الهوس بتغيير اللوك، وإضفاء لمسة من الجمال يدفع بنات حواء أحيانا إلى القيام بأمور قد تضرّ بصحتهن، فكم من واحدة منهن أصيبت بمرض فقر الدم جرّاء حمية قاسية، كما كانت أخريات عرضة لمضاعفات متنوعة بسب عملية تجميل أو صبغة شعر. وتعد عملية تغيير لون الشعر من أكثر أنواع التغييرات التي تقبل عليها المرأة نظرا لسهولتها وعدم ارتفاع كلفتها. إذ تلجأ إليها النساء بغية الحصول على خصلات بلون مغاير للون شعورهن الطبيعي أو لإخفاء بعض آثار الزمن. وتزيد اللقطات الاشهارية وصور النجمات على الشاشة أو على صفحات المجلات في تأجيج هوس البعض بالحصول على لوك مماثل، مما يدفعهن الى تغيير ألوان شعورهن مرارا وربما مع إطلالة كل أسبوع جديد، دون الأخذ في الاعتبار ما قد يترتب عن ذلك من مضاعفات خطيرة على صحة الشعر. فما هي هذه المضاعفات التي قد تنجم عن الاستخدام المبالغ أو الخاطئ لصبغات الشعر؟ وما هي الطرق الآمنة لتغيير لون الشعر دون أضرار؟ للإجابة على هذه التساؤلات اتصلت «الشروق» بأخصائية في الأمراض الجلدية وخبير في فن الحلاقة. **حساسية وتساقط تام في بداية حديثها تؤكد الدكتورة «هدى كنّو» الأخصائية في الأمراض الجلدية أن المواد الكيمياوية التي تدخل في تكوين صبغات الشعر هي مصدر الخطر الذي قد يلحق بالشعر. وذكرت هذه الأخصائية أن المبالغة في استعمال الصبغات وعدم مراعاة شروط استخدامها قد يلحق أذى كبيرا بالشعر وفروة الرأس. ومن المضاعفات الشائعة في هذا السياق الإصابة بحساسية في فروة الرأس أو ما يسمى ب»الإيكزيما»، بالاضافة الى إصابة الشعر بالجفاف والتقصف كما يصبح لونه باهتا. وفي بعض الحالات يمكن للصبغة أن تؤدي الى تساقط تام للشعر إذا ما تمّ استخدامها مع مواد أخرى خاصة بتمليس الشعر «Difrisageس حيث تتطلب هذه الحالة تدخلات طبيا حتى يعود الشعر. كما يمكن أن تساهم بعض الصبغات التي تحتوي على نسبة عالية من الأمونياك في إلحاق الضرر بالمرأة الحامل أمثال سائر المواد الكيميائية لكن دون أن يصل ذلك حدّ الإجهاض. وبخصوص ما ذكرته إحدى الدراسات بشأن العلاقة بين استخدام صبغات الشعر والإصابة ببعض أنواع السرطان قالت الدكتورة «كنّو» أن لا شيء يؤكد هذه الدراسة لذلك فهي تستبعد المسألة تماما. **حتى الزوج ومن الأمور الطريفة التي قد تحدث في هذا المجال هي إصابة الزوج ببعض أنواع الحساسية في الوجه أو العيون بسبب الصبغة التي تضعها الزوجة على شعرها نتيجة الملامسة وهو ما تؤكده الدكتورة «هدى كنّو» كما يمكن أن تكون الصبغة سببا في إصابة بعض النساء بحساسية في الرقبة أو اليدين. ولتفادي كل هذه المضاعفات تنصح هذه الأخصائية النساء باقتناء الصبغات الخالية من مادة الأمونياك، بالاضافة الى الاستعمال المعقول لهذه المواد، إذ لا يعقل أن تقدم المرأة على تغيير لون شعرها مع إطلالة كل شهر أو كل أسبوع، كما تدعو الى ضرورة الاقبال على الماركات العالية الجودة مع الحرص على استخدامها لدى أخصائية في الميدان. **ما بعد الصبغة السيد عماد يمتلك أكثر من 25 سنة من الخبرة في ميدان الحلاقة والتعامل مع الصبغات يقول: «ان المرأة التونسية عموما ترغب في صبغ شعرها والحصول على اللون المطلوب دون مراعاة أية شروط أخرى وأهمها طرق العناية التي يجب اتباعها بعد صبغ الشعر. لذلك يؤكد السيد «عماد» تفاجأ الكثيرات بحصول آثار سلبية علي شعورهن بعد مدّة من تغيير اللون. ومن بين تلك الآثار كما يقول هي جفاف الشعر وتقصّفه بشكل ملحوظ وتساقطه في بعض الأحيان. ومن أهم طرق الوقاية التي على المرأة اتباعها بعد تغيير لون شعرها هي استخدام حمام الزيت للشعر مرة في الأسبوع، واستخدام بعض الأقنعة (Masques) الخاصة بالشعر وهي متوفرة في الأسواق بالإضافة الى استعمال أنواع خاصة من الشامبوان الخاصة بالشعر المصبوغ، وهي شروط غالبا ما تتجاهلها المرأة. **نصائح وينصح السيد «عماد» النساء باستخدام الصبغات ذات الأساس النباتي بطريقة صحيحة تتم فيها مراعاة كل الشروط، ومن المستحسن صبغ الشعر عند مختص في الميدان، كما يدعو هذا المختص الى المباعدة بين عمليات تغيير لون الشعر قدر الإمكان للتقليل من نسبة الأضرار المحتملة. ويحذّر من أمر خطير وهو استخدام صبغة الشعر ومرهم تمليس الشعر في فترة متقاربة، لأن من شأن ذلك أن يؤدي إلى تساقط تام للشعر. ويستحسن في هذه الحالة أن لا تقل المدة بين العمليتين عن ثلاثة أسابيع. وينصح السيد عماد النساء بعدم الاستخدام العشوائي للصبغات وصبغ الشعر لدى مختص في الميدان حتى تحصل على النتيجة المرضية بتغيير اللوك إلى الأجمل.