عصابة لصوص نابل في قبضة الأمن نابل »الشروق«: 6 انفار، 52 عملية سطو، كمّ هائل من الاسلحة البيضاء، وسائل تخدير، منزل محروس لإخفاء المسروق المقدرة قيمته بأكثر من مليار. قد يكون هذا كافيا لتبيين خطورة العصابة التي ارعبت ولاية نابل خلال الصائفة الماضية كلها لكننا نضيف معلومة اخرى. فأعوان الفرقة الجهوية للشرطة العدلية بنابل الذين نجحوا في الايقاع بأفراد العصابة احتاجوا الى ثلاث شاحنات حتى يحجزوا المسروق وينقلوه من مكان الاخفاء الى مقرهم. كانت شكاوى المتضررين انطلقت منذ شهر جوان الماضي وظلت تتراكم يوما بعد آخر حتى بلغت في المجموع 52 شكوى حسب عدد عمليات السرقة. وقد تعهد اعوان الفرقة الجهوية للشرطة العدلية بنابل بالبحث في الموضوع فجمعوا بعض المعلومات المهمة منها تركز عمليات السرقة في مدينة نابل وما جاورها (بني خيار ودار شعبان الفهري). واستهدافها المنازل الفاخرة اي منازل الميسورين (سرقات نوعية). يأكلون ويسرقون تراوح المسروق (استنادا الى اقوال المتضررين) بين المصوغ والاجهزة الالكترونية والتحف والمبالغ المالية... وقد تكون قيمة المسروق الجملي فاقت المليار من مليماتنا فكان هذا كافيا لادخال الهلع والرعب في نفوس المواطنين سيما وقد راجت معلومات حول بطش افراد العصابة واستعانتهم بالأسلحة البيضاء بالاضافة الى السوائل المخدرة. وقد اتضح انهم لجؤوا الى الوسيلة الاخيرة في بعض عملياتهم فكانوا يدخلون المنزل المستهدف ويرشون المادة المخدرة على من يصادفونه ثم يقومون بجولة متأنية فيأكلون ما طالب لهم ثم يختارون المسروق المناسب ويغادرون المنزل قبل ان يفيق اصحابه. وبما ان لكل بداية نهاية، فقد حدث في الايام الاخيرة ما اوقع بأفراد العصابة كلهم. تعرف عليه كان احد الشبان في منزله بالطابق السفلي لما فوجئ بشخص غريب ينزل من الطابق العلوي فسأله عن هويته وسبب مجيئه وعندما تأخرت الاجابة تقدم من الغريب وامسك به لكنه نجح في الفرار بعد ان اخرج سكينا واصاب الشاب بها. وقد تحول المصاب الى مقر الامن حيث قدم شكواه واوصاف المعتدي وعندما عرضت عليه صور بعض المنحرفين لم يجد ادنى صعوبة في التعرف على المشتكى به. تجند اعوان الفرقة الامنية سابقة الذكر للبحث عن صاحب الصورة ونجحوا في ايقافه لكن استجوابه كشف عن معطيات مهمة جدا. سائقا تاكسي هو عضو من عصابة مختصة في السرقة وتتكون من 6 انفار اثنان منهم سائقا سيارتي اجرة (تاكسي) ومعروفان في مدينة نابل. اجتمعوا كلهم في اوائل الصائفة المنقضية واتفقوا على نشاطهم وتوزيع الادوار فيما بينهم. فكان سائقا التاكسي حلقة الوصل في العمليات كلها. فانطلاقا من طبيعة عملهما ومعرفتهما بالمنازل واصحابها كانا يحددان الهدف ثم يرافقان بقية العصابة ليلا الى المنزل المستهدف حيث يتوليان الحراسة داخل سيارتيهما فلا يثيران اية شبهة. في منزل مهجور! كان المسروق ضخما كما اشرنا في البداية وكان لابدّ لأفراد العصابة ان يوفروا مكانا مناسبا فوقع اختيارهم على منزل بصدد البناء ثم ادخلوا عليه بعض التحويرات (سد بعض المنافذ مثلا) وراحوا يكدسون فيه المسروق ويتناوبون على حراسته اعتمادا على الاسلحة البيضاء. وحسب بعض المعلومات فإن الواحد منهم كان يوزع اسلحته على جواربه وتحت ملابسه. وقد تم ايقافهم جميعهم فقابل المواطنون الخبر بالارتياح والشكر والثناء.