أحال وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بالمهدية مؤخرا قضيّة وفاة شاب بمنطقة أولاد جاء باللّه بمعتمدية ملولش من فرقة حرس المرور إلى إحدى الفرق الأمنية واعتبار موت الشاب نتيجة عمل إجرامي بعدما ظنّ بأنه حادث مرور. وقد عثر سائق سيارة أجرة (لواج) صباح الأربعاء السابق لعيد الاضحى أي قبل العيد بيوم على الشاب عماد المشري (24 سنة) وهو ملقى أرضا والدماء تنزف من رأسه فتم إبلاغ أعوان الأمن الذين حلّوا إلى المكان وعاينوا إصابة المتضرّر وتمّ إبلاغ ممثل النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بالمهدية الذي أذن بالتحري والبحث في تفاصيل الموضوع. وقد نقل المحققون الشاب عماد إلى مستشفى ملولش إلاّ أنه أمام خطورة الإصابة تمّ تحويله إلى مستشفى المهدية ثم إلى مستشفى المنستير للقيام بعملية على رأسه إذ تبيّن أنه أصيب بنزيف داخلي وأن عظم الجمجمة أصاب الدماغ وقد تمّ إبلاغ العائلة بأن حالته عسيرة للغاية إلى أن توفّي في المستشفى يوم الجمعة أي في اليوم الثاني بعد عيد الاضحى. وقد اعتقد المحققون في البداية أن الهالك تعرّض إلى حادث مرور إلا أنّه بعد عرض جثته على مخابر الطب الشرعي تنفيذا لإذن النيابة العمومية تم ترجيح فرضية تعرضه لجريمة قتل إلى أن تبين أنه فعلا غدر من الخلف بآلة صلبة أدّت إلى وفاته وأن جريمة قتل وراء ما تعرّض له وانطلقت بذلك التحقيقات والأبحاث التي مازالت متواصلة وحسبما أفادتنا به شقيقة الهالك وهي مهندسة في الإعلامية فإنّ شقيقها عماد المشري المولود في 6 نوفمبر 1980 يعمل بنزل في مدينة المهدية وقد سهر مع العائلة يوم الثلاثاء ثم استفاق مبكّرا يوم الأربعاء أي قبل العيد بيوم وأخبر والدته بأنه سيتوجه إلى عمله ليستأنفه في حصة استمرار يومي الخميس والجمعة أي يوم العيد واليوم الموالي ثم يعود يوم السبت. وقد خرج من منزل والديه في حدود الساعة السادسة صباحا وتضيف شقيقته التي بدا عليها التأثر رغم محاصرتها بعنف لدموعها التي تودّ اغتصاب عينيها والإعلان عن نفسها. «عثر عليه ملقى أرضا ورأسه ينزف دما فتم نقله إلى المستشفى وتمّ إعلامنا في حدود الساعة السابعةوالنصف صباحا وقد توجهنا إلى مستشفى المهدية حيث زرناه هناك إلاّ أنه لم يحدثنا إذ كان في غيبوبة عميقة فتم نقله إلى مستشفى المنستير لإجراء عملية على الدماغ. وتضيف قائلة «لقد قال لنا الطبيب بعد خروجه من غرفة العمليات بأنّ العملية لم تنجح وأن عماد سيموت بعد أربعة أو خمسة أيام وقد تمّ إرجاعه إلى مستشفى المهدية حيث أسلم روحه إلى مولاها في اليوم الثاني للعيد يوم الجمعة في حدود الساعة التاسعة صباحا». وتقول أيضا «لقد ظنّ الجميع في البداية أنه تعرّض إلى حادث مرور إلا أنّه بعد تشريح جثته وإجراء بعض التحقيقات تبيّن أنه تعرّض لعمل إجرامي». وقد تمّ دفن الهالك مساء السبت بمقبرة أولاد جاء باللّه بملولش. وبعد ترجيح فرضية الجريمة تم إبلاغ ممثل النيابة العمومية بابتدائية المهدية الذي أذن بإجراء التحقيقات اللازمة وقرّر إحالة ملفات القضية من شرطة المرور إلى إحدى الفرق الأمنية لمواصلة التحقيقات وقد تمّ استدعاء العديد من الأطراف للتحرير عليها فيما لا تزال الأبحاث متواصلة إلى حين الوصول إلى الجاني.