث فارقت الحياة لاحقا. وقد اخذت القضية منذ انطلاقها منعرجا خطيرا فتم اتهام «الدكتور» بإقدامه على حرق زوجته عمدا، وانبنى الاتهام على وجود عديد الخلافات الزوجية وعلى شهادة ادلى بها ابنه (6 سنوات) واكد فيها انه شاهد والده يقوم بقدح ولاعة ويلقيها على الهالكة وتراجع الطفل لاحقا في هذه الشهادة وتمسّك بالنسيان. اما الزوج فقد اصرّ منذ الوهلة الاولى على براءته وأ كد ان الهالكة اقدمت على حرق نفسها بنفسها، لكن هذا لم يمنع من احالته على المحاكمة بتهمة القتل العمد. وقد ترافع لسان الدفاع مطوّلا اثناء المحاكمة مبيّنا انه لا يمكن اعتماد شهادة طفل عمره 6 سنوات علاوة على تراجعه فيها بدعوى النسيان وهو ما يخالف الواقع لأنه لا يمكن لطفل ان ينسى حادثة مماثلة الا في صورة تلقينه هذه الاقوال. وتمسّك لسان الدفاع بما جاء صلب جملة الاعمال التحضيرية وبآراء بعض الاطباء والشهود الذين اكدوا ان الهالكة نقلت الى المستشفى بوعي تام وأفادت انها اقدمت على حرق نفسها بنفسها وبعد المداولات والمفاوضة تم التصريح بعدم سماع الدعوى في حق الطبيب.