دأبت ادارة بيت الشعر التونسي على احياء السهرات الشعرية الرمضانية وتقيم لذلك احتفالات بهيجة، وضمن هذه السهرات الرمضانية سهرة «تونس الشاعرة» التي حضرنا فعالياتها وسجلنا ما يلي : الشاعر المنصف المزغني (مدير بيت الشعر) والشاعر أبو نورس قاما بتنشيط هذه السهرة، حيث رحّب المزغني بالحاضرين وبالشاعرات المدعوات وبطريقته المعتادة التي تحمل الكثير من الطرافة، يذهب بعيدا في تفسير ظاهرة الشاعرات اللواتي يكتبن باللغة الفرنسية وطبعا وجد تبريرا مقنعا للأمر معللا ذلك بأن أمّنا العربية تستطيع بما تملك من ثراء ان تفهم جارتنا او خالتنا الفرنسية طالما ان الحالة واحدة وهي الحالة الشعرية المتوهجة التي يحملها الانسان أينما كان وبكل اللغات. ثم أفسح المجال للشاعرات اللواتي تداولن على المصدح حيث انطلقت الشاعرة أحلام صابر في قراءة قصائد من ديوانيها المكتوبين باللغة الفرنسية وأمعنت في التنكيل بالرجال المتشابهين او الرجل الذي يشبه كل الرجال، ولسنا ندري حقا إن كانت الشاعرة تعني ما تقول. بعدها جاءت الجرأة لتطلق صوتها في فضاء القاعة حيث غنت للليالي وبرودتها أيضا وكأنها تقول : ما أسوأ الليالي بلا.. أحد : (ماذا ستفعل ليلة منه / اذ اندلق الحنين / من يمسك عنها النهار / من يوقظ الشمس / ويغويها؟ / من يؤخّرها قليلا؟). ثم انطلقت «الكائنة» اللغوية الشاعرة فتحية الهاشمي التي ساءها ان تقرأ بلا مصدح مما جعل مدير البيت يعتذر للشاعرات عن هذا النقص الذي ربما سدّته وزارة الاشراف في قادم الايام. أما الشاعرة «الساحلية» راضية الشهايبي فقد قالت أنها قادمة ومهما حدث وكادت الأنا فيها تفيض عن المكان وتصرخ : أنا وبعدي أنا... (أنت يا أحلى المدائن / فصلوا عنك النخيل / هجّروا كل الطيور / غيّروا حتى الملامح / لم أجد وجهي بمرآة الصباح / وبكيت كالجفاف / سرقوا حتى دموعي)... الشاعرة ضحى بن طاهر غنت لأسباب الشوق والحنين وأشعلت أسئلة حول الغياب الساطع للمحبوب المدلل وانهارت على الورقة (مطر الشوق يهطل... / والقلب مُبلّل... / ويدي فوق جرس اللقاء / تتجمد / لستُ أدري لمن أعود). شاعرة الجنوب الرقيقة الشاعرة التي مسها في قلبها نور مثير، فاندفعت خلفه كالمسلوبة.. الشاعرة سعاد الشايب قرأت من كتابها (القلب.. هذي شواسعه) فشدت الأرواح والقلوب... أما طالبات مبيت (بلقيس) الجامعي بالمنزه السابع فقد سجلن حضورهن بقصائد لطالبتين شابتين أخذتا دورهما في القراءة تكريما لحضورها السهرة المذكورة. وقد اختتمت هذه السهرة الممتعة الشاعرة ليلى مكّي بقراءة قصائد فصيحة وعامية وقد تساءل الحاضرون والمدعوات عن هذه المسماة : قصيدة النثر بالعامية. الجدير بالذكر أن هذه السهرة قد حضر فعالياتها سعادة سفير سلطنة عمان.