تمكّن اعوان الامن بتونس من تفكيك شبكة للدعارة بباب الجزيرة وسط العاصمة، متكوّنة من امرأة وفتاة قاصر وشابين. وقد بدأت التتبعات بعد تقدّم والد الفتاة القاصر بدعوي قضائية لتتبع المتهمين من اجل ايواء قاصر محلّ تفتيش لفائدة العائلة وتحريضها على الفجوز والتوسّط في الخناء والاعتداء على الاخلاق الحميدة ومواقعة أنثي برضاها سنها فوق الخمسة عشر كاملة ودون العشرين، وقد أحيل المتهمون على احدى الدوائر الجناحية بالمحكمة الابتدائية بمنوبة لمقاضاتهم من اجل ما نسب اليهم. وتفيد وقائع القضية ان الفتاة المتضرّرة في قضية الحال وهي من مواليد 1988، قد انقطعت عن دراستها قبل اكثر من سنة من تاريخ الواقعة بسبب مشاكلها العائلية ومشاكل اخرى متعلقة بالدراسة لتجد نفسها عاطلة عن العمل ورهينة الركون في المنزل، الامر الذي خلق حالة من التوتر مع عائلتها وبدأت المشاكل تتراكم. فلم تجد من وسيلة للخلاص من الحالة التي هي عليها. الا بالفرار من حين لآخر من منزل والديها، لتعيش حالة تسكّع تتواصل لما يقارب الشهر او ما يزيد، وكان في كل مرّة تضطرّ عائلتها للبحث عنها في اماكن عديدة الى أن يعثروا عليها او تعود بصفة طوعية. وقد كرّرت سلوكها هذا قبل الواقعة بأكثر من شهر، وكالعادة وجدت العائلة نفسها في دوامة القلق والتخوف من ان يصيب ابنتهم القاصر مكروها. بعد مدّة عادت الفتاة الى منزل العائلة بمنوبة وقد بدا عليها التوتر والاضطراب الامر الذي اثار انزعاج والدها، وبسؤالها عن سبب توتّرها اعترفت له بأنها بعدما غادرت المنزل توجّهت الى وسط تونس العاصمة اين تعرّفت على فتاة تكبرها سنا فروت لها حكايتها مع العائلة وانها تعيش حالة تسكّع وليس لها مقر اقامة، فأعلمتها هذه الاخيرة بأن لها صديقة مقيمة بمفردها في باب الجزيرة، بعدما تورّط زوجها في قضية دخل على اثرها السجن. توجّهت الفتاة المتضرّرة في هذه القضية صحبة صديقتها الجديدة الى حيث تقيم صديقة الثانية. وبوصولهما الى مسكنها بباب الجزيرة استقبلتهما ووعدتهما بأن توفر لهما الاقامة وبعد ايام غادرت الصديقة الثانية الى وجهة غير معلومة ودون ان تعود، فبقيت الفتاة القاصر بمفردها رفقة صاحبة المنزل وهي ام لطفل عمره لم يتجاوز السنة. وبعد مدّة وجيزة اصطحبتها الى الحمام وقامت بتزيينها لدى حلاقة محلها بالمكان، ثم تعمّدت لاحقا، استدعاء اشخاص لمواقعتها بمقابل مالي، وأمام حالة التشرد التي تعيشها هذه الفتاة لم تجد غير الانصياع لرغبة مضيفتها، وأصبح عدد من الرجال يتردّدون على التعدّي على شرفها فيما تتولّى صاحبة المنزل تسلّم المبالغ المالية لفائدتها هي فقط، لكن بعد مدّة ضاق الحال بالمتضرّرة فتمكنت من الفرار والعودة الى منزل والديها القاطنين بولاية منوبة، وهي في حالة نفسية يرثى لها واعلمت والدها الذي اصطحبها الى مركز الشرطة وأعلم بالموضوع متمسكا بمقاضاة المتسببين في انحراف ابنته. وبعد اعلام ممثل النيابة العمومية بابتدائية منوبة، ألقي اعوان الامن القبض على المتهمة الاولى، وهي صاحبة المنزل ثم لاحقا على شابين من متساكني باب الجزيرة. وبالتحرير عليهم، أنكرت المتهمة الاولى ما نسب اليها مؤكّدة انها استقبلت الفتاة من باب الاحسان لا غير خاصة بعدما سجن زوجها كما صرّحت بأنها أشركتها معها السكنى لمساعدتها على مصاريف الكراء، وأكّدت ايضا انها لا تعرف الشابين اللذين القيا عليهما القبض، وبالتحري معهما ايضا انكرا معرفتهما للمتضرّرة مؤكدين انها المرّة الاولى التي يقابلانها. فيما اعترف احدهما بأنه كان يتردّد على منزل المتهمة الاولي باعتبار علاقته السابقة مع زوجها المسجون وانه كان يساعدها ماليا على مصاريف ابنها الرضيع ومصاريفها الخاصة. وبعد انهاء الاحتفاظ بهم تمت احالتهم على انظار ممثل النيابة العمومية حيث أجريت المكافحة بين جميع أطراف القضية اذ تمسكت المتضررة باقوالها، فيما تمسك المتهمون بالانكار، واثر ذلك اذنت النيابة العمومية باصدار بطاقة ايداع بالسجن ضد المتهمة الاولى بعد اعلام زوجها المسجون ايضا، وأبقي المتهمان بحالة سراح، وقرّرت اثر ذلك احالتهم جميعا على انظار احدى الدوائر الجناحية المختصة لمقاضاتهم من اجل ما نسب اليهم.