المنظمة الدولية للهجرة: إعادة 2600 مهاجر من تونس إلى بلدانهم خلال 4 أشهر    رقم قياسي: 1550 مليون دينار أرباح البنوك للعام الماضي    متعاملون: تونس تطرح مناقصة لشراء 100 ألف طن من قمح الطحين اللين    بطولة العالم لالعاب القوى لذوي الاعاقة : وليد كتيلة يهدي تونس ميدالية ذهبية ثالثة    الرابطة المحترفة الأولى (مرحلة تفادي النزول): حكام الجولة الحادية عشرة    البطولة الانقليزية: نجوم مانشستر سيتي يسيطرون على التشكيلة المثالية لموسم 2023-2024    عاجل/ مدير بالرصد الجوي يحذر: الحرارة خلال الصيف قد تتجاوز المعدلات العادية وإمكانية نزول أمطار غزيرة..    ارتفاع أسعار الأضاحي بهذه الولاية..    عاجل/ آخر المستجدات في ايران بعد وفاة "رئيسي": انتخاب رئيس مجلس خبراء القيادة..    عاجل : قتلى وجرحى في غرق ''ميكروباص'' بنهر النيل    عاجل : نقابة الصحفيين تدعو الى وقفة للمطالبة بإطلاق سراح الزغيدي و بسيس    الموت يفجع حمدي المدب رئيس الترجي الرياضي    إحداث خزان وتأهيل أخرين واقتناء 60 قاطرة لنقل الحبوب    كوبا أمريكا: ميسي يقود قائمة المدعوين لمنتخب الأرجنتين    وفاة نجم منتخب ألمانيا السابق    لأول مرة: إطارات تونسية تصنع الحدث .. وتقود نادي سان بيدرو الإيفواري إلى التتويج    دورة رولان غاروس الفرنسية : عزيز دوغاز يواجه هذا اللاعب اليوم    وزير الفلاحة : أهمية تعزيز التعاون وتبادل الخبرات حول تداعيات تغيّر المناخ    مناظرة انتداب عرفاء بسلك الحماية المدنية    مفزع/ حوادث: 22 حالة وفاة و430 مصاب خلال 24 ساعة..    فظيع/ هلاك كهل بعد اصطدام سيارته بشجرة..    في الملتقى الجهوي للمدراس الابتدائية لفنون السينما ..فيلم «دون مقابل» يتوج بالمرتية الأولى    الكاف ..اختتام الملتقى الوطني للمسرح المدرسي بالمرحلة الإعدادية والثانوية    توزر ..تظاهرة إبداعات الكتاتيب «طفل الكتاب إشعاع المستقبل»    إختفاء مرض ألزهايمر من دماغ المريض بدون دواء ماالقصة ؟    اصابة 10 أشخاص في حادث انقلاب شاحنة خفيفة بمنطقة العوامرية ببرقو    نقابة الصحفيين تحذر من المخاطر التي تهدد العمل الصحفي..    بدأ مراسم تشييع الرئيس الإيراني ومرافقيه في تبريز    رئاسة الجمهورية السورية: إصابة أسماء الأسد بسرطان الدم    وزارة الفلاحة: '' الحشرة القرمزية لا تُؤثّر على الزياتين.. ''    صلاح يُلمح إلى البقاء في ليفربول الموسم المقبل    هام/ هذا عدد مطالب القروض التي تلقاها صندوق الضمان الاجتماعي..    وزير الأعمال الإيطالي يزور ليبيا لبحث التعاون في مجالات الصناعة والمواد الخام والطاقة المتجددة    البرلمان يعقد جلستين عامتين اليوم وغدا للنظر في عدد من مشاريع القوانين الاقتصادية    كان يتنقل بهوية شقيقه التوأم : الاطاحة بأخطر متحيل عبر مواقع التواصل الاجتماعي ...    الحماية المدنية التونسية تشارك في عملية بيضاء لمجابهة حرائق الغابات مع نظيرتها الجزائرية بولايتي سوق أهراس وتبسة الجزائريتين    سامية عبو: 'شو هاك البلاد' ليست جريمة ولا يوجد نص قانوني يجرّمها    سليانة: معاينة ميدانية للمحاصيل الزراعية و الأشجار المثمرة المتضرّرة جراء تساقط حجر البرد    عمرو دياب يضرب مهندس صوت في حفل زفاف.. سلوك غاضب يثير الجدل    الدورة 24 للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون تحت شعار "نصرة فلسطين" و289 عملا في المسابقة    عاجل/ تركيا تكشف معطيات خطيرة تتعلق بمروحية "الرئيس الإيراني"..    قبلي: تخصيص 7 فرق بيطريّة لإتمام الحملة الجهوية لتلقيح قطعان الماشية    وزير الدفاع الأميركي: لا دور لواشنطن بحادثة تحطم طائرة رئيسي    طقس الثلاثاء: الحرارة في انخفاض طفيف    49 هزة أرضية تثير ذعر السكان بجنوب إيطاليا    منوبة.. إيقاف شخص أوهم طالبين أجنبيين بتمكينهما من تأشيرتي سفر    هل فينا من يجزم بكيف سيكون الغد ...؟؟... عبد الكريم قطاطة    أغنية لفريد الأطرش تضع نانسي عجرم في مأزق !    تقرير يتّهم بريطانيا بالتستر عن فضيحة دم ملوّث أودت بنحو 3000 شخص    الشاعر مبروك السياري يتحصل على الجائزة الثانية في مسابقة أدبية بالسعودية    نحو الترفيع في حجم التمويلات الموجهة لإجراء البحوث السريرية    تونس تتوج ب 26 ميداليّة في المسابقة العالميّة لجودة زيت الزيتون في نيويورك    تحذير من موجة كورونا صيفية...ما القصة ؟    4 تتويجات تونسية ضمن جوائز النقاد للأفلام العربية 2024    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    ملف الأسبوع...المثقفون في الإسلام.. عفوا يا حضرة المثقف... !    منبر الجمعة .. المفسدون في الانترنات؟    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عيد الاضحى... والمعجزة الكبرى
نشر في الشروق يوم 18 - 06 - 2005

إذا كان كبار المتصوفة يعتبرون ان قصة سيدنا اسماعيل هي باطنيا اشارة إلى ضرورة تسليم كلّ نفس لذاتها إلى اللّه وإلى قضاءه مهما اشتدّ، فتكون الفدية وقتها الجنّة وهي أعظم من الكبش. وإذا كانوا يؤكدون أنها رمزا تخص كل مؤمن وليس النبي اسماعيل وحده أو والده ابراهيم فقط، على اعتبار أن تسليمها لأمر اللّه، مشتق من كلّ اسلام، وهو الدين الذي أرسل من أجله كلّ الأنبياء. فإن العالم الاسلامي عبد المنعم الهاشمي يذهب في كتابه معجزات الأنبياء إلى ان عيد الاضحى ليس إلا مناسبة للتفكر في معجزة كبرى، تم خلالها افتداء الأب والابن معا.
يقول:
كانت هذه المعجزة اختبارا عظيما، بكل المقاييس، ولكنه اختبار من اللّه لرجل هو خليله وهو عبده وهو نبي من الصالحين.
نحن أمام نبي يعد أبا الأنبياء، وخليل الرحمان، وصفه ربه بالحلم، ونحن أيضا أمام نبي قلبه أرحم قلب على وجه الأرض، فاتسع هذا القلب الكبير لحب اللّه عز وجل، وحب مخلوقاته، وهذا القلب الرحيم، يمتحن في دقاته دقّة دقّة ونبضاته نبضة نبضة، لقد كان اسماعيل دقات قلبه، وحبه الكبير، جاءه على كبر في السن، جاءه وهو طاعن في السن ولا أمل هناك في أن ينجب ثم يأتيه الاختبار الصعب في هذا الابن والذي هو قرة عينه ونبضة قلبه.
ويجيء الأمر والاختبار أثناء النوم، لم يكن وحيا مباشرا فما إن استسلم ابراهيم عليه السلام للنوم حتى رأى في المنام أنه يذبح ابنه وبكره ووحيده الذي لم ينجب غيره.
فهب ابراهيم عليه السلام قائما، وقد صحّ عنده أن الهاتف من عند اللّه عز وجل، وتحقق أن اللّه يأمره بذبح ابنه الحبيب اسماعيل.
من الخطأ أن يظن الانسان أن صراعا في نفس ابراهيم لم ينشأ بعد هذه الرؤيا، فهذا بلاء مبين، لابد أن ينشأ في النفس من أجله صراع طويل، نشب هذا الصراع في نفس ابراهيم عليه السلام، صراع الأبوة الحانية والقلب الذي حمل أكبر قدر من الرحمة والحلم. فكّر ابراهيم في الأمر وتدبّر، وتراجع كل شيء إلا شيء واحد وهو الايمان باللّه، فهكذا أراه اللّه في المنام، وبهذه الرؤيا يكون الأمر بالتنفيذ من اللّه، ورؤيا الأنبياء حق، فلينفذ ابراهيم عليه السلام أمر ربه، فكله خير، فإذا كان التفكير يقتصر على اسماعيل الابن ومخاطبة قلب ابراهيم لنفسه، فإن هذا الأمر لابد وأن يتراجع إلى الخلف.
أزاح ابراهيم كل هذا من تفكيره، وصوب فكره لاتجاه واحد يقول: نفّذ أمر حبيبك يا ابراهيم.
كل ما فكر فيه ابراهيم عليه السلام، كيف يفاتح ابنه في الأمر وماذا يقول عنه إذا أرقده على الأرض ليذبحه.
من الأفضل أن يقول لولده ليكون ذلك أطيب لقلبه وأهون عليه من أن يأخذه قهرا ويذبحه قهرا.
وصل ابراهيم إلى هذه القناعة، لا بد أن يكون صريحا وواضحا مع ابنه.
جاء ابراهيم إلى ابنه، فقال له: يا بني خذ الحبل والسكين وانطلق بنا إلى هذه الهضبة لنجمع الحطب.
أطاع اسماعيل عليه السلام، وفعل ما أمره به أبوه، وتبعه إلى الهضبة التي أشار إليها والده كان اسماعيل غلاما مطيعا لا يعصي أباه أبدا مضى إلى هناك حيث أمره ووقف ابراهيم أمام ابنه اسماعيل عليهما السلام وقد أصبح الاثنان في خلوة لا يراهما أحد إلا اللّه سبحانه عز وجل عندئذ قال ابراهيم لابنه إسماعيل:
{يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا ابت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء اللّه من الصابرين} (الصافات: 102).
انظر إلى تلطّف ابراهيم في ابلاغ ولده هذا الأمر، وتركه للأمر لينظر فيه الابن بالطاعة، إن الأمر مقضي في نظر ابراهيم لأنه وحي من ربه.. فماذا يرى الابن الكريم في ذلك؟ وجاءت إجابة إسماعيل بنفس جواب ابراهيم عليه السلام هذا أمر يا أبي، إنه أمر اللّه، فبادر بتنفيذه، وجاء الرد في القرآن على لسان اسماعيل يقول:
{يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء اللّه من الصابرين} (الصافات: 102).
انظر إلى هذا الشق من المعجزة، إنه رد الابن، إنسان يعرف أنه سيذبح فيمتثل للأمر الإلهي ويقدم المشيئة ويطمئن والده أنه سيجده.. إن شاء اللّه.. من الصابرين.
فلما تناول ابراهيم عليه السلام من اسماعيل الحبل ليوثقه والسكين في يده ليذبحه، قال إسماعيل له:
يا أبتاه، إذا أردت ذبحي فاشدد وثاقي لئلا يصيبك شيء من دمي فينقص أجري، إن الموت لشديد، ولا آمن أن اضطرب عند الذبح إذا أحسست مسّ السكين، واشحذ شفرتك حتى تجهز عليّ سريعا، فإذا أنت أضجعتني لتذبحني، فاكببني على وجهي، ولا تضجعني لجنبي، فإني أخشى إن أنت نظرت إلى وجهي أن تدركك رقة، فتحول بينك وبين تنفيذ أمر ربّك فيّ، وإن أردت أن تردّ قميصي على أمي فافعل، فعسى أن يكون هذا أسلى لها.
فقال ابراهيم: نعم العون أنت يا بني على أمر اللّه.
ثم شحذ ابراهيم شفرته، وأحكم وثاق ابنه، وكبّه على وجهه جاعلا جبينه إلى الأرض متحاشيا النظر إلى وجهه، وبسمل واستشهد ثم همّ بذبحه ولم يكد يسحب السكين على قفا ابنه ليذبحه، حتى سمع مناديا ينادي بالمعجزة الكبرى.
قال المنادي: يا ابراهيم، قد صدّقت الرؤيا، فافتد ابنك بذبح عظيم..!!
نظر إبراهيم عليه السلام إلى حيث سمع المنادي، فوجد بجانبه كبشا أبيض أعين أقرن، فعرف أن اللّه سبحانه عز وجل قد أرسل هذا الكبش فداء لابنه اسماعيل، وقيل أن هذا الكبش رعى في الجنة أربعين خريفا وكان يرتفع في الجنة حتى تشقق، وكان له ثغاء، وقيل أنه الكبش الذي قرّبه هابيل ابن آدم فتقبل منه.
أخلى ابراهيم ابنه من وثاقه، وهو يقبّله باكيا من شدة الفرح ويقول: يا بني، لقد وهبت لي اليوم من جديد.
ثم أوثق الكبش جيدا، وذبحه شاكرا ربه، وكان هذا البلاء العظيم الذي ابتلى اللّه به ابراهيم واسماعيل عليهما السلام هو اختبار عظيم، ومعجزة بكل المقاييس من المعجزات التي ساقتها إرادة اللّه عز وجل لهما، وقد ضرب ابراهيم واسماعيل عليهما السلام المثل العظيم في الرضا والتسليم بقضاء اللّه وقدره، والطاعة الخاشعة المؤمنة لأمر اللّه، فوهبهما اللّه هذه المعجزة الكريمة، والأضحية المباركة. وقد تحدّث القرآن الكريم عن هذه المعجزة في لحظتها الحاسمة فقال عز وجل: {فلما أسلما وتلّه للجبين} (الصافات: 103).
قيل: أسلما: أي استسلما لأمر اللّه وعزم على ذلك فما أن ألقاه على وجهه:
{وناديناه أن يا ابراهيم قد صدّقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين إن هذا لهو البلاء المبين وفديناه بذبح عظيم وتركنا عليه في الآخرين} (الصافات: 104 108).
هذا هو الاسلام الحقيقي، الذي ضرب فيه ابراهيم وإسماعيل ابنه المثل العظيم، فكان جزاء اللّه لهما عظيما، لأنهم أحسنوا عبادة اللّه، وأحسنوا طاعة اللّه، ونجحوا في اختبار صعب شمل المشاعر التي تهزم قوى الانسان وتجعله يخر صريعا أمامها، ولكن بقدر ما كان للأب من إيمان مدهش وصبر عظيم وتسليم قانع راض بهذا القدر كان للأبن الغلام الصغير.
ان ابراهيم عليه السلام كان معجزة ايمانية سلوكية، وإسماعيل ضرب مثلا في الطاعة فكان مدهشا في رباطة جأشه ووصوله إلى مدى بعيد من الطاعة.
إن الموقف كله معجزة، ولم يكن الكبش وحده هو المعجزة، الأب الابن الكبش مشيئة اللّه كل هذه الأطراف صنعت معجزة هائلة لن تنساها البشرية.
----------------------------------------------------------------
في رحاب القرآن الكريم:... ولا تخسروا الميزان...
قال عز وجل: {والسماء رفعها ووضع الميزان ألا تطغوا في الميزان واقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان} (الآيات: 7 9 سورة الرحمان).
عبر بالميزان عن العدل، لأنه من أثره ومن أظهر أفعاله للحاسة، إذ كان العدل مراعاة الاستقامة على حاق الوسط في طرفي الافراط والتفريط اللذين هما ككفتي الميزان، مهما رجحت احداهما فالنقصان لازم والخسران قائم.
وقال عليه السلام: بالعدل قامت السموات والأرض.
إذ لو كان شيء من موجودات العالم وأصولها زائدا على الآخر افراطا، أو ناقصا عنه تفريطا، لم يكن منتظما، هذا النظام.
وبيان ذلك: ان مقادير العناصر لو لم تكن متكافئة متعادلة بحسب الكمية والكيفية، لاستولى الغالب على المغلوب، وانتقلت الطبائع كلها إلى طبيعة الجرم الغالب.
ولو كان بعد الشمس من الأرض أقل مما هو عليه الآن، لاحترق كل ما في العالم، ولو كان أكثر لاستولى البرد والجمود.
وكذا القول في مقادير حركات الكواكب ومراتب سرعتها وبطئها، فإن كلا منها مقدر على ما يليق بنظام العالم وقوامه وقيامه.
ولهذا المعنى وصف اللّه بالعدل، إذا كان معنى عدله وضعه لكل موجود في مرتبة وهيئة له ما يستحقه من غير زيادة ونقصان مضبوطا بنظام الحكمة.
----------------------------------------------------------------
إحصائية: 500 ترجمة لمعاني القرآن الكريم
ذكرت إحصائية نشرت في أذربيجان، مؤخرا، ان معاني القرآن الكريم ترجمت 500 مرة إلى عدة لغات، حيث ترجمت إلى الأوردية 98 مرة، واللغة الفارسية 92 والانقليزية 74، والتركية 58، والفرنسية 29، والبنغالية 25، والاسبانية 17، والاندونسية والألمانية 13 مرة، وإلى الأذربيجانية 12، والروسية 11، الصينية والايطالية عشر مرات.
وذكرت الاحصائية، التي نشرتها، دار النشر العالمية (الهدى)، كما أفادت وكالة الأنباء الاسلامية، ان أول ترجمة كانت إلى اللغة الفارسية في القرن الرابع الهجري.
----------------------------------------------------------------
نساء في الإسلام: رملة بنت أبي سفيان.. (الوافية لدينها)
هي أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان- رضي الله عنهما- أم المؤمنين زوجة وبنت عم الرسول صلى اللّه عليه وسلم، كانت رضي اللّه عنها صادقة متمسكة بالإسلام وتعاليمه ولا تقدم على ذلك أقرب الأقربين إليها فعن الزهري: قال: (لما قدم أبو سفيان المدينة).
والنبي صلى الله عليه وسلم يريد غزو مكة، فكلمه في أن يزيد في الهدنة. فلم يقبل عليه. فقام فدخل على ابنته أم حبيبة، فلما ذهب ليجلس على فراش النبي صلى الله عليه وسلم، طوته دونه.
فقال: يا بنية، أرغبت بهذا الفراش عني، أم بي عنه؟ قالت: بل هو فراش رسول الله، وأنت امرؤ نجس مشرك.
كانت تحت زوجها عبيد الله بن جحش وقد هاجرت مع زوجها إلى الحبشة، وهناك تنصر زوجها فوقفت وقفة المرأة المؤمنة بالله ورسوله وانفصلت عنه. ولقد وجدت رضي الله عنها من الشدائد والأهوال في الحبشة، وخافت أن يبطش بها والدها أبو سفيان إذا رجعت من الحبشة وهو من كبار رجال قريش وسيدها المطاع، وأمها سيدة قريش هند بنت عتبة، مات زوجها على ردته النصرانية وازدادت الشدائد عليها فتركت أمرها إلى الله والله يحميها ويرعاها.
ولما علم رسول الرحمة عليه الصلاة والسلام: كتب إلى النجاشي ملك الحبشة ليزوجه إياها فأبلغها النجاشي ذلك ففرحت فرحا شديدا بهذه البشارة العظيمة. وأمهرها عنها، أربعة آلاف درهم وبعث بها إليه مع شرحبيل بن حسنة. وتم عقد الزواج الذي قام بتولي عقد النكاح عثمان بن عفان رضي اللّه عنه . وكانت أم حبيبة مع الوفد القادم، فبنى بها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وكان ذلك سنة ست أو سبع هجري وكانت قد بلغت الأربعين من عمرها.
ومن شدة تقواها رضي الله عنها أنها أرسلت إلى أمهات المؤمنين قبل وفاتها تستحلهم مما قد يكون وقع بينهن من شحناء.
عن عوف بن الحارث: سمعت عائشة تقول: دعتني أم حبيبة عند موتها، فقالت: قد كان يكون بيننا ما يكون بين الضرائر، فغفر الله لي ولك ما كان من ذلك.
فقالت: غفر اللّه لك ذلك كلّه وحللك من ذلك، فقالت: سررتني، وأرسلت إلى أم سلمة، فقالت مثل ذلك.
-----------------------------------------------------------------
الزواج قسمة ونصيب
الزواج جعله الله سببا لسعة الارزاق، به يحل التعارف وحفظ الاخلاق. يحكى والله أعلم أن أحد الصالحين اسمه ثابت بن ابراهيم يسير ذات يوم في طريق ما إذ سقطت تفاحة من بستان فأخذها وأكل نصفها، فتذكر أنها ليست من حقه، فدخل على البستاني وقال: أكلت نصف تفاحة فسامحني فيما أكلت، وخذ النصف الآخر، فقال البستاني: لا أملك المسامحة. فالبستان ليس ملكي وإنما هو ملك سيدي. قال: أين سيدك حتى أذهب اليه وأستسمحه؟ فقال له: بينك وبينه مسيرة يوم وليلة، فقال لأذهبن اليه مهما كان الطريق بعيدا لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (كل جسم نبت من سحت فالنار أولى به).
وذهب الى صاحب البستان، وطرق بابه، وفتح له الرجل الباب، وبعد أن سلم عليه قال له: سامحني فيما أكلت من التفاحة، وهذا نصفها فنظر اليه صاحب البستان وقال لا أسامحك إلا بشرط واحد، فقال ثابت وما هو؟ قال أن تتزوج ابنتي، ففرح ولكن الرجل ذكر له أنها عمياء بكماء صماء مقعدة. فقال ثابت: قبلت خطبتها، وسأتاجر فيها مع ربي، ثم أقوم بخدمتها. ثم أتى أبوها بشاهدين فشهدا على العقد وإذا بصاحب البستان يدخل ابنته الحجرة المعدة للزواج ودخل عليها ثابت، وقال سألقي عليها السلام، وأنا أعلم أنها صماء لترد عليّ الملائكة، فألقى عليها السلام، فردت عليه، ووقفت ووضعت يدها في يده، فقال: ماذا حدث؟ ردت السلام إذا ليست مقعدة ومدت يدها؟ إذا ليست عمياء، فقال لها: ان أباك قد أخبرني أنك صماء بكماء مقعدة عمياء ولم أر ما أخبرني به أبوك فأجابته: إن أبي أخبرك بأني عمياء فأنا عمياء عن الحرام وأن عيني لا تنظر الى ما حرم الله، صمّاء عن كل ما لا يرضي الله، بكماء لان لساني لا يتحرك إلا بذكر الله، مقعدة لأن قدمي لا تحملني الى ما يعضب الله ونظر ثابت الى وجهها فكأنه قمر ليلة التمام، ودخل بها وأنجب منها مولودا ذا علم وصلاح وأدب وخلق إنه الإمام الاعظم والفقيه الاكبر أبو حنيفة النعمان بن ثابت.
الزواج متعة في نفس البشر فهو يزكي النفس ويربي الضمير ويحقق ما نستهدفه من الجمع بين الاصالة والمعاصرة.
* إعداد: العربي دفدوف
(حمام الانف)
----------------------------------------------------------------
سصلة الرحم في السُنّة النبوية
حدث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت هذا مقام العائذ من القطيعة قال نعم أما ترضيْن أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك قالت بلى قال فذاك لك ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأوا إن شئتم: {فهل عسيتم إن تولّيتم أن تفسدوا في الارض وتقطّعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمّهم وأعمى أبصارهم} أفلا (يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها).
* حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الرحم معلّقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله.
* حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة قاطع.
* حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سرّّه أن يبسط عليه رزقه أو ينسأ في أثره فليصلْ رحمه.
----------------------------------------------------------------
الضحك في القرآن والسنّة
ورد ذكر الضحك والفكاهة في القرآن الكريم للتعبير عن حالات الفرح والسرور كما في قوله تعالى: {فتبسم ضاحكا من قولها}، وقوله: {وجوه يومئذٍ مسفرة، ضاحكة مستبشرة}، وأيضا: {أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون}.
وهذا رسول البشرية الهادي المصطفى محمد بن عبدالله -عليه الصلاة والسلام يدعو للضحك حيث قال: «تبسمك في وجه أخيك صدقة».
وقال: «إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخُلق». وقال: «روّحوا القلوب ساعة بعد ساعة، فإن القلوب إذا كلّت عميت».
وهذه نصيحة من النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه وهي موجهة للدعاة عامة، فقد قال له: «لاتحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق». رواه مسلم. وفي ذلك دلالة على فضل المعروف ولو كان شيئاً يسيرًا حتى طلاقة الوجه عند اللقاء.
* لنا في رسول الله قدوة حسنة
دين محمد صلى الله عليه وسلم رحمة ومنهجه سعادة، ودستوره فلاح، لذلك فهو يهش للدعابة ويضحك للطرفة، كان ضحكه عليه الصلاة والسلام مشتملا على كل المعاني الجميلة والأهداف النبيلة، فصار من شمائله المباركة وصفاته الطيبة.
إن ضحك المصطفى تربية وإرشاد، ودعوة ومداعبة، ومواساة وتأليف. كان من هديه أيضا ألا يكثر الإنسان من الضحك ويتجنب المبالغة... قال صلى الله عليه وسلم: «يا أبا هريرة، أقل الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب» (رواه ابن ماجه وصححه الألباني).
كما أن صفة الرسول خلال الضحك لاتتجاوز الابتسامة!
وكثيرة هي تلك المواقف التي تتحدث عن ضحكه منها ما يكون مع الأصحاب المقربين... فهذا أبو هريرة كما في البخاري يقول: إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع، وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع، ولقد قعدت يومًا على طريقهم الذي يخرجون منه. فمر أبوبكر فسألته عن آية من كتاب الله ما سألته إلا ليشبعني، فمر ولم يفعل... ثم مر بي عمر فكررت السؤال. ولم يفعل.. ثم مر بي أبوالقاسم فتبسم حين رآني وعرف ما في نفسي وما في وجهي. لقد عرف النبي الكريم أنه يحمل سرًا من الأسرار. عرف أن له حاجة.. لذا تهلل في وجهه مبتسمًا. ثم أخذه معه، فوجد لبنًا فأرسله إلى أهله الصفة وأتى بهم. وسقاهم جميعًا حتى انتهى إلى النبي، وقد روي القوم كلهم، فأخذ الرسول القدح ونظر إلى أبي هريرة فتبسم ثم ناوله إياه ليشرب!
* لأضحكنّه !!
والرسول صلى الله عليه وسلم الذي يؤكد دائما على أنه إنسان له حالات فرح وسرور كما أن له حالات غضب ومضايقة... كان ذات يوم أصبح فيه متغير الوجه على غير عادته. وكانت جماعة الصحابة لاترضى أن يستمر الرسول على هذا الحال. وهنا يبادر أحدهم لإضحاك الرسول قائلا: «لأضحكنه». أي يريد أن يرى تبسم الرسول، وهنا ظهر ظرف هذا الصحابي رضي الله عنه ، حيث سأل الرسول عن الدجال الذي سيخرج في آخر الزمان، ويورده على شكل قصة.. فقد بقي وعاش لآخر الزمان. وأدرك الدجال الذي يدعو الناس وهم جياع إلى طعام وثريد.. وطعام الدجال حرام على المؤمنين، ويتوجه بالسؤال: لو أنه أي الصحابي أكل من ذلك الطعام... هل يعتبر إيمانه بالله قد سقط ويحسب من الكافرين؟
ويتابع الصحابي سؤاله: في هذه الحال، هل من الخير له أن يبتعد عن طعام الدجال ويتنزه عنه ويموت من الجوع؟ أم أن له الحق في أن يخدع الدجال ويوهمه أنه قد آمن به حتى يأكل من طعامه ويشبع، ثم يعلن كفره بذلك الدجال؟ هنا تبسم الرسول صلى الله عليه وسلم وزال ما به من شعور بالضيق وقال له: بل يغنيك الله يومئذٍ بما يغني به المؤمنين
------------------------------------------------------------
من أهم الوسائل المؤثرة في التربية: القدوة الحسنة تقنع الناس بإمكانية بلوغ الفضائل
يقال: فلان قَُِدوة، أو قِدَة: إذا كان ممن يقتدى به، أي: يفعل مثل فعله تشبها به، وفي القرآن: {أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده}، (الأنعام) 90)، قال ابن فارس في المقاييس: «القاف والدال والحرف المعتل أصل صحيح يدل على اقتباس بالشيء واهتداء...». وفي لسان العرب: «يقال: قِدْوة، وقُدْوة لما يقتدى به. ابن سيده: القُدوة، والقِدَة كالقدوة، يقال: لي بك قِدوة وقُدوة وقِدَة... والقُدوةوالقِدوة ما تسننت به...والقدى جمع قدوة، يكتب بالياء. والقِدة: كالقدوة، يقال: لي بك قدوة». وقدوة وقدة... والقدوة والقدوة: الأسوة.
وتعد القدوة من أهم الوسائل المؤثرة في التربية، لأمور عدة، منها:
1 أن القدوة وسيلة من الوسائل التي تربى عليها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لسلوك منهج الدعوة الذي حياة الأنبياء في قصص القرآن ليقتدي بهم في إبلاغ الرسالة، والثبات على الحق، والصبر على الأذى، ومواجهة الملأ، والتوكل على الله عز وجل، وقد قال الله عز وجل آمرا نبيه صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بمن سبقه من الانبياء: {أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده...} (الانعام 90).
وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يربى على القدوة، فإن هذا يدل على أن القدوة ليست ضرورة للأطفال وحدهم، ولا للطلاب والتلاميذ، ولا للعامة، وإنما أيضا للعلماء والمعلمين والدعاة والقادة.
2 ان الإنسان جبل على المحاكاة والتأثر، وفي الوقت نفسه يحب البطولة والكمال، فإذا رأى من ذلك شيئا كان أوقع في نفسه من الحديث المجرد عن تلك الكمالات والبطولات، خاصة في مرحلة المراهقة والشباب، فإنها تشهد قابلية شديدة للاستهواء، وإعجابا شديدا بالبطولة، ورغبة في الإقتداء بها، وهذا باب من التربية والدعوة عظيم.
3 ان القدوة تقنع الآخرين بإمكانية بلوغ الفضائل، فربما يتحدث المتحدث عن الفضائل التي ينبغي أن يُتحلى بها، أو المواقف التي ينبغي أن تُوقف، فيسمع الناس أيا كانت طبقتهم حديثا يظنونه من عالم الخيال، ولا يمكن تطبيقه على أرض الواقع، فإذا رأوه واقعا، أو عرض عليهم القدوات وقد بلغوا تلك الفضائل ووقفوا تلك المواقف أدركوا إمكانية بلوغها، وأنها في أرض الواقع لا في سماء الخيال.
4 ان الفعل أبلغ في إفهام المتلقين من القول المجرد عنه، فإن المتحدث يتحدث على الناس وهم مختلفة عقولهم في مدى استيعاب الكلام وفهمه، فيخرج السامعون وهم يعبرون عن الكلام حسب ما أدركته عقولهم فيتفاوت معنى الكلام لتفاوت الافهام، وربما انقلب مقصود المتكلم الى النقيض، ولكن ماذا لو كانوا يرون أمامهم مواقف وأفعالا؟ أتراهم يخطئون في فهم ما يرونه بأبصارهم، وفي نقله؟ وهذا ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم حينما اتخذ خاتما من ذهب فاتخذ الناس مثله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إني اتخذت خاتما من ذهب، فنبذه وقال: إني لن ألبسه أبدا، فنبذ الناس خواتيمهم» (أخرجه البخاري)، ومن ذلك ما حصل في الحديبية حينما أمر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة ثلاثا أن يحلقوا وينحروا، فلم يفعلوا، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم، فأشارت عليه أم سلمة رضي الله عنها أن يخرج اليهم وينحر ويحلق، ففعل النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رأى الصحابة رضي الله عنهم ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم بادروا الى فعل ما أمرهم به (أخرجه البخاري)، وفي غزوة الفتح لما شق على الناس الصوم، قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: إن الناس قد شق عليهم الصيام، وإنما ينظرون فيما فعلت، فدعا بقدح من ماء، فرفعه، حتى نظر الناس اليه، ثم شرب، فأفطر الناس (متفق عليه).
* القدوة في القرآن والسنة
وقد وردت القدوة في القرآن بصور متنوعة، منها:
1 أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقتدي بهدي الانبياء والرسل من قبله، بعد أن ذكر قصصهم وأحوالهم، فقال سبحانه وتعالى: {أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده} (الانعام 90)، وقال سبحانه: {فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل} (الاحقاف 35).
2 وحث الله عز وجل الامة على الاقتداء بنبيها صلى الله عليه وسلم، فقال: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا} (الاحزاب 33).
3 كما حثها على الاقتداء بمواقف الانبياء والرسل وأتباعهم في الثبات على الحق والبراءة من الكفر وأهله، فقال سبحانه: {قد كانت لكم أسوة حسنة في ابراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله}... الآية (الممتحنة 4)، ثم أكد الله عز وجل الحث على الاقتداء بعد ذلك فقال: {لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة...} (الممتحنة 6).
4 وذكر سبحانه عن بعض أنبيائه التزامهم هذه الصفة في سلوكهم ودعوتهم، كما ذكر عن شعيب قوله لقومه: {وما أريد أن أخالفكم الى ما أنهاكم عنه} (هود 88).
5 وعلم سبحانه عباده أن يدعوه ليكونوا قدوة في التقوى، فقال سبحانه عن عباد الرحمان: {والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما} (الفرقان 74) قال مجاهد: (اجعلنا أئمة في التقوى، حتى نأتم بمن كان قبلنا، ويأتم بنا من بعدنا) أخرجه الطبري وابن أبي حاتم بإسنادين صحيحين كما قال ابن حجر.
6 وأنكر سبحانه على من يخالف فعله قوله، فقال سبحانه عن بني اسرائيل: {أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون} (البقرة 44)، وقال للمؤمنين: {يا أيها الذين آمنوا لمَ تقولون ما لا تفعلون، كبر مقتا عند الله تقولوا ما لا تفعلون} (الصف 2 3).
7 كما ذم سبحانه وتعالى المقتدين في الباطل، فقال سبحانه: { وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنّا على آثارها مقتدون. قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنّا بما أرسلتم به كافرون. فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذبين} (الزخرف: 23 25).
وأما في السنة فقد وردت ايضا في صور مختلفة، منها:
1 الأمر بالاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في هديه وعبادته، كما قال صلى صلى الله عليه وسلم: «صلّوا كما رأيتموني أصلي» (اخرجه البخاري)، وقال: «لتأخذوا عني مناسككم» (اخرجه مسلم).
2 وكان صلى الله عليه وسلم يحث على المبادرة الى الخيرات ليكون المرء قدوة لغيره زيادة في الأجور ورفعة في الدرجات كما قال صلى الله عليه وسلم: «من سن في الاسلام سنة حسنة فله اجرها وأجر من عمل بها من بعده» وكان مناسبة هذا القول ان ناسا من الأعراب جاؤوا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى سوء حالهم فحث الناس على الصدقة، فأبطأوا عنه، حتى جاء رجل من الانصار بصرة من ورق، كادت كفه تعجز عنها، بل قد عجزت، ثم تتابع الناس من بعده يتصدقون فتهلل وجه الرسول صلى الله عليه وسلم، وقال هذا القول (اخرجه مسلم)، وقال صلى الله عليه وسلم: «من دل على خير فله مثل اجر فاعله) (اخرجه مسلم).
3 كما كان صلى الله وسلم يعرض القدوات لأصحابه، ويحثهم على الاقتداء بهم ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «اقتدوا بالذين من بعدي: ابو بكر وعمر» (اخرجه احمد والترمذي) وكان يقص القصص لأصحابه وأمته ليقتدوا بأصحابها في الثبات على الحق وطلب الخير، ومن ذلك حديث خباب رضي الله عنه حين شكا الصحابة رضي الله عنهم الى النبي صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة ما يلقونه من قريش، فقالوا: ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو الله لنا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الارض، فيجعل فيه فيجاء بالمنشار، فيوضع على رأسه، فيشق باثنتين، وما يصده ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم او عصب، وما يصده ذلك عن دينه. والله ليتمن هذا الامر حتى يسير الراكب من صنعاء الى حضرموت لا يخاف الا الله او الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون» (اخرجه البخاري).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.