أصدرت المحكمة الابتدائية بالكاف مؤخرا أحكاما بالسجن من عام إلى 21 عاما على 9 أشخاص بعد إدانتهم في قضية مخدرات كانت كشفتها زوجة أحدهم. وكان بطل هذه المجموعة وهو كهل (47 سنة) بدأ رحلته في توريد مادة «التكروري» من قطر مغاربي بعد أن ربط علاقة صداقة متينة بشاب من هذا القطر وصار يتزود منه بهذه المادة ليتولى هو ترويجها في أوساط الشباب والكهول في ولايات الشمال الغربي وتونس العاصمة وبقي يعمل في كنف السرية طيلة 16 عاما مما شجعه على تكوين شبكة من الشباب تغطي عديد المناطق السياحية وظلّت هذه المجموعة تنشط بعيداعن كل الشبهات حتى جاء اليوم الذي انكشف أمرها إثر شكاية تقدمت بها زوجة المتهم لدى مركز الأمن بمعتمدية حدودية مفادها أن زوجها متعود على استهلاك المخدرات وكان يعقد سهرات ليلية مع أصدقائه بمنزله وعلى ضوء هذه المعلومات رسم أعوان الأمن خطة ذكية تهدف للإطاحة بأفراد العصابة وضبطها متلبسة. واصل أعوان الأمن تتبع تحرّكات بعض المشبوه فيهم حتى تمكنوا من الوصول الى المتهم الرئيسي وبحوزته حوالي 3 كيلوغرامات من مخدر التكروري وبإخضاعه للتحقيق اعترف بأنه كان يتزود بكميات من هذه المادة من مواطن مغاربي منذ 1999 فيتولى هو توزيعها على مساعديه بعدما يعقد بهم اجتماعا بكهف يسمى غابة الداموس بإحدى معتمديات الشمال الغربي حيث يشرح لهم كيفية الترويج والافلات من قبضة رجال الأمن. وفي الأثناء كشف عن هوية بقية أفراد المجموعة فتمكن أعوان الأمن من إيقافهم جميعا وبالتحقيق معهم اعترفوا بما نسب إليهم وأكدوا أن مردود هذه التجارة أغراهم وجعلهم يواصلون نشاطهم رغم أنهم كانوا يدركون مخاطرها على صحة الشباب والكهول.