الرياض واشنطن بغداد (وكالات) تستعدّ دول الخليج لفوز متوقع للشيعة في الانتخابات العراقية العامة المقرّرة الاحد القادم وسط مخاوف من تزايد نفوذ ايران وتفاقم حالة عدم الاستقرار في المنطقة بينما حذر المفكر الامريكي الكبير نعوم تشومسكي من ظهور حكومة شيعية في العراق واصفا الانتخابات العراقية بأنها «نكتة ساذجة». وجاءت هذه التحذيرات في وقت تصاعدت فيه الهجمات التي تستهدف المراكز الانتخابية في العراق بشكل غير مسبوق مع اقتراب موعد الانتخابات. وكان العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني قد أعرب في وقت سابق عن مخاوفه من أن تفرز الانتخابات العراقية القادمة اقامة «هلال شيعي» يضمّ العراق وسوريا ولبنان وايران. قلق...خليجي وعلى خلاف العاهل الاردني «احتفظت» الحكومات الخليجية بمخاوفها لنفسها واكتفت باطلاق دعوات غير مباشرة للسنة للمشاركة في الانتخابات العراقية. لكن محللين ومراقبين خليجيين حذّروا في هذا الاطار من الانعكاسات التي قد تنجم عن قيام حكومة شيعية باتت متوقعة في العراق. وقال محمد المسفر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة قطر إن الدول الخليجية لن تكون في حالة امن مستقر اذا ما أفرزت الانتخابات العراقية قيادة شيعية «لأن جانبا كبيرا من شيعة المنطقة لن يقبل بأن يكون تابعا بعد ان يرى سيطرة الشيعة في العراق وامتدادها الاخر في ايران». واعتبر محمد آل زلفة، عضو مجلس الشورى السعودي ان وصول حكومة شيعية الى السلطة في العراق يفترض ألا يؤثر على علاقة دول الخليج بالاقلية الشيعية ما دامت هذه الحكومة المفترضة «معتدلة». لكنه حذّر من أن وصول «حكومة شيعية متطرفة» تتبع النموذج الثوري الايراني سيغير الكثير في المنطقة وليس فقط في دول الخليج. من جانبه رأى الاستاذ الجامعي الليبرالي خالد الدخيل «أنه حتى لو جاء الشيعة الى الحكم فإن دول الخليج ستتعايش مع الواقع الجديد». وأضاف «لا أخشى تأثير الشيعة في الدول الخليجية لكن مصدر الخوف هو احتمال انحدار العراق الى حرب أهلية». وترجّح عدّة أوساط عراقية في هذا الصدد ان يطغى «ائتلاف شيعي» على الانتخابات العراقية القادمة «ولكنه قد لا يحقق انتصارا ساحقا في الانتخابات كما كان متوقعا على نطاق واسع». وينظر في الوسط العراقي الى «الائتلاف العراقي الموحد» الذي تشكل بعد مباركة المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله علي السيستاني على انه اقوى منافس في الانتخابات القادمة». وأبدى المفكر الامريكي الكبير نعوم تشومسكي من جانبه قلقه في هذا الاطار من قيام «نظام شيعي» في العراق محذّرا من «أن نشوء حكومة شيعية قد يؤدي الى نزعات انفاصلية في المنطقة». وقال تشومسكي «إن الانتخابات نكتة ساذجة ولا ارى فرصة تسمح فيها أمريكا وبريطانيا بولادة دولة ذات سيادة في العراق... هذا الامر لا يمكن تصوره وستكون الحكومة القادمة شيعية. وقد تحاول اعادة العلاقات مع ايران». استهداف...شامل في الاثناء تواصل امس استهداف المراكز الانتخابية في العراق بشكل غير مسبوق حيث تعرضت عديد المراكز الى هجمات شاملة. وأعلنت الشرطة العراقية ان مسلحين هاجموا عشرة مراكز انتخابية منذ مساء أمس الاول في محافظة صلاح الدين (شمال بغداد). وقال العقيد عبد الله الجبوري ان ثلاثة مراكز انتخابية في وسط تكريت تعرضت الى هجمات بقذائف «الهاون» والصواريخ فيما هاجم مسلحون مركزا رابعا في المدينة صباح امس. وقالت مصادر امنية ان مجهولين اطلقوا ست قذائف هاون على مكتب تصويت في «بيجي» ونسفوا مركز تصويت في طوز (شمال تكريت). وفي سامراء (شمال بغداد) قال الضابط محمود محمد أن مركزا للتصويت تعرض الى هجوم بينما استهدف هجوم بالصواريخ مركز تصويت في يثرب. وسقطت ست قذائف هاون على مركز تصويت قرب الدجيل (شمال بغداد) وقد الحقت الهجمات اضرارا جسيمة بالمراكز التي اقيم معظمها في مدارس. وفي كركوك (شمال العراق) اتخذت السلطات العراقية اجراءات امنية مشدّدة، وفق ما ذكرته مصادر امنية. وقالت المصادر إن المدينة بدت وكأنها على أهبة «الحرب» مع اقتراب موعد الانتخابات العراقية المقررة الاحد القادم.