هلك سائق شاحنة حرقا مؤخرا بمدينة سوسة بعد اضرام النار في عربته وهو نائم داخلها. ويبدو أن المحققين جمعوا من الأدلة ما يشير الى وجود شبهة اجرامية في الحادثة ويغلب على الظن أن يكون أحدهم نوى احراق الشاحنة عمدا فهلك سائقها عن غير قصد. وكان بعض المارة في أحد أحواز سوسة لاحظوا النيران ساعة الواقعة تشتعل في شاحنة تابعة لشركة مقاولات يقع مقرها بمدينة سوسة فأخطروا أعوان الأمن والحماية المدنية قبل أن يتم التفطن الى اشتعال النار في جسد السائق. ورغم سرعة نقله الى أحد المستشفيات فقد أسلم روحه متأثرا بخطورة اصاباته واتضح لاحقا أن الهالك شاب أعزب ينحدر من مدينة قبلي حيث تمّ دفن جثته. ويبدو أن التعب أخذ منه نصيبا قبل وقت قصير من الواقعة فأوقف عربته بأحد أحواز مدينة سوسة واستسلم للنوم قبل أن يفيق على مشهد احتراقه الفظيع. وقد عثر المحققون أثناء عملية المعاينة علي بعض الأدلة المهمة منها وجود وعاء بنزين على مقربة من الشاحنة المحترقة مما يشير مبدئيا الى أن أحدهم أضرم النار عمدا في العربة بغض النظر عن مدى توفر الركن القصدي من عدمه في احتراق السائق. وقد تمّ الاتصال بصاحب الشاحنة (أي صاحب شركة المقاولات) فوجه شكوكه نحو أحد الأشخاص ملاحظا أن المشكوك فيه كان يعمل بشركته وأنه فصله عنها بعد خلاف نشب بينهما. ورجح صاحب الشركة أن يكون المكشوك فيه الذي عثر على موطن رزق آخر في سوسة لاحظ توقف الشاحنة وعرف هويتها فقرّر الانتقام من صاحبها بحرقها. وعلمنا أن رجال الأمن تمكنوا من الوصول الى المشبوه فيه وشرعوا في استجوابه حتى يتبيّنوا الخيط البيض من الخيط الأسود.