أشارت مصادر بوزارة البيئة والموارد المائية ل «الشروق» أن آخر الدراسات قد أكدت أن حوالي 40 كلم من الشواطئ الرملية من جملة 900 كلم يحتويها الشريط الساحلي للبلاد التونسية أصبحت تشكو من ظاهرة الانجراف وتتطلب التدخل العاجل. وتعتبر ظاهرة الانجراف البحري مسألة ذات صبغة عالمية وهي ناتجة بالخصوص على الضغط المتواصل على الشريط الساحلي مما أدى الى تعرية وتدهور العديد من الشواطئ في العالم ويتمثل هذا التدهور للشريط الساحلي خاصة في تقلّص مساحة الشواطئ والاخلال بتوازن الكثبان الرملية. وتتحرك حاليا الوكالة الوطنية لحماية الشريط الساحلي من أجل مواصلة الدراسات المتعلقة بالبرنامج الوطني لحماية الشريط الساحلي من الانجراف البحري والتي تشمل المنطقة الممتدة من مرت الى قرطاج والساحل الشمالي الشرقي لجزيرة جربة ورفرافوسوسة الشمالية والمنطقة الممتدة من قرطاج الى حلق الوادي والمنطقة الممتدة من رادس الى سليمان. وينتظر بحسب مصادر الوزارة أن تتم خلال الثلاثي الاول للسنة الجارية المصادقة النهائية للمرحلة الثانية والشروع بإعداد المرحلة الثالثة من الدراسات الخاصة بمنطقة مرت / قرطاج بالاضافة الى إتمام المرحلة الثالثة المتعلقة بالدراسات التفصيلية لسيناريوهات التهيئة المصادق عليها في المرحلة الاولى للساحل الشمالي الشرقي لجزيرة جربة ومنطقة رفراف. والجدير بالملاحظة أنه قد تم اعتماد مبدأ استخدام التقنيات اللينة والمتمثلة في التغذية الاصطناعية بالرمال كلما أمكن ذلك لمعالجة الاوضاع الحالية للشواطئ موضوع هذه الدراسات. سيدي بوسعيد وبالنسبة لهضبة سيدي بوسعيد ونتيجة لما تعرضت اليه الواجهة الشرقية منها من انزلاقات أرضية وانجراف بحري حاد فقد تقرّر إعداد الدراسات الضرورية بغاية إيجاد الحلول الكفيلة لتأمين توازن هذه المنطقة التي تعد جزءا من منطقة مصنفة (Classée). وبالتوازي مع دراسات حماية الشريط الساحلي من الانجراف البحري انطلقت وكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي في إنجاز دراسة تهدف الى البحث عن مواقع الرمال في أعماق البحر لاستخدامها في عمليات استصلاح الشواطئ ويشمل طلب العروض ثلاثة أقساط: القسط الاول: المنطقة الشمالية (خليج تونس). القسط الثاني: المنطقة الجنوبية (جزيرة جربة). القسط الثالث: منطقة الوسط (سوسةالمنستير). وتتمثل عناصر الدراسة أساسا في تحديد المناطق التي سيتم كشفها باعتماد الخرائط البحرية والتي تقع بين مستويات أعماق البحر والتي ترتبط أيضا بالموقع الجغرافي للجهة وإنجاز تغطية لتحديد أعماق البحر بواسطة مسبار ذي كنس جانبي وإنجاز حفريات وتحاليل للتربة ودراسات للمؤثرات البيئية. استصلاح وفي ما يخص المشاريع النموذجية لاستصلاح الكثبان الرملية ينتظر خلال سنة 2005 إنجاز المشروع النموذجي بالمهدية بعد أن تمت إحالة ملف الدراسة الى جمعية صيانة بالمدينة يهدف الى تمويل انجاز الاشغال باستعمال تقنيات معدات الرياح. وبعد أن تم إنجاز القسط الاول من البرنامج الاول من البرنامج الخاص بدراسة استصلاح الكثبان الرملية للواجهة الشرقية للبلاد التونسية والمندرج ضمن التعاون التونسي الفرنسي ينتظر أن يتم الشروع في القسط الثاني بعد أن تم تشخيص ميداني شامل للشريط الساحلي الشرقي من ولاية مدنين الى حدود الوطن القبلي وذلك بهدف اختيار بعض الشواطئ التي تحتوي على كثبان رملية متدهورة يستوجب وضعها تدخلا عاجلا.